|
ثورة سورية شعارها لا اله الا الله ومحمد رسول الله
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 22:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا اظن ان احدا من المراقبين والمحللين السياسيين سيمسك قلما للطعن في تشخيص المعارضة السورية الاسطنبولية للنظام السوري وحيث يؤكد مجلسهم الانتقالي سواء في مؤتمراته الصحفية العا جلة اوفي سيل بياناته شبه اليومية انه, ويا لهذا الاكتشاف الخطير ,, انه نظام دكتاتوري وقمعي وفاسد فضلا عن انه نظام تفريطى وخاصة في القضايا التي تتعلق باسترداد الحقوق الوطنية المغتصبة في الجولان والاسكندرون وفي فلسطين الحبيبة والتي لا زالت بعد اكثر من ستين عاما على اغتصابها تشكل هاجسا يسكن قلوب العرب والملسمين اجمعين . وهل يمكن القاء ظلال من الشك على مثل هذا التشخيص "البرهاني الغليوني " بعد ان اكد صحته زعماء عرب المشهود لهم بمناهضتهم للاستبداد وتطبيقهم للديمقراطية واحترامهم لحقوق المراة والاقليات امثال خادم الحرمين الشريفين وكبير شيوخ مشيخة قطر حمد بن خليفة ما غيره وزعماء امبرياليون لم يترددوا يوما في دعم حركات التحرر الوطني والاجتماعي امثال الرئيس الاميركي اوباما واعضاء فرقتة في التطبيل والتزمير امثال ساركوزي وكاميرون ونتنياهو فضلا عن ان الرئيس السوري بشار الاسد قد اعترف باقتراف اجهزته الامنية اخطاء ادت الى ازهاق ارواح عدد كبير من المتظاهرين المسالمين كما اعترف ولو بشكل غير مباشر بان الديمقراطية قد اخذت اجازة مفتوحة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه والده وبانه سيعالج هذا الخطأ بسلسلة من التدابير الديمقراطية التي ستشمل الغاء نظام الطوارىء وتعديل الدستور والسماح بالتعددية السياسية وتداول السلطة والدعوة لانتخابات برلمانية كما اكد مصداقية تشخيص المعارضة بانه ما زال يبدي منذ ان اورثه والده حافظ مقاليد السلطة رباطة جاش وانضباطا حديديا يحسد علية في مواجهة تمسك اسرائيل بالاظافر والانياب بالجولان رغم ان الجولان بعد ضمه لاسرائيل اصبح يشكل جزءا من ارض الميعاد التي وهبهم اياها وجعلها حلالا زلالا لهم اله اسرائيل وحيث لم نرى الجيش العقائدي ولاسباب تتعلق بالتوزان الاستراتيجى مع اسرائيل ومن يقف وراءها من الامبرياليين بل رايناه يهرع لنجدة وتعزيز القدرات القتالية لقوات التحالف المرابطة على ارض الحشد والرباط في حفر الباطن سنة 1991 بالمشاركة معها في طرد الغزاة العرقيين بعيدا عن منابع النفط الكويتية. كما قلت لااحد يختلف مع اعضاء المجلس الوطنى السوري الاسطنبولي المعارض في تشخيصهم للنظام ولا في دعوتهم لاقامة دولة مدنية تكفل الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والتعددية السياسية وتداول السلطة بل يبدا الخلاف معهم في عدد من المسائل الجوهرية منها ان اغلبية اعضاء وقيادات مجلسهم الاسطنبولي هم من الاخوان المسلمين . فهل يمكن لهؤلاء الملتحين بعد توليهم لمقاليد السلطة في سوريا ان يقيموا الدولة المدنية الموعودة فيما تشهد ادبياتهم وانظمتهم الداخلية وخطاباتهم الديماغوجية ان قضيتهم المركزية وبان جهادهم سوف يكومن مكرسا لاقامة دولة "مدينية " كدولة المدينة التي اقامها السلف الصالح قبل 1420 سنة شمسية ,وبان يكون دستور الدولة مستمدا من الشريعة الاسلامية ؟ وهل يمكن في ظل هذه الدولة الاسلامية ان تتحقق المساواة بين الرجل والمراة اوبين المسلم - السني تحديدا - وبين النصراني والدرزى والعلوي وهل نضمن في ظل دولتهم ان لا تستخدم شرطتهم الدينية نفس ادوات القمع والارهاب الديني التي يمارسها المطوعون في السعودية مثل استخدامهم للعصي الطويلة من اجل تحفيز المارة في الشوارع كي يتوجهوا بسرعة صاروخية الى المساجد لاداء فرض الصلاة واستخدامهم السياط لجلد النساء المتبرجات وغير المنقبات والمحجبات واستخدامهم السيف البتار لجز اعناق المجرمين وقطع ايدي وارجل اللصوص ؟ وهل يحق للنصراني او الدرزي او الشيوعي او العلماني ان يرشح نفسه لمناصب قيادية في اجهزة الدولة مثل مناصب رئيس الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء وقائد الجيش ؟ من هنا لن يكتسب مشروع المجلس الاسطنبولي لاقامة دولته المدنية اية مصداقية الا اذا بادر برهان غليون الى تطبيق رؤيته المتعلقة باغتيال العقل باستبعاد الاخوان المسلمين من مجلسه المعارض او بادر المراقب العام للاخوان الى تعديل النظام الداخلي لحزبة وشعاراته الرعوية الصحراوية بحيث يكون شكلا ومضمونا منسجما مع متطلبات اقامة دولة مدنية وبادر قي نفس الوقت الى تغيير اسم الجماعة ليحمل اسما لا يتعارض مع مضمون المواطنة ولا يستفز مشاعر اتباع الديانات والمذاهب والتيارات السياسية الاخرى التي لم يتورط احد منها في تشكيل احزاب تحمل اسم جماعة الاخوان المسيحيين وجماعة الاخوان العلويين وجماعة الاخوان الدروز وجماعة اخوان الشياطين وجماعة اخوان الانس والجن والعفاريت التزاما منها بالمواطنة السورية وصيانة للوحدة الوطنية السورية التي لا يتقيد بها الاخوان الملتحون ويعتبرونها حالة متخلفة على الوحدة الاسلامية بل كثيرا ما سمعنا زعماء الاخوان المسلمون يتهكمون عليها قائلين : طز في سوريا وطز في مصر . كما نختلف مع مجلس اسطنبول في تضخيمة للحراك الشعبي المناوىء للنظام بوصفه ثورة شعبية شاملة ولا ادري هنا كيف يكون شاملا ولم نرى من تجليات هذه الثورة ولو مظاهرة مليونية او نصف مليونية على الاقل تطالب كما يطالب المجلس الاسطنبولي باسقاط النظام كما لم نشاهد ولو مظاهرة واحد ة يشارك فيها الشيوعيون والناصريون والقوميون السوريون ورموز التيارات العلمانية والليبرالية والنقابات العمالية والاتحادات النسائية ومنظمات المجتمع المدني , وهل ثمة ثورة تنجز اهدافها بدون اعتمامات واضرابات تنظمها الطبقة العاملة او يشارك فيها النخب الثقافية كطلاب الجامعات والمعاهد بل رائينا متظاهرين ينطلقون من المساجد بعد صلاة الجعة مرددين هتافات دينية لا تتبدل ولا تتغير مثل " لا اله الا الله ومحمد رسول الله " واصناف اخرى من الهتافات التي يصلح اطلاقها في حروب داحس والغبراء وفي صولات وجولات عنترة بن شداد ودون كيشوت مثل " الموت ولا المذلة " ولا ننسى ان هؤلاء المتظاهرين ينشدون الموت تخلصا من اذلال النظام ويعزفون عنه لو كان مطلوبا منهم الموت من اجل تحرير الجولان او على الاقل لاختراق الحدود الفاصلة مع اسرائيل في مظاهرة ربع مليونية تخلصا من مذلة الاحتلال الصهيوني , وكأن مشاكل سوريا تتمثل بتاركي الصلاة وباتباع الديانات والمذاهب الاخرى الذين لم ينطقوا بعد بالشهادتين ولا تتمثل بالخصخصة وما نشا عنها من نقل ملكية العشرات من المرافق العامة الصناعية والخدمية الرابحة الى ال مخلوف وغيرهم من كبار المتنفذين ولا في تركيز الجزء الاكبر من الدخل الوطنى في جيوب كبار المتنفذين والمضاربين والبيروقراط والراسمالية الطفيلية ولا في انعكاساتها السلبية على النمو الاقتصادي والقوة الشرائية للشرائح الاجتماعية المتوسطة والمتدنية الدخل ولا في تضييق هامش الحريات العامة . ثم كيف تكون ثورة شعبية شاملة وهناك قطاع واسع من الشعب لم يتحرك بعد ضد النظام لا ولاء وتاييدا له بل تفاديا للانجرار في مظاهرات يحرض عليها ويحشد لها الاخوان المسلمون والاصوليون مثلما يحرض عليها ويروج لها اعلاميا ويمول نشطاءها بسيول من البترو والغاز دولار مشايخ النفط والغاز ؟؟ وهنا اسال الشيخ برهان غليون : هل قرات ذات يوم ان خادم الحرمين او شيخ قطر او الادارة الاميركية قد ايدوا ثورة ترفع شعارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني وهل يعقل ان يضخ الشيخ حمد الملايين من الدولارات من اجل دعم وتضخيم " الجيش السوري الحر " لولا ان كافة المقاتلين فيه هم من الجماعات الاصولية وهل تسمح الادارة الاميركية لهذا الشيخ ان بسحب ولو فلسا واحدا من البنوك الاجنبية وحتى المحلية من اجل دعم هؤلا ء الثوار لولا ان الجيش السوري الحر لا يقود ثورة شعبية بل ثورة مضادة لا تخدم المصالح الامبريالية فحسب بل تساهم في نشر الفوضي الخلاقة