أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان















المزيد.....

الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 13:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علم النفس, أو العلم بالنفس، لا يحتاج لخبراء وأطباء وكتب، علم النفس أو العلم بالنفس يحتاج لرجل لا شغل له ولا شاغل، ولديه متسع من الوقت أو قل الفراغ، ويا حبذا لو دعم هذا الفراغ امرأة ثيب ثرية، فتلك إذن فرصة لإطلاق العنان للشطط والتخيل والتأول والتحريف.

وحتى لا اظلم الله دائما، فالقرآن للقارئ المؤمن المتجرد، يستحيل أن يصدر بشكل أو بآخر عن الله، القران صدر عن محمد ابن عبد الله، ربما لولع الرجل الشديد بابيه، ربما لكراهية الرجل الشديدة لأبيه، وربما لامتزاج الولع بالكراهية فى عقله وقلبه نحو أبيه، الله.

فمحمد يبدو انه كان يعتبر نفسه محمد ابن الله وليس محمد ابن عبد الله، فيسمى الرب أو اللات؛ الله على اسم والده، أو تيمنا بوالده أو إحياء لذكرى والده، محمد يجعل أبيه الذى فى السماء يضع اسمه على العرش بجانب اسمه فى نوبة إفراط فى الكرم والحب من الله لم تتكرر لنبى ولا لرسول.

محمد يبالغ فى الحفاوة بنفسه بل وفى تفخيم وتضخيم وتعظيم تلك النفس، فيجعلها تتجاور بل وتتجاوز الله، فيجعل الله يصلى ويسلم عليه أيضا، ولو كان الله ودود ولطيف ومتسامح ومتساهل بهذا الشكل لكان الأولى به أن يصلى على عيسى فهو ودود ومتسامح مثله.

ويبدو أن الرجال تنتابهم عند الأربعين شطحة ما، فيؤلهون أنفسهم أو آبائهم، فانا اشعر أننى عند بلوغى الأربعين ربما أدعو لإله اسمه العفيفى اتصل بى عبر قمر صناعى نظرا لتطور الزمن بالطبع، فلا يجوز بإله فى القرن الواحد والعشرين أن يتصل بى فى كهف وإلا لن يصدقنى العلمانيون والمتعلمون.

ولإننى عليم بالنفس، فسوف ألوح بالجزرة والعصا لإنسان القرن الواحد والعشرين، ذلك الإنسان النيندرتال أيضا، الذى مازال يرغب بسلوى وعزاء ما بعد الموت أيضا، فلا عقل ولا قلب يستوعب أن يموت وينتهى هكذا ولا تمتد حياته بشكل أو بآخر فى مكان أفضل أو مكان آخر.

الفقراء المساكين، يجدون سلوى وعزاء فى فكرة الجنة، من بؤسهم وحياتهم القاسية القصيرة، التي لم تسمن ولم تغنى من جوع، فما المانع لو إن هناك اله كريم وطيب ورحيم سوف يهب لهم مكان اخر يعوضهم به ما حرمهم منه، لو فقط امتثلوا له ورضخوا له بالسمع والطاعة، فما يضيرهم لو آمنوا وصلوا وكل تلك التكليفات والفروضات والطاعات والجبريات.

الأغنياء أيضا، يرغبون أن تمتد حياتهم بمكان آخر، بنفس المستوى الخمس نجوم، ولا مانع لديهم للإيمان والقناعة والتزلف لله، طالما سوف يحرص على توفير إقامة أخرى فرست كلاس لهم، فى جنات النعيم، والأمر بسيط؛ ايمان وطاعة وقناعة وزكاة، وهم عليها أقوى واقدر، فالمال يجعل الإيمان أقوى وأبقى والزكاة أوفر وأكثر.

الجنة والجحيم كذبتان ، بإمكان اى عجوز هندى، أو عربى، أن يتحلق حول حطب جاف ويشعله فى ليل قارص ويقنع المتحلقون حوله أن هناك إله فى السماء يحبهم ويتمنى لهم الخير ويعد لهم حديقة مليئة بالخيرات والطعام والنساء، وما اقرب وما أطيب وما أحوج الإنسان لمكان تمتد فيه حياته بعيدا عن عناء البحث عن طعام ومأوى ونساء.

وبإمكان ذلك العجوز أيضا أن يخرج من كهف فى جوف جبل، ليقنع بدو الصحراء إن هناك الله الذى يحبهم ويتمنى لهم الخير ويعدهم ماء وخمر ونساء بلا رعى أو تعب أو عناء، ولذلك يسمى الأب رب البيت، فهو من يوفر ويؤمن المأوى والغذاء دون عناء.

