|
من يحارب شعب مصر ؟
نسيم عبيد عوض
الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بينما الأولاد يلعبون الكرة الشراب فى شارع مصر ‘ وإذا بقوات التتار تهجم عليهم بجميع أنواع الأسلحة ‘ بالحجارة وقاذفات النيران وخراطيم المياه ‘ وعندما إستمروا فى لعب الكورة ‘ سحلوهم أولا ‘ ثم أطلقوا عليهم الرصاص فأردوهم قتلى ‘ وقال شهود العيان أن طائرات الهليوكوبتر والمظلات هبطت ليلة أمس على سطوح مجلس الوزراء والشعب ‘ وظهرت قوات تلتحف بالسواد ‘ أشكالهم وحشية وكأنهم من المغول ‘ أغلبهم يرفعون الأسلحة ‘ وعلى وجوههم غضب الله ‘ فالأمر قد صدر من رئيس القبيلة بالقضاء على هؤلاء اللاعبين ‘ لأنهم لو فازوا لخسرت الأمة كأسها ‘ فوجب إرسال قوات بربرية للقيام بهذه المهمة السريعة ‘ فكان النصر حليفهم ‘ وبعد القضاء عليهم حملت مركبات التتار والبربر قواتها ورحلت الى مكان غير معلوم ‘ وعندما أذن الديك ليصبح الناس ليجدوا أولادهم مابين قتيل وجريح ‘ فذهبوا يطلبون العون ‘ فلم يجدوا أحدا لمناصرتهم ‘ فقد غادر الشعب بيوته ‘ وأنزوى فى جحور الأرض خوفا من القوات المهاجمة ‘ فقد تأتى مرة أخرى لتسحق البقية الباقية . وقد حدث منذ أسابيع فقط أن خرج شعب مصر رافعا أعلامه ‘ متجها الى شارع محمد محمود ‘ليشارك شعب الشارع بهجته بتحقيق أحلامهم ‘ فالشباب حصل كل منهم على شقة وأرض يزرعها ‘ وهاهو الحلم قد تحقق ‘ وزفافه على حبيبة القلب قد حان ‘ فحملوا أحلامهم ‘وعند محمد محمود كان لقاءهم ‘ فطار الخبر لقوات العدو التى سرعان ماأرسلت حاملات الطائرات ‘ وبالطائرات التى تطير من غير طيار حددت مواقعهم ‘ وبدأ القذف من المدفعية الثقيلة ‘ وكان قائد الحملة بيبارية أحمر داكن‘ كما وجهه الأحمر من شرب النبيذ الأحمر ‘ وهبطت قوات العدو بملابسها الداكنة ‘ وعلى وجوهها الأقنعة الواقية ضد الكيماويات ‘ فضربت ضربتها الخاطفة ‘ ونشرت غازاتها الكيماوية فى الميدان ‘ وبإطلاق الرصاص والخرطوش ‘إنتصرت قوات العدو إنتصارا ساحقا ‘ وقبل ان يفيق الناس من نعاسهم ‘ خرجت القوات الحمراء على ظهر حاملة الطائرات وعادت لقواعدها سالمة ‘ وإستقبلت إستقبالا حافلا من الرئيس وأعوانه . ومنذ عدة شهور قامت معركة المدرعات الشهيرة فى ماسبيرو ‘ بعد أن غزت شبرا والشعب المسمى الأقباط المنطقة الراقية على نهر النيل ‘ فلوثت الأجواء وكدرت النظام فلا يوجد مكان لهؤلاء الثوار فى بلدنا‘ فالشعب نائما هادئا ولابد من الحفاظ على نومه ونعاسه ‘ومجئ الغزوة أقلقت الطغاة ‘ وأفسدت الهدوء ‘ فوجب العقاب ‘ وعلى الفور أستدعيت الفرقة الرابعة المدرعة ‘ وتركت حدودها مع إسرائيل ‘ وسقطت قوات المظلات على كوبرى 6 أكتوبر ‘ وخرجت قوات الصاعقة من منطقة بولاق ‘ وهتفت