|
ممر إجباري للإنتقال
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 20:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ممر إجباري للإنتقال كتب مروان صباح / لم ينتهي الطريق الممتلىء بالأشواك كي نهنىء من فاز بالإنتخابات لأن الرحلة مازالت في حراك التغيير وتتحسس لطريق يؤدي إلى التحّول ، وعلى ما يبدو قد بدأ ، فنهاية الديكتاتوريات أدت إلى بداية طريق مفتوح على المجهول فيما المعجزات تتوالى في سماء الوطن العربي دون الآخريات ليسجل الوطن العربي بإمتياز إنتصارات على الظلم لكن حجم ما تراكم في الماضي تُبقِى نتائجها في علم الغيب . لقد إنفجرت الثورات تعبيراً لا لبس به عن إحتقانات لم يكن أصحاب البلادة يحسبوا لها أي حساب مما يدلل أن المرحلة السابقة أنتجت فراغ رؤيوي أدى إلى إعطاب القدرة على تحليل الواقع وهذا شيء طبيعي من حيث المضمون لأن النظم الإستبدادية إعتمدت على نهج القهر بالتأكيد ستترك معارضة ضعيفة غير قادرة على تحديد الحجم الفعلي التى تتمتع به على الأرض مما أوقعها في متاهات التخيلات التى جاءت بالمفاجآت الغير منقطعة بحيث تعرقلت عند أول تحرك جماهيري تَسَارعت خطواته بإتجاه إسقاط النظام مما جعلها تجري وراء من تجاوزها متحرراً من خوفه بإشعال النار في طريق التغيير بيد ان لم تتعافي المعارضة من الصدمة الأولى فقد تورطت في الإستحقاق الثاني الذي أدى إلى تعثرها وإعادتها ما قبل التعلثم لِنتائج الإنتخابات التى حصلت عليها الحركات الإسلامية في تونس ومصر مما يستدعي من المشاركين إعادة صياغة العمل برمته كي لا تتراجع المعارضة في المستقبل إلى درجة البكاء فوق ما تبقى من الاطلال . رغم أن الأزمات مستمرة في مصر وتونس وشهدت في الأيام ما قبل الإنتخابات توتر بين الثوار والمجلس العسكري ذهب ضحيتها رجال ونساء أبرياء مخلصين ذنبهم أنهم إنتابهم شعور بأن بلادهم تسير في مَسارات مقلقة إلا أن المجلس العسكري قد نجح في إتمام المرحلة الأهم متحدياً بقوة الرماح الموجهة نحوه من كل الجهات التى أرادت العبث في البلاد وقد أظهروا بأنهم يمثلون مؤسسة داخل الدولة وحكماء في بنك إحتياطي وإتزان يحترم ، مما جعل الجميع أن يتراجع إلى الخلف ويعيدوا النظر بإعطاء فرصة جديدة ويضعوا أمام مرأى أعينهم المسؤولية التاريخية . من كانوا يسمعون فقط أنفسهم ويتجاهلون من لديهم قراءة معمقة لواقعنا العربي وقعوا في أزمة الثقة بعد الزلزال التى ضرب صناديق الإقتراع الذي أيقظهم من غيبوبتهم الإرادية المبنية على الوهم بحيث لم يستثني الزلزال ثوار الميدان وأرسل رسائل واضحة إلى من فيه من قوى سياسية بأن الحاضر يترجم الآن ممن عمل في الماضي وكان لديه الجاهزية لإستقبال ما سيأتي من جديد ، لا بد لمن يعمل في الحقل السياسي وخصوصاً أبناء الثورة أن يسارعوا جميعاً في بلورت تجمعات ديمقراطية مستعينين في خطواتهم على رجال ذوي خبرات عريقة التى لم تتلوث وبقت نظيفة كي يستطيعوا أن يشاركوا في بناء الدولة العصرية التى يطمح بها الشعب العربي أين تواجد على إختلاف جغرافيته ، ولكي تتجنب الناس مرير الماضي بالعودة إلى ما كانت عليه قبل الثورة بما يسمى بالتفردية المطلقة الذي ممكن أن ينتج هذه المرة ديكتاتورين لكن تحت نظرية المعصوميين عن الخطأ . محنة القوى التى تنافست من خلال الإحتكام إلى صناديق الإقتراع والتى خرجت من الإمتحان بصفر اليدين وبدرس عالي التكلفة والعبر ، ما هي إلا دعوة صريحة من الشعب تطالبهم ببناء هيكل حزبي يلامس الوضع الإجتماعي للبشر وهمومهم بشكل حقيقي وتدريجي ليشمل جميع الفئات المحرومة خاصةً ومنها على وجه الخصوص الشبابية التى لم تعرف التأطر بل تتعامل مع ذاتها من خلال الأحداث الآنية الساخنة وتتحول في أغلب الأحيان فقاقيع في الهواء ، لقد أتكأت القوى الليبرالية على خطابات ضعيفة لم تصل إلى الشاطىء بحيث راهنت على الناخب بأنه أيقن عدم قدرة الأحزاب الإسلامية على إدارة الدولة وأن خبراتهم الدولية متواضعة ومصيرهم الفشل الحتمي ، إلا أن من تبرع لحمل مثل هذه الإعتقادات تورط بقراءات لا تتجاوز حثالة فنجان قهوة عند عراف تناسى بأن هؤلاء قد شكلوا دولة في داخل الدولة منذ زمن وعملوا كبديل خدماتي عن الحكومات ليلامسوا الجموع المهمشة في المناطق النائية والعشوائيات ناهيك عن دورهم التقليدي في الجامعات وفي حين كان الغالبية العظمى من القوى السياسية متسلحين بنظرياتهم وأطروحاتهم التى لم تتخطى كراسي مكاتبهم الأنيقة ، لقد أحرزوا تقدم لا ينكره إلا متعجرف رافض عملية البحث عن الأسباب التى تعالج المستقبل في وقت كانت ومازالت القوى الإسلامية تعمل في داخل الغرف السرية يخططون للغد دون التخلى عن أوراقهم التى إلتصقت عند صدورهم بعيدة عن أعين من ينافسهم . حالة الإغتراب والإستجابة للإخفاقات قد تضر بالعملية برمتها وتجعلها أصعب وتقلص من فرص الديمقراطية وتُنعش بشكل متزايد حالة الإشتباك الحاصل في فضاءات الكلام ، في حين يتطلب تظافر الإمكانيات في إتجاه التأهيل والتأسيس و تدعيم ركائز العمل كي ينتقل الجميع من مرحلة الصراخ إلى الإستماع ومن الهرولة في المكان إلى السير إلى الأمام . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إختار القِصابَة على طبِّ العيون
-
بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
-
إفتقار الرؤية
-
تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
-
نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
-
الديون المفجعة
-
بُكاء من فرط الضحك
-
التورط في التقليد
-
إحتراف الخديعة
-
كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
-
الضحية تبحث عن جلادها
-
فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
-
من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
-
التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
-
خطاب أسمع من في القبور
-
هويات متناحرة
-
لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
-
حنيناً إلى الحرية
-
ذوي القربى أشد جوعاً
-
أقذام إحتلوا حياتنا
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|