في سوريا وما سيتمخض عنها من اقتتال طائفي واستنزاف لقدرات الجيش السوري ومن تدمير للبنى التحتية والمرافق الانتاجية . واخيرا نختلف مع المعارضة الاسطنبولية في انها تستقوي بالانظمة الرجعية العربية وبالادارة الاميركية من اجل الاطاحة بالنظام وتوفير الحماية للمدنيين السوريين كما تتبنى دعوة لاقامة مناطق عازلة وفرض مناطق حظر جوي فوق سوريا وهي حقيقة لا يستطيع ان ينكرها زعيم المعارضة الاسطنبولية الشيخ برهان غليون بعد ان قامت وزارة الخارجية الاميركية بتسريب نص التصور الذي قدمه برهان الى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون خلال اجتماع الطرفين في سويسرا مطلع الشهر الجاري الى بعض وسائل الاعلام . وحسب مانشر فقد تضمن التصور المؤلف من 15 صفحة فلسكاب والمصاغ باللغة الانكليزية دعوة صريحة للتدخل العسكري الخارجي لحماية المدنيين . من هذا التصور العسكريتاري والمناهض تماما للثورة السلمية يبدو جليا ان الهدف الاساسي للمجلس الوطني السوري الاسطنبولى هو الاطاحة بالنظام السوري بأي ثمن ومهما كانت فداحه خسائرة البشرية والمادية : فهل يستحق الشعب السوري ان يسفك دمه انهارا وان تدمر المرافق الخدمية والانتاجية ومنشاته العسكرية عن بكرة ابيها لمجرد ان الادارة الاميركية ومعها رهط من شيوخ النفط والغاز قد ضاقوا ذرعا من مناورات وتحالفات وممانعات نظام بشار الاسد فاتخذوا قرارا لا رجعة فية بالاطاحة بهذا النظام وبتسليم مقاليد السلطة لبرهان غليون ولغيره من اعضاء المجلس الاستنبولي ؟؟ لو كان برهان غليون الذي صاغ التصور العسكريتاري والح على وزيرة الخارجية الاميركية ان تاخذه بعين الاعتبار تعزيزا للغزوة الاطلسية المتوقعة لسوريا لو كان غليون جديا في توفير الحماية للمدنيين السوريين ولا يسعى لخراب سوريا وابادة شعبها بالالة العسكرية الاطلسية لما حث وزيرة امبراطورية الشر على اعتماد التدخل العسكري بل صاغ تصورا دعا فيه الادارة الاميركية الى وقف تدخلها في الشان الداخلي السوري لان لا حقن للدماء النازفة في سوريا ولا حل للازمة السورية بكل ابعادها بنظر المعارضة الوطنية الا بتطهير سوريا من العصابات العرعورية المسلحة العاملة تحت غطاء الجيش السوري الحر وبتفويض صلاحيات رئيس الجمهورية لحكومة وطنية تمثل كافة اطياف المعارضة الوطنية والتي تؤكد رقضها لكافة اشكال التدخل الاجنبي في الشان السوري وتعتمد برنامجا اصلاحيا حقيقيا يلبي مطالب الطبقة العاملة والبورجوازية الوطنية السورية
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغنوشي يقبل ايادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن
-
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!
...
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
-
غياب الوعي الطبقي ودولارات الشيخ حمد ساهمت في فوز الاخوان ال
...
-
ا المجلس الوطني السوري ينحى التناقض الرئيسي لصالح التناقض ال
...
-
وزير خارجية الاردن متباهيا: لم نتحفظ على قرار فرض عقوبات على
...
-
هدايا الشيخ غليون ومشايخ النفط والغاز للامبريالية واسرائيل
-
هل يتحمل شيخ مشيخة قطر مسئولية الاعمال الارهابية التي ترتكبه
...
-
هل من مصلحة النظام الاردني الاطاحة بنظام بشار الاسد
-
تنفيذا لتوجيهات مشيخات النفط والغاز تعليق عضوية سورية في الج
...
-
راشد الغنوشي يؤدي مناسك الحج في مشيخة قطر
-
حل السلطة الفلسطينية ردا على استمرار الاستيطان وتهجير الفلسط
...
-
تحضيرات لضرب سوريا وسط تسريبات اسرائيلية حول هجوم جوي على اي
...
-
زلازل بشار الاسد وشروط الشيخ حمد
-
-جرذ الناتو- مصطفى عبد الجليل يكشف عن توجهاته الاخوانية
-
ثوار الناتو يحتفلون بالدمار الشامل لليبيا وقتل القذافي وسحل
...
-
بشار الاسد في مواجهة الانذار الاخير لوزراء الخارجية العرب
-
ان ينصر الله اميركا والاخوان المسلمين فلا هزيمة لهما
-
حشود عسكرية تركية واسرائيلية على حدود سوريا وتحذير سوري للار
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|