أبواق التلفزيون المصرى حى على الجهاد ‘ وفى دقائق معدودة ‘ تم سحق هؤلاء الغوغاء الأقباط ‘ وإنتصرت المدرعات فى أكبر معركة برية ‘ حتى دهست قوات العدو ‘ بل قذفته فى نهر النيل ‘فطهرت الشارع منهم ‘ وعندما جاء باكرا رئيس الوزراء الى موقع المعركة ‘ أبدى إعجابة بمعركة المدرعات ‘ وأشرف بنفسه وشخصيا على تنظيف الأسفلت من دماء هؤلاء الأوغاد ‘ وإرتفعت رايات النصر على المبانى العالية ‘ وخرجت قوات الطغاة ظافرة منتشية بنصرها المبين ‘ وعندما صحى الشعب فى الصباح وجدوا الأسفلت نظيفا ‘ ففرحوا لأن إطارات مركباتهم ‘ ستظل أيضا نظيفة. وعندما تذكر شعب مصر هذه المعارك ‘ وإنتصارات قوات الهجوم التترى والبربرى والمغولى على أرضنا ‘ فكروا جديا على تجميع قواهم ويجمعوا شملهم للبدء فى التدريب للحرب ضد العدو الغازى ‘ الذى يجئ من فترة لأخرى ويحصد أرواح شعبنا ويذهب عائدا بسلام ‘ وجمع الشعب شتتاته ‘ ولكنه بحث عن قادته فلم يجدهم ‘ وبحث عن منافذ للخروج لمحاربة العدو ‘ ففوجئ بأنه محاصر ‘ محبوس خلف سجن كبير مسور بأسلاك كهربائية لا يستطيع حتى الإقتراب منها ‘ وحاول الإتصال بهيئات خارجية فلم يجد وسيلة للإتصال ‘ لأنهم قطعوا عنه كل وسائل المواصلات ‘ فعاد أدراجه يائسا فى الخروج من الحبس ‘وقرر الخمود مرة أخرى ‘ وجاؤوا وأعطوه الجراية وأطباق الفول والعدس ليأكل وينام ‘ وشدوا البطاطين على أجسادهم ‘ وأسندوا رؤسهم غير غافلين عن وجوب صحوتهم التى ستخلصهم من السجن الكبير ‘ وأخذوا نفسا طويلا قبل ان يغمضوا عيونهم على حلم وأمل مجئ الفارس المغوار الذى سيحررهم من هذا الإستعمار‘ ومازالوانائمين لأن الديك لم يصيح بعد ‘ ولم يشرق شعاع الشمس على الوجوه.
#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دستور ياأسيادنا
-
الكلب واللصوص
-
مقال - أميركا تريدها رجعية
-
بداية الشوط الثانى
المزيد.....
-
من دبلن إلى باريس ولندن وروما.. الآلاف يتحدون برفع صرخة واحد
...
-
أبصر النور يوم السابع من أكتوبر.. فكان عامه الأول شاهداً على
...
-
العراق يستقبل المزيد من اللبنانيين ويؤكد قدرته على حماية أجو
...
-
ما هي فرص اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط؟
-
عشية ذكرى -طوفان الأقصى-.. مظاهرات حاشدة في عدة مدن إسبانية
...
-
مظاهرات في واشنطن ضد تزويد إسرائيل بالأسلحة والمطالبة بوقف ا
...
-
ماسك يتحدث في تجمع ترامب الانتخابي بموقع تعرض فيه المرشح الج
...
-
ماكرون يعلن عن مؤتمر دولي لدعم لبنان وتعزيز الأمن في جنوبه
-
باريس تنتقد تصريحات نتنياهو بشأن دعوة ماكرون لوقف توريد الأس
...
-
أرمينيا تسعى لتعزيز الشراكة مع الناتو
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|