جواد كاظم غلوم
الحوار المتمدن-العدد: 3580 - 2011 / 12 / 18 - 20:38
المحور:
الادب والفن
والذي قيْدُهُ يَزينُ يديهِ
" إلى كلّ أصدقائي الأدباء الذين مزّقتهم المنافي ولم أرهم منذ عقود بعد أن انتفضتُ من قبري"
أيـها القـلبُ مَـن تـكونُ لتـهفو!؟
رحل العشقُ من فؤادِ العشيقِ
صـفّق الصبـرُ جانـحـيهِ وولّـى
كان عونا وكان خيرَ رفيق
فـالمـسافـات تـوّهـتـنـي بـعيــدا
لا أرى في العيون رسم الطريق
داهمتْـني الأفكار طول حياتي
غير قولٍ سمعتُ من زنديق
"إن وعث الترابِ فيَّ رفاتٌ
حملتْهُ الرياحُ في يومِ ضيقِ"
والشجى في القلوبِ جمرٌ تسامى
قذفتْهُ حجارةُ المنجنيقِ
ما لَهذي الأيام تمضي سريعا
إنّ شوطي يكاد يُطفي شهيقي
أعـجـزتْنـي السنون بـِكْـرا لأنــي
لا أرى في المكان مرأى الصديقِ
لا سميرٌ يزورني بعـض حيـنٍ
عشتُ وحدي بلا أنيسٍ شفيقِ
ألـفُ ليلى كسبـتُ طول حياتي
بيْدَ أني صقلْتُ شمسَ الشروقِ
لـم يـكن ذلـك الـرمـادُ ســوانـا
بزغت منهُ جذوة الفينيقِ
ظـمأ النجـمُ طالبـاً في الأعالي
كأسَ ماءٍ يبلُّ حرقةَ ريقِ
يا فراتَ الأسى غفوتَ طويلاً!!
دجلةَ الخيرِ والنماءِ أفيقي
وطنٌ عقَّ أهلَهُ لا يساوي
أن نسميهِ بالعظيم العريقِ
فالرعايا تضيعُ بين وعودٍ
شابها الكذبُ في ضياع الحقوقِ
كلّ حينٍ ينقُّ ضفدعُ مكْرٍ
يأسن الماءُ من صفيرِ النقيقِ
أَنَسوا اللعبَ بالحبالِ كثيرا
وتمادَوا بجرِّ حبلِ العقوق
كلما أمطرت سمائي نعيما
سرقوا الرعدَ من وميض البروقِ
مَن يروّي بقاعـنا من نميـرٍ؟؟
يرتدي الحسنَ في اللباس الأنيق
قــم لِـحـجِّ الـديــار برّاً بِـربّـي
نستمدّ الإيمانَ في التشريقِ
علقَ القلبُ في الحجاز مراراً
إنّما الشوقُ للإلهِ المشوقِ
ما لعيني يزاحمُ السهدُ نومي
فكأَنّا معاً كظِلِّي اللصيق
والذي غابَ في السجون طويلا
نسيَ اللعبَ في الهواء الطليق
والذي قيدُه يزينُ يديهِ
يستطيبُ الحياةَ في التضييق
ويرى في الغرابِ صوتاً شَجِيّا
يتغنّى مع انبعاثِ النعيقِ
والذي يرتوي من البحر ملحا
يأنفُ السعْيَ لانتشال الغريقِ
يا مراحي وبهجتي ورجائي
أقبلَ السعْدُ في مُحيَّا شقيقي
جمعَ اللهُ شملَنا بعدَ نأْيٍّ
وسعى الوردُ لاصطحابِ الرحيق
حقَّقَ اللهُ منيتي ومرادي
ما أجَلَّ الحاني بذا التحقيقِ
جواد كاظم غلوم
[email protected]
#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