أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم















المزيد.....

عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراق الانقلابات
الأكراد والنضال والحكم،

لم تكن ثورة 14تموز الوطنية تحمل في أجندتها فكراً شوفونياً أضطهادياً معاديا للقوميات الاخرى المتآخية في العراق،وأنما بالعكس من ذلك فقد جاء في بيانها الاول للثورة بأن العرب والكرد والقوميات في العراق جميعها شركاء في هذا الوطن، و كذلك التأكيد على الحقوق القومية للشعب الكردي في الدستور العراقي الموقت الذي كتبه مجموعة من الشخصيات القانونية الوطنية وعلى رأسهم المحامي حسين جميل وهو من الحزب الوطني الديمقراطي والمدعي العام القاضي عبد الاميرالعكيلي وهورجل ضليع في القانون ونزيه محايد،ولابد لنا هنا أن نؤكد بأن الزعيم عبد الكريم قاسم كان يحمل في دخيلته توجهات أنسانية طيبة ومروءة صادقة، ولم يكن في يوم من الايام طائفيا اوعنصريا ولم يحمل حقداً أوضغينة أتجاه أي أقلية قومية من القوميات أودين من الاديان المتأصلة في ربوع ارض العراق منذ القدم، فالكل عنده سواسية،والقومية الكردية تعتبرمن اكبرالقوميات نفوسا التي لاتملك دولة مستقلة أو كيانا سياسيا موحدا معترف به عالميا، ولكن بعد حرب الخليج الثانية وتشكيل الامريكان( منطقة حظر الطيران) التي أدت الى نشأة كيان(أقليم كردستان) في شمال العراق،وعلى الرغم من الاقتتال الدامي والحروب المدمرة المستمرة في كل العهود فوق المناطق الكردية والجبال الوعرة، ظل قسم منها منفردا ومعزولا عن العالم الخارجي، ضمن الجبال الوعرة، التي لم تستطع حتى الجيوش الغازية الجبارة على الوصول واخضاع الاكراد والسيطرة عليهم، فالشعب الكردي كأي شعب يعيش في وطنه وارضه وله لغته وتاريخه ونضاله الدؤوب من اجل ان ينال حقوقه المشروعة،وبعد الحرب العالمية الاولى(1914-1918) وسقوط الدولة العثمانية كان الكرد كغيرهم من الشعوب والامم اللذين يطمحون الى ان تكون لهم دولتهم القومية، وفعلاً أقرلهم هذا الحق في معاهدة(سيفر) عام 1920 من قبل دول الحلفاء،ونصت احدى بنودها على قيام دولة كردية، وبعد مدة من هذا الحق المشروع،ألغى الانكليز هذه الاتفاقية بدون الرجوع الى الدول التي وقعت على معاهدة، سيفر، ولم تاخذ بعين الاعتبار مطاليب الشعب الكردي الموثق قانونا والتفاوض مع رجاله الوطنيين و قادة الاحزاب ورجال الدين وقتذاك وانصافهم بما يستحقون،ونتيجة لذلك التعسف والظلم وغبن حقوق الاكراد تم تقسيم بلادهم(كردستان) على اربعة دول محيطة بهم وهي تركيا وايران وسوريا والعراق، ومن ذلك التاريخ ولحد هذا اليوم لا تزال المأساة مستمرة، وردا على تعسف الانكليز وتنكرهم للحقوق الكردية المشروعة، ثارالاكراد بقيادة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية عام 1919وحرروها من الانكليز وأعلن نفسه حاكماً عاماً عليها،وفي غضون هذا الحراك السياسي والعسكري الكردي والانتصار الشعبي الذي حققه الشعب الكردي المناضل، جهزالانكليز حملة عسكرية عنيفة قضوا فيها على حركة الشيخ محمود الحفيد، ومن ثم نفوه الى الهند،ونتيجة لهذا الاجراء الغاشم الذي أتخذته بريطانيا بنفي قائدهم الشيخ محمود الحفيد واسقاط حكومته الوطنية،أنتفض الشعب الكردي حاملاً السلاح وتوجه الى الجبال للقتال والعصيان على اوامرالانكليز الظالمة، مما حدى بالحكومة البريطانية ووزير مستعمراتها حينذاك(لويد تشرشل) ان يقدم بعض الأراء والحلول بقضايا المنطقة، وأخيراً بعد دراسة مستفيضة للاوضاع الملتهبة قررالى إلحاق المنطقة الجنوبية من كردستان بالدولة العراقية عند تاسيسها عام 1921 بشرط دولي على اقامة حكومة كردية داخل الحدود العراقية،ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة ومنذ عقود من التاريخ جميعها لم تعترف بالوثيقة الموقعة بين الانكليز والحكومة العراقية عام 1925في زمن الملك فيصل الاول بتحقيق الحكم الذاتي الحقيقي وفق المعاهدة المبرمة والاستحقاق التاريخي والوطني للشعب الكردي المناضل،لذلك لم تتح للاكراد فرصة للتعبير عن انفسهم كوحدة سياسية قومية، ولم يتمكنوا من تشكيل حكومة كردية في المناطق