الجنة فى القرآن عرضها السموات والأرض، ولان محمد لم يرى غير السماء التي فوقه فقد قارنها بالأرض التي تحته، لأنه توقع أن تكون تلك السماء كالأرض، ولم يكن يعرف بالقطع أن تلك السماء كون شاسع ولا متناهى الأطراف، ولا يجوز باى حال مقارنته أو مساواته بالأرض التي تبدو بالنسبة إليه فى حجم حبة البازلاء وربما أصغر.

الجنة عرضها السموات والأرض، والجحيم التي قاعها سبعون خريفا لا احد يدرى على وجه الدقة أين تقع، بما أن الجنة تحتل مساحة السموات كلها، تلك الجحيم التي تنسف فكره الله من أساسها، فلا حاجة لله لنيران يشوى بها من خلقهم وعرف أبدهم وأزلهم، ومع ذلك يرغب بشدة أن يتلذذ بكيهم وشيهم وحرقهم، الله ليس سادى ولا ينبغى إن يكون.

الجنة والجحيم كالجزرة والعصا، والله بعيد كل البعد عن التلويح بهذا الشكل المهين لجلاله وقدرته، الله قد يخلق جنه لمن آمن وعمل صالحا، ويستحيل إن يخلق جحيما لمن لم يعمل، يكفيه وهو الله القوى المستغنى أن يعفو ولا يعذب فلا يدخلهم جنة ولا يعذبهم بجحيم.

الله ليس قوادا ليتفرغ لخلق حوريات كاعبات أترابا أبكارا، ثم يتابع قوادته بالتفرغ لرتق غشاء بكارة كل حورية فيهن، الله ليس قوادا ولا متابعا ولا يمكن إن يكون بتلك الصورة، تلك الصورة خليقة برجل مصروع ومسروع ومهووس.

الله ليس غبيا ومزدوج حتى يمنع ويحرم أشياء ويبيحها فى الجنة، وكان بإمكانه ببساطة تحليل الخمر بعد العشاء وقبل الفجر، كما حللها إمام أهل السنة واحد أقطاب الفقه الأربعة، الإمام أبو حنيفة، الله لا يخلق المثليون والسحاقيات والولدان المخلدون فى الدنيا ويحرمهم ثم يعود ويبيحهم فى الجنة، الله لا يخلق العلل ويحاسب عليها ولا يجلس على أرجوحة حتى يهتز عرشه كلما تدانى لوطيان.

الله ليس بدويا حتى يملأ جنته بخيمة، الله ازلى ويدرك إن هناك بيوت وقصور سوف تأتى وتكون، الله ليس محدودا حتى يخاطب قوما محدودون، الله ليس مقيدا حتى يتقيد بزمن، الله ليس أعمى البصيرة حتى لا يرى السيارة والطيارة ويرى فقط البغال والحمير ليركبوها.

الله فى القران رجل بدوى، محدود علمه بما سمع وعرف وتواتر إليه، محدود بصره بما يرى، محدودة بصيرته بما يخبر ويشاهد.

الله فى القران لا يخرج عن كونه مجرد رجل مثل بوذا وغاندى وكونفوشيوس وربما اقل فى العقل والسماحة والاعتدال والحلم، بحكم نشأته العصبية القبلية الهمجية.

الله فى مخيلتى انا اللادينى المارق الفاسق المهرطق الزنديق، لا يرتق الصبايا للمهووسين والشبقين، ولا يعذب من خلقهم على إيمانهم وقناعاتهم واختياراتهم، الله ليس مشطورا على نفسه ومزدوج فيخلق الصوت العذب ويحرم الغناء.

الله ليس عاملا على مصنع أو ناظرا على مزرع حتى يرغب بجزرة ويرهب بعصا، الله خلق وقال كلمة وحيدة سديدة " اقرأ " ولابد أن اقرأ وأن افهم، لا أن اُقهر وأن اُجبر.

الله ليس موسولينى أو ستالين أو هتلر أو جنكيز خان، الله ليس بحاجة لجيوش وسيوف، الله عنده جنود مجنده وملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم، وليس بحاجة لطماعون فى غنائم وسبايا وحور عين.

الجنة والجحيم كذبتان، وعلى الله تفتريان، ولو كان امر الجحيم حقا، لكان دانتى نبى أو اله، فقد وصف الجحيم كما لم يوصف فى القران.

الله خلق الحياة ليبلونا أينا أحسن عملا وقولا وعلما، وكفى بها نعمة، وكفى بنا شكرا عليها.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...
- الجنة .. إغواء ضحل ... وسراب ممجوج
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 3
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى
- الله .. وفى رواية ... الشيطان
- الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق
- لعنة اللاوعى


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان