أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن كاظم زيارة - ثقافة الكوبي بيست














المزيد.....

ثقافة الكوبي بيست


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 3576 - 2011 / 12 / 14 - 09:41
المحور: الادب والفن
    


المصطلح جديد لكن هذا النوع من الثقافة قديم ومحله جمهور عريض من الناس .وما اعنيه بثقافة الكوبي بيست هي ليست تلك الثقافة التي عبر عنها " لاكان"
بدراسته الموسومة ( موت المؤلف ) ، فموت المؤلف عند لاكان تعبير عن الانشاءات التي ينشأها مؤلفون ليشرحوا نتاج فكري معين ومعروف لمؤلف او مبدع معروف . فهذا
النوع من الانشاءات لايخلو من الابداع والاضافة وهو عندنا لايندرج تحت ثقافة الكوبي بيست ، فالقيام بعرض للمنطق الارسطي على سبيل المثال ، او بعرض لنظرية معروفة في النقد الادبي ليس عملا اصيلا ، وبنفس الوقت ليس كوبي بيست .
وحاجتنا الى مصطلح ثقافة الكوبي بيست تمليها ضرورة تصنيف المنشور وبأي وسيلة نشر كانت . ولكي نميز هذه الثقافة عن سواها ندرج اصناف الثقافة على اعتبار صلة المنشأ بما يكتبه وينشره :

انشاءات اصيلة ، وتمثل البحوث او النظريات او الافكار الاصيلة المبتدعة .
انشاءات مطردة ، تضيف الى الافكار الاصيلة او تجذرها .
انشاءات شارحة ، تبسط الانشاءات الاصيلة والمطردة .
انشاءات منقولة ، وهي التي اطلقنا عليها اصطلاح ثقافة الكوبي بيست .

مثلا : كتاب المنطق لارسطو انشاء اصيل ، والكتب التي تناولته كالمنطق لابن رشد تمثل انشاءات مطردة لأنها اضافت واوضحت ووسعت ، والمؤلفات التي تندرج تحت مسمى المنطق التقليدي كالمؤلفات التي يدرسها طلبة الفلسفة وعلم الاجتماع هي من نوع الانشاءات الشارحة ، اما الانشاءات المنقولة فهي كمثل نقل نص بتمامه وعرضه باسم الناشر .

ثقافة الكوبي بيست متطفلة على النتاج والناشر الاول ، وهي تلبي حاجة الاقل دربة ثقافية، والاضعف قدرة على التثاقف ،والاضعف في مجال الابداع . والحالة الشرعية الوحيدة لثقافة الكوبي بيست هي عمل الاعلامي والمخبر الصحفي ، حيث ينقل التصريح والقول والصوت والصورة طبقا لخياراته وسياسته ومواقفه الاعلامية . على اننا نميز انشاء الخبر عن ثقافة الكوبي بيست ونعده من الانشاءات الاصيلة طبقا لطبيعة المهمة التي يقوم بها الصحفي .
ان نشر فكر ديني او وضعي هو اعلان عن موقف انتماء له مالم يردف بما يخالفه من تعليق او تقديم ، ولكن نشره دون تدخل الناشر لايصنف كوبي بيست ، لأن المنشأ معلوم ومعروف .
وما نتحدث عنه هنا هو ببساطة ملاحقة المواد الاعلامية او الثقافية العامة وحتى المتخصصة ونقلها عبر النت ، او عبر التواصل الاجتماعي بلغة الكلام الاعتيادي ، ومن ذلك سريان الاشاعة او قول ما على ألسن بيئة من الناس معينة ، تمتاز دائما بالخواء العقلي . فما يقوله او ينشره هؤلاء ليس فكرهم او رأيهم ، ولاتتضح عندهم ولا عند قارئ منشوراتهم القناعات او المبررات التي قادتهم لنقل المنشور سواء عبر النت او عبر لغة لكلام العادية بين الناس .
ان ثقافة معظم الجمهور هي ثقافة كوبي بيست ، فهم يتداولون قطائع من الجمل ينقلونها بنصها ، كما لو كانت بديهيات ، ومن اهم خصائصها القصر في الجملة ، والبساطة في التركيب ، فلا تجد فيها شيئا مما يحسب تحليلا او تعليلا ، فأن التحليل والتعليل يتطلبان مجهودا لاقبل لجمهور الكوبي بيست بوعيه والاشتغال به .
وفي اطار حرب الافكار تبرز ظاهرة ثقافة الكوبي بيست لتتسيد على الموقف القيمي والاخلاقي لجمهور واسع من الناس ، حيث ان الاحداث الجسام تتطلب تفسيرا ، وتعليلا ، ويبادر قادة ثقافة الكوبي بيست لتقديمهما بجمل قصيرة وبسيطة ، فيتلقفها الجمهور ليملأ فراغا كان يشكو منه .
يصاغ الرأي العام دائما بترويج مواد ثقافة الكوبي بيست ، وهذا يسري ايضا على الكثير من المثقفين لنوازع واسباب ليست لها علاقة بالثقافة او العلم ، لأنها بعيد دائما عن الحقيقة من زاويتن ؛ الاولى تتمثل بالتسليم بمادة الكوبي بيست دون فحص او تمحيص ، والثانية تتمثل في ضعف القدرة على ابتداع مادة تنافس في رواجها مادة الكوبي بيست .

وليس كل نقل لمنشور او نشره نصنفه ضمن خانة ثقافة الكوبي بيست ، فثمة اعتبارات تتمثل في صلة الناشر بالمنشور ، ورأيه فيه ، وقناعاته إن كانت واضحة او يفصح عنها معلقا او شارحا او منبها ، ولكن في العموم ان توقف قدرة الفرد على التعاطي مع ثقافة الكوبي بيست فقط يدل على ان هذا الفرد لايعي ما ينشر ، ولايفهم اسباب قناعاته .
ولايمكن عد الاقتباسات في النقد الادبي دائما كوبي بيست ، فهذا يتوقف على السياق الذي يوضع فيه الاقتباس ، وطالما الامر يتعلق بالنقد الادبي فلابد من التصريح بالنص الذي يخضع الى النقد ، اما الاستعانة برأي او وجهة نظر نقدية للتدليل على صحة ما يذهب اليه الناقد فهذا ليس من ثقافة الكوبي بيست وانما تقتضيه ضرورة البحث العلمي ... وعلى العموم ان مكان المقتبس من السياق العام للانشاء هو الذي يحدد صنف المقتبس فيما اذا كان من ثقافة الكوبي بيست او من ثقافة أخرى ..



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيئا عن منطق الحواء المعالجة الجبرية للكينونات
- البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والدي ...
- التحديات المعاصرة التي تواجه الفكر العربي الوحدوي ( تحالف ال ...
- العلمانية ليس كفرا والاسلام دين علماني دون جدال
- الحق في امتلاك السلاح النووي واسلحة التدمير الشامل
- منظمة الامم المتحدة منظمة إرهابية
- المنطق واللغة والفلسفة
- مقايسات المنطق التوحيدي بين الاعتلال المنطقي والغاء مقولة ال ...
- القصيدة مقفاة ولابد لقصيدة الشعر الحر من اسم آخر
- الحوار المتمدن فضاء يستعيدنا وكلمة السر الضائعة
- في نقد المنطق التقليدي ..(7) تقسيم القضايا
- إحباط محاولة إنقلاب ابيض في البيت الاسود
- ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب ص ...
- وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات
- في نقد المنطق التقليدي ..(6) النقض
- في نقد المنطق التقليدي ..(5) القضايا المنحرفة .
- في نقد المنطق التقليدي ..(4) القضية الشرطية وتقسيماتها
- في نقد المنطق التقليدي ..(3) النسبة
- في نقد المنطق التقليدي ..(2) السلب والعدول وغياب النفي
- في نقد المنطق التقليدي ..(1) كم القضايا


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن كاظم زيارة - ثقافة الكوبي بيست