ثلاثية/ تفاصيل أخرى

اكرم البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 3578 - 2011 / 12 / 16 - 02:20
المحور: الادب والفن
    

فراغ

يعذبني صوت الناي حزيناً من بعد
أسمعه ولا أرى العازف
مستتر خلف المجاز
ربما أخفى جسده ليكون فكرة
ربما الفكرة محض وهم
خيال ظمئ لتفاصيل أخرى
الحب فكرة المغترب
أو المنسجم مع ايقاع النزهة في حديقته
أو دون حدائق معلقة
خلف أسوار من الصقيع
ِليتني ملء فراغِ البئر
وليتني في مهب الريح
آلهة تستطيع تغيير الصورة في حكمة الجسد
وفي اغتراب الحواس
ليتني ما أكون أو أصير أنا
أو من كذب خلف البداية
أمام النهاية
أمام طريق
أو مفترق يشدو ظله الحمام وحيداً
ولست وحيداً
لكنه
الفراغ هو الفراغ

تفاصيل

بامكان الفراغ أن يحدث ضجيجاً أصماً
التفاصيل كاملة تقف على منحدر
والإعصار أبله من فراشة
كسرت معصميها الرقيقين
وسط زحام الريح والفوضى
بامكان العصافير ألا تمارس
عاداتها القبيحة
وألا تنجو بالريش والقش من البرد
ألا تشدو عنوة عند مصب النهر
ملىءً للفراغ في البيئة المناوئة
بامكان الطبيعة أن تكون حية شرهة
تلتهم رغبة أرنب بالبقاء
وبامكانك أن تتركي المكان موصداً
بوجه المساء الحزين
بامكاني ألا أحبك
استجابة للسادية في دمي
وغريزة الجسد والحمى

ولكني لا لشيء أحبك
وأحبك لكل شيء
ولما تبقى في الفؤاد

كل الليل أنثى

لا ذنب لي
فأنا محض ملاك
لم يعتد رواية العشق،
وأساطير المناحات
لم يعرف طعم الحب
قد كذب الصباح
كذب المساء عليّ
حين أطل من شفتيك النور
وكان وعداً غافل روحي
فقلت:
أهيم لعل الخرائط خدعة
لعل المدارات وهم
لعلي أشبه
نهر العطش ولون الماء
خجل الحواس الأولى
وهي تخالف التعاليم
لعلك أنثى
تتكون من حس أصابعي
يلامس وريقات ورد لي،
تكون عندما أعتاد الحقيقة
لأكذب من جديد
على من لم تقرع بابي بحرص
والليل كل الليل
أنثى...

#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات