أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ورطة العرب في سوريا















المزيد.....

ورطة العرب في سوريا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 21:22
المحور: كتابات ساخرة
    


حين وُجهت الدول الغربية بالفيتو المشترك الروسي-الصيني الساحق الماحق، وشعرت بخيبة أملها من تحقيق أي تقدم على صعيد الملف السوري الشائك والصعب والمعقد والمتداخل والصلب، والذي قلب كل التوقعات، لوجستياً، وعلى الأرض، أوعز الغربيون إلى رصيدهم الاستراتيجي من حلفائهم البدو العربان بيادق وعبيد الناتو، للتحرك والضغط على سوريا، من خلال المنظمة الإقليمية الهزيلة المسماة بالجامعة العربية، عبر إطلاق العنان لها في قراراتها الجائرة ضد سوريا، هذه القرارات التي انعكست، حقيقة، غلاء فاحشاً في دول الخليج الفارسي، وخسارات بالمليارات على الاقتصاد التركي، وقال الغربيون يومها عل ذاك وعساه يعيد الهيبة والكرامة للجوقة الغربية المسفوحة على عتبات مجلس الأمن.

وخلال الأيام القليلة الماضية جرت تطورات هامة على صعيد الأزمة السورية. أولى هذه التطورات، هو مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن وقوبل، ظاهرياً، برفض غربي قاطع وجامع، لأنه، في الحقيقة، ما هو إلا إعادة إخراج من الدرج لمشروع قرار روسي سابق يؤكد نظرية العصابات الإرهابية المسلحة التي تتسلل من تركيا بدعم وتمويل من مشيخات الخليج الفارسي، وهذا يعني نصراً دبلوماسياً وإعلامياً لسوريا لجهة الاعتراف الرسمي الدولي بهذا الأمر كحقيقة واقعة، وهذا ما لا يريده دعاة السلمية، والثورة الشبابية، ومن يقف وراءهم، لأنه سينسف كل خطابهم، ويكشف مشروعهم، وطبيعة ثوراتهم، وألاعيبهم الثورية. وبالتوازي مع ذلك أيضاً، ومع تصعيد على الأرض ومحاولة تفجير الموقف ميدانياً عبر زيادة كم العمليات الإرهابية، أعلنت الجامعة العربية، وبعد توسلات متكررة من نبيل العربي لـ"المعلم وليد" للتوقيع على المبادرة عبر الوسيط العراقي، وعلى لسان حمد بن جاسم، عن نفض يدها من الملف السوري، وفيما يشبه لعبة كرة القدم، وكما نتابع أحيانا، بعض اللاعبين المحاصرين، والفاشلين وعديمي الحيلة في الملعب، وغير القادرين على تمرير الكرة، أو إدخالها، بالمرمى، يقوم اللاعب إما برميها يائساً خارج ملعبه، أو يقوم بإعادتها لنفس اللاعب الذي أخذها منه، وها هو اللاعب القطري، ورغم أنه سيستضيف المونديال في 2022، والذي لم يستطع أن يفعل شيئاً حيال الأزمة السورية، رغم كل ضجيج وصخب الجزيرة والعربية، ولا أن يدخلها، أو حتى يقترب من دفاع المرمى السوري، ها هو يعيدها، متراجعاً، من حيث أتت إلى حارس المرمى الدولي باراك أوباما الذي يلعب حالياً لنادي سبورتينغ أورشليم، والذي لن يجد، هو الآخر، لاعباً في طول وعرض الملعب الدولي كي يعيدها له، ونرجح أنه سيرميها خارج الملعب، ولاسيما بعد أن نفذ بجلده، وخرج مدحوراً، ملوماً، محسوراً، من العراق، يلملم أذيال الهزيمة والخيبة.

السوريون، وهم يحتفظون بأوراق إستراتيجية مرعبة في جيوبهم، تعاملوا منذ البداية مع ما يسمى بالمبادرة العربية، ببرودة متناهية، وهم غير مستعجلين على ما يبدو، وعلى مبدأ "اللي ما بدو يخطـّب بنتو بيغلّي مهرها"، وهم لذلك، غلـّوا المهر "حبتين"، والشروط على العريس الولهان نبيل العربي، ووضعوا له شروطاً تعجيزية كي يستطيع لمس "يد" سوريا، والقبول السوري، لاحقاً، كان لحفظ ماء وجه العربان الذين دخلوا هائمين وجاهلين حقل الألغام السورية، و"حفاظاً على العمل العربي المشترك"، كما يرددون دائماً في إعلامهم. لقد تم تلبية معظم شروط سوريا تمهيداً لعرس التوقيع الذي لن يتم، على ما نرجح، والعقدة الآن هي محض مصطلحية فقط، وتحديداً حول الاختلاف بين تضمين كلمتي مواطنين أو مدنيين عزل، والسوريون يريدون فرض مصطلح "مواطنون"، وسيكون لهم الأمر كما كان في الستة عشر بنداً التي تم تعديلها لمصلحتهم، وبما يضمن سيادتهم ويحقق شروطهم.

لماذا الخوف من التدويل؟
المهم، ها هي الكرة في مجلس الأمن مرة أخرى، أي بمعنى آخر التدويل، الذي يرعب البعض. وهنا، لا بد من التساؤل هل هذا التدويل هو وليد اللحظة؟ وما الذي كان يحصل منذ عشرة أشهر وحتى اليوم، حيث لم يبق ولا دبلوماسي ولا موظف خارجية غربي، ولا فراش أو "فطفوط" و"زعطوط" تركي، ولا إسلامي، ولا أوروبي ولا منغولي، إلا وأدلى بدلوه وجرب حظه في الأزمة السورية؟ ماذا نسمي كل ذلك، في هذه الحال، شؤوناً عائلية خاصة بين أبي عصام وأم عصام في باب الحارة؟ أو حوار الطرشان الشهير بين صابر وصبرية الشامية في الإذاعة السورية أيام زمان؟ إذا لم يكن كل هذا التجييش الإعلامي، ومن محطات فضائية عالمية، وانسوا "الشقيقتين" الجزيرة والعربية، وأخواتهما، وعلى مدار الساعة، وتصريحات كلينتون، وأوباما، وساركوزي، وهيغ، وميركل، وبيرلسكوني، وفبركة مجلس اسطنبول، وعرض الأزمة على مجلس الأمن ذات مرة قوبلت بالفيتو، وعلى مجلس حقوق الإنسان، وعلى الأمم المتحدة، والمفوضية العامة لحقوق الإنسان، والجنائية الدولية، وعلى الناتو، وغيره، تدويلاً، فما عساه يكون التدويل، طال عمركم؟

أعتقد جازماً، أن مجلس الأمن، والدول الغربية، في ورطة ما بعدها ورطة، فلا هم بقادرين على قذف الكرة، ولا هم قادرون على الاحتفاظ بها. وحلـّها يا حلّال. فإن هم أفلحوا، وبفرض تخطي حاجز الفيتو الروسي-الصيني- في استصدار قرار ضد سوريا، فهو لن يتعدى كونه إدانة للعنف ومن قبل أطراف الأزمة في سوريا، أي العصابات المسلحة ومن يدعمها بشكل غير مباشر، ومن يقف وراءها، ويقدم لها المال والسلاح، أي بصريح العبارة، وبشكل غير مباشر، إدانة العربان ما غيرهم، وحيث هناك استحالات لوجستية، واستراتيجية، وميدانية خطيرة، لأي عمل عسكري، وعلى الجميع، يدركها هؤلاء مجتمعين، ولن تكون مواجهة ثنائية، ولا سيناريو ليبياً، إنه توازن الرعب المخيف والرادع الوحيد لكل الحمقى والشياطين، ولا نعتقد أن أحداً سيكون بمنأى عن تداعياته الكارثية، وكما صرح أكثر من مسؤول أممي، وعلى ذات لسان جنرالات الأطلسي، الذين يعرفون البئر وغطاءه، ولا نعتقد أنهم من الحماقة لمجرد التفكير باللعب بعش الدبابير السوري.

وهكذا، وتزامناً مع الانسحاب الأمريكي الصامت المذل والمهين من العراق، وهذا ليس صدفة، وبعد تضييع وقت متعمد من اللاعب العربي وريثما "يتسلل" الأمريكي خارج الملعب الإقليمي، يعيد العربان الكرة من حيث أتت إلى مجلس الأمن، الذي سيبحث وينظر في طول وعرض الملعب الدولي دون أن يجد لمن سيمررها له ولا يعرف كيف سيحتفظ بها؟ أي "تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي". ويعتقد، على نطاق واسع، أن هناك تسوية على الأبواب، سيكون مجلس الأمن بابها، والمبادرة الروسية مفتاحها، وبرغم الرفض العام الظاهري لها، ستتجلى باستصدار قرار غائم عائم عام يرضي جميع الفرقاء، وسيكون بمثابة إنقاذ لماء وجه كل من خاض في الرمال السورية المتحركة، في ظل تقلص الخيارات وانسداد كل الآفاق أمام اللاعب الغربي، كما اللاعب العربي. وكفي الله ثوارنا شر الثورة والفورات.






#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا بق برهان غليون البحصة؟
- سوريا تشكّل العالم الجديد
- الجيش السوري في دائرة الاستهداف
- القرآن وأنبياء الربيع العربي
- وا برناراه!!!
- لا لعودة سفراء الأعراب لدمشق
- مرحباً بالمقاتلين الليبيين
- نعم لعقوبات عربية على هؤلاء
- جاييكم الدور
- سوريا ليست ليبيا2
- سوريا ليست ليبيا 1
- فضائح إعلامية إصلاحية سورية
- متى يتحضر العرب؟
- لماذا لا أخشى من الله؟
- أين عزمي بشارة؟
- مجازر إعلامية سورية
- لماذا لا يعتذر حزب البعث للسوريين؟
- السيد وزير الإعدام السوري: أنت متهم
- هل وصلت بوراج عسكرية روسية إلى سوريا؟
- هل أفلست الجامعة العربية؟


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - ورطة العرب في سوريا