صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3579 - 2011 / 12 / 17 - 01:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحية للمعتصمين عشية 17 ديسمبر،
معذرة سادتي الشهداء، اسمحوا لي أن أقول لهم أنكم قرّرتم عدم قبول ولو شهيدا اضافيا واحد الاّ والحراك الثوري في شهره التاسع. وأن أقول لغيرهم بعد اذنكم ان الثوريين يرفضون أية استقالة من أيّ شهيد نادم أو مستعجل أو متجمّل بالشهادة أكثر من اللزوم. الشهداء طلبوا السلم النهائية من أنفسهم لم يطلبوا من أحد لا هدنة ولا عطلة.
حمدا لله أن الشهداء عاطلون عن العمل السياسي ولم يصوّتوا لأحد. وحمدا لله أنهم هم الذين يغذون العمل الثوري. حمدا لله أنه لا يوجد شهداء وقتيون ولا شهداء مناولة والا اتهموهم بالتخريب. وأن الجامعة لا تخرّج حاملي شهادات مؤقتة أو انتقالية بل مناضلين دائمين وأنها تخرّج الشهداء أكثر من الشهادات.
لا ننتظر من الثوريين إلاّ شرف المداومة والمطاولة.
صعّد أيها الثوري في قلبك وأعصابك كبرياء الشهيد الأبقى من شتى بقايا الحياة. قاوم اسقاط الشهيد الى مجرد شهادة عابرة.
قاوم،
لا أحد يحق له لا أدبيا وأخلاقيا ولا سياسيا أن يتكلم عن تمثيل ثورة أو تمثيل الثورة لأن ذلك لا معنى له إطلاقا حتى أنه مضادّ للثورة كي لا نقول ثورة مضادة إذا كانت ثورة أو ثورة صديقة. و يمكن لمن يشاء بالمقابل أي يعتبر نفسه رئيسا أو وزيرا ما فوق ثوري أو ما فوق حكومي في الحد الأدنى مثل وزير الحزب أو وزير الحقيبة لأن الحزب هو الحقيبة والحقيبة هي الحزب لعنة الله على أحزاب السوق التي لم ينقصها الاّ تعيين وزير للثورة المباركة والشعب الأبي.
لم يكن من المرارة بدّ حين أجبت صديقا لي أن عذاب اليسار أشنع من عذاب القبر. عليكم منذ الآن أن تفهموا أن لا وصاية حكومية على حقوق الأغلبية وهي ليست شيئا آخر غير الشهداء وهو من حيث الرمز أكثر عددا من الشعب بأسره وأن غير المشاركين والمقاطعين أغلبية واقعة لا غالبة ولا غالب لها. هذه الاغلبية تصر على الشعب بتمامه أن يريد حقوق الشهيد قبل كل أمر فأمل النضال أشد بالا من بؤس السلطة. السلطة هي المشكل والنضال هو الحل. إذا أردنا ديمقراطية واقعية فلا أحد يستطيع تمثيل الناس غير الذين خرجوا فعلا ومثلوا أنفسهم بأنفسهم. لم يكن لأحد الحق لا أخلاقيا ولا سياسيا أن يترشح كحزب إلاّ في مرحلة عادية لاحقة. ولكن نخبة القوم أغباهم بلا أسف لأن الأجيال القادمة أكثر ثورية وذكائية من الراهن الواهن. كيف يمكن لشعب شاب أن يعيش ديمقراطية واقعية أي أن يحكم نفسه بنفسه وهو لا يستطيع أن يحكم جسمه اذ يمرض وأمعاءه اذ تجوع وعمره اذ يُهدر ودمه اذ يستعبد وكرامته اذ تهان وتسلب. هذا هو الهدف من فكرة شغل حرية كرامة وطنية: أن تصبح صاحب حقوق انسانية ديمقراطية اجتماعية واقتصادية وسياسيه أي أن تصبح انسانا ديمقراطيا وأن تبقى انسانا ولا تخجل منك ومن الإنسانية.
الحياة الآن ثورية أو لا تكون
صلاح الداودي
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