خالد العلواني
الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 14:30
المحور:
الادب والفن
الطريقُ إلى الشّمال
طائِرونَ كسَربِ حمامٍ
على دربِ أوربا ناظرينْ
أمواجُ الدِّماءِ اكتسَحَتْ بلادَنا
وراحَ من أجلهِ الصديقُ
والعدوُّ
وكلُّ أبناء عراقي الأقربينْ
قتلتُ أخي ظلماً
كقابيلْ...
أحرقتُ خيامَهُ
وغرَزْتُ حقدَ سيفٍ في أحشاءِ نسائِهِ
ورميتُ في دجلةَ والفراتْ
أطفالهُ المساكينْ
تنكرْنا لبلادِنا...
كُرهاً
وطوْعاً
وبِعنا في سوقِ النخاسةِ
أرضَ الرَّافدينْ
حَمَلنا وِزرَنا وخطايانا
منْ أرضٍ إلى أرضٍ
أوراقُنا مرفوضةٌ
جوازاتنا ليست سوى ورقٍ
وعلى كل الحدود خائفينْ
سندبادُ عصرِنا
وهاري سانتْ *
لكنَّا لسنا بمستشرقينْ
لا عجبَ إذْ أصبحْنا كموسى كاظم الغيظْ
في كلِّ السُّجونِ محتجزينْ
لكنَّهُ لم يتنكرْ أّنَّهُ هاشميٌّ
ونحنُ تنكرنا لعراقِنا
وفي تركيا أصبحنا من فلسطينْ
نملٌ فارسيٌّ
ملِئّتِ الأرضُ بِنا
وفي كلِّ البسيطَةِ
للجوءِ طالبينْ
قطعْنا البحورَ في قواربِ صيدٍ صغيرةٍ
وغدا
الأطفالُ
والنساءُ
والشيوخُ
في البحورِ غرقينْ
نتباكى على أرضنا
كذباً...
وبُهتاناً
نحنُ وجوه لعملة واحدة
أنا والذي اتهمه بالعمالةِ
عليٌّ وعمرُ وكاكا آزادَ
خائنينْ
أيها الأبُ المخضبُ في الدِّماءْ
هلْ عقرتَ
أم ستنجبُ على كِبَرٍ غاندي
أم ستخرجُ أرضَك بعدَ المماتِ حسينْ
نحنُ شعبٌ غضبَ اللهُ علينا
منذُ آلافِ السنينْ
ويْحَنا أيُّ قومٍ نحن
احتلُتْ أرضُنا مراتٍ ومراتْ
ونحنُ على طبولِ حربِ الغزاةِ راقصينْ
ها نحنُ في بلادِ الغربِ نشحذُ الإقامةَ
ومن الأموالِ المشبوهةِ نمتْ لحومُنا
وتحتَ قوانينهم الوضعيةِ خاضعينْ
أولادُنا عجزوا عن قراءةِ كتابِهمْ
ولمْ يخطُّوا العربية في اليدينْ
وتاللهِ نحنُ كما قالَ عليٌّ
كامرأةٍ حاملْ
أسقطتْ
وماتَ بعلُها
وها نحنُ مثلها
خسرتْ أرضاً
وبعلاً
وجنينْ
خالد العلواني
17 - 8 – 2011
1432 هجري
السويد – فينوكر
#خالد_العلواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