الشاسعة في المثلث الجبلي، راسه الشمالي في ايران وقاعدته تمتد عبر السفوح الغربية لجبال العراق مخترقة الحدود التركية حتى جنوب البحر الاسود في تركيا، تمتد عبر جبال طوروس، ويشمل راس المثلث على الجبال والمرتفعات الشمالية الغربية في ايران التي أمتدادها في عمق الدولة التركية والايرانية و السورية حيث يتواجد ملايين الاكراد فيها، وان القسم الاعظم من الشعب الكردي يسكن في هذا المثلث، وأن هناك شعوب كردية تعيش في لبنان وروسيا وافغانستان وأذربيجان وارمينيا، وهناك احصائية تخمينية تقول ان عدد الاكراد حالياً في تركيا يقدر عددهم بحوالي(20مليون) وفي ايران(8 ملايين) وفي العراق(6 ملايين) وفي سوريا(2مليون) وفي لبنا(100ألف)وفي آسيا(2مليون)وفي افغانستان(200ألف) وفي أذربيجان(150ألف)وأرمينيا (45ألف) وجورجيا(20ألف)و في استراليا(50ألف) وامريكا (40ألف) بريطانيا(85ألف) وفي السويد(60ألف) وهولندة(70ألف) وسويسرا(60ألف)والمانيا(800ألف) وفرنسا(120ألف) وفي الدول الاوربية الاخرى وافريقيا يقدر عدد المهاجرين اليها بحوالي نصف مليون كردي منتشرين في ربوعها،عزيزي القارئ الكريم أن هذه التقديرات لنفوس للشعب الكردي مدونة في موسوعة(بنيتيكيا) ومن بعض المؤرخين الاكراد أمثال الباحث و المؤرخ الكردي(قاسملو) ومن خلال قراءة واسعة وموثقة للتاريخ النضالي المشهود للشعب الكردي الذي قدم جل التضحيات الجسام و خاض كفاحاً مريراً مستمراً وحروباً دامية على مرالعصورواستشهد الآلاف من أبنائهم وحرقت اراضهم و دمرت قراهم، وآخرها هي جريمة (حلبجة والانفال) في زمن الطاغية المقبور صدام حسين،حيث التوجه لنيل حقوقهم المشروعة التي ضحوا من اجلها بتشكيل حكومة وطنية على اراضيهم، ومع كل الحكومات التي هيمنت على مقدرات الحكم في العراق بدءاً من الحكم العثماني حتى تم تشكيل الحكم الوطني في العراق عام 1921ونصب فيصلاً ملك على العراق لم يتمكنوا من تشكيل دولة سوى امارات كردية برزت الى الوجود في اوقات قصيرة من التاريخ الحديث، و خلال الحرب العالمية الثانية، عندما قسمت ايران الى منطقتي نفوذ بين الاتحاد السوفيتي وبريطانيا واحتلت روسيا القسم الشمالي من ايران ، وجد الاكراد متنفسا لهم في اظهار نشاطهم القومي، فالفوا حزباً من اليسار الوطني سمي( الحزب الديمقراطي الكردي) بزعامة القاضي(محمد آغا ) وفي عام 1946،أعلن القاضي محمد أنبثاق الجمهورية الكردية،التي اتخذت(مهاباد) عاصمة لها بمساعدة الاتحاد السوفيتي، ففتحت المدارس في الجمهورية الكردية الجديدة والمستشفيات واصدرت الجرائد باللغة الكردية ومارست استقلالها التام عن الحكومة الايرانية المركزية في طهران، وقد لعب الاتحادالسوفيتي دورا مهما في أذكاء الشعور القومي الكردي،لعوامل انسانية ولتشكيل دولة عازلة بين حكومة طهران الموالية للغرب،ولما أنسحبت الجيوش الروسية من شمال ايران، قامت الحكومة المركزية في طهران،بدعم من القوى الغربية، بمهاجمة جمهورية مهاباد الكردية، فانهارت بسرعة لضعفها وعدم قدرتها على المقاومة، وبعد انهيارها عمت موجة من العنف والارهاب والقتل و التشريد، قامت بها الحكومة الايرانية ضد الاكراد واهلكت الحرث و النسل، فمنع استعمال اللغة الكردية، ثم اجبرت قيادة الحركة القومية الكردية الى الاختفاء ومواصلة العمل سراً،،،،( الكثرة تغلب الشجعان)،،،، التكملة في العدد القادم،
......................
المصدر:-
1-اسماعيل العارف، اسرارثورة تموز ص393
2-عبدالخالق حسين، ثورة تموز، ص 99



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الانقلابات ..شركات النفط تطيح بقاسم
- عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام
- آيار عيد العمال العالمي
- الشرارة الاولى لوثبة كانون المجيدة1948
- مخاض وثبة كانون المجيدة1948
- عراق الأنقلابات / الجزء الخامس
- عراق الانقلابات / الجزء الرابع
- الأقليات ثروة وطنيه
- السفر والعيد ايام زمان
- الورد الجوري الاحمر
- عراق الانقلابات -- سقوط بغداد
- قصه قصيره ......... ورد الجوري الاحمر
- الاقليات وحقوقها الملعاة


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم