المجمع العلمي والسقوط في الرماد

سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 17:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

المجمع العلمي والسقوط في الرماد

احتراق المجمع العلمي بالقاهرة، هو تعبير عن سقوط مدوي، سقوطنا نحن .. وهو سقوط يحتم علينا جدلا ، وفعلا .. لإيجاد حل ينتشل وجودنا الإنساني من الضياع .
وكحريق مكتبة الإسكندرية القديمة سنتهم الرومان وسيتهمنا الرومان .. لكن الاتهامات لن تعيد الكنوز المحروقة ..لا أقول كنوزنا .. بل كنوز عالمنا الإنساني .. وهو تراث للمجتمع البشرى .. وليس لمصر وحدها ..
هاهي أعمال خالدة تفنى .. وهاهي العبقرية تتهاوى .. والآلام التي صاحبت إشعال نور الفكر فقد ذهبت هباء .. كأن قرون من العذاب لم توجد قط .
أن ما حدث لا يعيد طرح أزمتنا .. لأن أزمتنا مطروحة بشكل دائم .. فأزمتنا تتحرك من أزمة احتلال لأزمة احتلال لأزمة احتلال.. وفى كل أزمة يختلف المحتل.. والمحتل الأخير هو نحن ..
وقد يتأكد لنا مانعتيه عندما نقول أن الإحباط – أمام النيران المشتعلة - تجاوز اى أمل .. أمل يمكننا من الحديث عن مستقبل يجد الإنسان فيه ضميره ويبنى فيه أخلاقة .. والنتيجة الحتمية هو أن يكون الصمت الميت هو الأمر الوحيد المتبقي لنا جميعا .. في عالم خالي من المعنى .. فلا تستطيع حياتنا لألف سنة قادمة أن تعوض جهاد نور العبقرية الذي احترق .. ولا مآثر الإنسانية التي أصبحت تحت الرماد .
أن سبب اى ثورة هو الوعي بالوجود .. وفى 25 يناير كان المقصود وجودنا نحن .. اى نفى العدم .. واثبات وجود، من خلال مطالبتنا بالعدل والحرية .. الوعي بالوجود هو أساس اى ثورة .. وبدون ذلك الوعي .. يعيش الإنسان حياته وراء القبر ..
تملك الثورة تجربتها .. وأبعادها المصيرية .. وهى إبعاد تطلق شعلة التدمير ضد الشر والفساد وكل ماهو متخلف وعفن ..
وإشعال النيران في التراث الإنساني، هو نزوع لاحتضان الفساد وهو عملية تصفية لكل النور الذي أشعلته الثورة .. وأشعلته أعمال الفكر .. وتصفية للقوة الحضارية التي تواجه التخلف.. مع سقوط الحرية والقيم الإنسانية في هاوية عدمية لاقاع لها .
والبداية الجديدة التي أشعلتها الثورة ، تبدوا منهارة.. ويظهر المستقبل كأنه مرهون بأعمال دمار ..!!!!!!!
ورغم الوطأة الثقيلة للواقع وللحاضر القاتم بكل عبوسه .. فأن الجدل للبحث عن حل، ينتشل وجودنا الإنساني من الضياع، هو أمل ممكن الحدوث .. على شرط إخلاص النية .. لكن أين هي ؟؟ تلك النية التي تملك قوة الضمير ؟؟؟
-------------

#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات