أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد أحمد الصالح - لماذا اقترب يوم صدام















المزيد.....

لماذا اقترب يوم صدام


خالد أحمد الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 241 - 2002 / 9 / 9 - 00:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

الوطن الإماراتية، 4/9/2002

 

كتبت قبل أكثر من شهرين مقالا حول حتمية ازالة النظام العراقي خلال سنة، وقد حاورني كثير ممن التقيتهم حول تلك النبوءة وعناصر دعمها، لاسيما من يعرف منهم اهتمامي بتاريخ العراق الحديث او من تابع سلسلة (تاريخ العراق الحديث) التي بدأتها في جريدة «الوطن» منذ سنتين تقريبا.
ان تاريخ حركة الثامن من شباط (فبراير) عام 1963م والتي أتت بحزب البعث الى سدة الحكم، هذا التاريخ وتلك الحركة لم يعطيا حقهما من الدراسة والتوضيح، حتى الذين قاموا عليها لم يعرفوا حقيقتها فقد تم استدراجهم الى التخلص من رجالات 14 تموز والانقلاب على الزعيم عبدالكريم قاسم دون ان يفكروا كيف تم لهم كل هذا النجاح.
لقد كتب عبدالكريم قاسم شهادة وفاته قبل فترة من اعدامه في مبنى التلفزيون، كان ذلك اليوم هو يوم اصدر قاسم القانون رقم 80 والذي اعاد 90% من مناطق الاستثمار النفطي الى الحكومة العراقية، وربما يكون من باب المصادفة تلك الكلمة التي قالها (عبد الكريم قاسم) في بداية جلسة مجلس الوزراء المتخصصة لمناقشة واصدار قانون النفط السابق ذكره حيث قال (قاسم) مخاطبا الوزراء: تعالوا نوقع على حكم باعدامنا». لقد ذكر (ملبورن) القائم باعمال الولايات المتحدة
للسفير البريطاني ان وزارة الخارجية تفكر أنه حان الوقت للرد على تهجم قاسم ا لمستمر، وان الوقت حان للبدء في بناء رصيد من معارضي قاسم من أجل اليوم الذي سيحدث فيه تغير، ذكر هذا الحديث السفير البريطاني لوزارة خارجيته لاحقا في يناير عام 63م.
وقد نقل عن الملك حسين قوله: (انني اعلم بكل تأكيد بان ما حدث في العراق يوم 8 من شباط عام 1963م كان بدعم من المخابرات الامريكية، لقد عقدت لقاءات بين حزب البعث والمخابرات الامريكية. يقول حسن السعيد في كتابه نواطير الغرب: (لا يحتاج المرء الى كثير من العناء حتى يتوصل الى ان انقلاب 8 من شباط ما كان له ان يقع لولا دعم خارجي هائل بتنسيق مع قوى داخلية) كما نقل الدكتور حامد البياتي من الوثائق السرية البريطانية اتصال القائم بالاعمال الامريكي بالمتمردين ووعده لهم بالاعتراف).
لقد كان انقلاب شباط هو الفترة الاولى لاكثر المراحل دموية في تاريخ العراق وقد شارك صدام بحفلات التصفيات التي اوقعها البعث لا سيما بحق الشيوعيين، اما الفترة الثانية فكانت بعد وصول (البكر ـ صدام) الى السلطة عام 1968م والتي بدأت معها المرحلة الثانية لتصفية الوطنيين والانفراد بالسلطة، لهذا لم يكن مستغربا ان يستسلم الدكتاتور العراقي لكل ما يرضي الامريكان لاسيما في ما يتعلق بالنفط الذي كان سبب زوال الزعيم (قاسم)، فلم يشارك (صدام) في استخدام سلاح النفط الذي قامت به دول الخليج للضغط على الغرب في حرب اكتوبر عام 1973م.
وهكذا نجح صدام حسين باسلوبه الدموي الذي لم يكن يعني الامريكان في شيء، نجح في تثبيت حكمه وفي توصيل رسالته للقوى العالمية الاولى بقدرته على المحافظة على مصالحهم في الخليج، ولعل الاحداث التي أتت بعد ذلك ومنها اشعال الحرب مع ايران تؤكد سير (صدام) في طريق كسب الرضى الامريكي، ولم يكن مستغربا عند ذاك تصريحات العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري لصحيفة تشرين السورية (7/3/1988م) بان صدام حسين ارتبط بالمخابرات الامريكية بين عامي 1960 و1963م.
اذا أدركنا أن هذا المغامر من تكريت نجح بكل الاساليب في توظيف المعادلات المحلية والدولية لصالحه دون الاعتبار لمعاني الشرف والوفاء بعد ان نجح في اماتة ضميره ونزع قلبه من بين ضلوعه، ندرك ان مثل صدام لن يكون قادرا على احداث تغييرات في المنهج الذي تم تدريبه عليه، لهذا فان أي تغير في شروط اللعبة الدولية سوف يكون على حساب بقائه في السلطة، وهذا ما يحدث الآن.
لقد انتهت بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية لعبة الدكتاتوريات، ولقد احتاجت القوى الاعظم الى سنوات عديدة لتخلق نظاما جديدا لا تحتاج فيه الى صدام حسين وامثاله ؟، لذلك اصبح مقبولا تولي رؤساء منتخبين بدل الديكتاتوريات العسكرية، هذا ما حدث في البرازيل وفي الارجنتين وهو ما سيحدث في العراق.
لقد استنفد صدام حسين كل مهامه، ونجح في توريط العراق بديون سوف تجعل العراق رهينة ربما لقرن كامل تحت رحمة الديون، وكل ما هو مطلوب من الحكومات القادمة في العراق ان يطوروا بلدهم حتى يسددوا ما عليهم اتجاه الدائنين، وهذا ما لا يستطيع (صدام) القيام به، فالعراق مقسم من الداخل والقوى المثقفة اما مهاجرة واما سلبية والحصار مرتبط بهيبة الدولة الاعظم، ولا يمكن رفعه الا مع قادم جديد، اما العراق وشعب العراق في المرحلة القادمة فلا خوف منه في الصراع ضد اسرائيل، فسوف يبقى تحت وصاية صندوق النقد الدولي ووصاية الشركات الاجنبية القادمة، وهذا يحتاج الى عقود طويلة من الانكفاء داخل الذات للبحث عن العيش الكريم.
لقد انتهى دور الرئيس المناضل واسلوب الرشاوى الذي عاد يستخدمه الان لن يجدي في انقاذ حكمه، الا مزيدا من القيود المستقبلية على العراق، فالدائنون يريدون حكومات لا حصار عليها تنجح في التنمية لتسديد الفاتورة التي تضخمت، والشركات الكبرى تنتطر الوقت القريب لاعادة اعمار العراق وتسديد فواتيرها القديمة، اذ لم يتبق سوى الانتظار الذي لن يطول، والله اعلم.

 

 



#خالد_أحمد_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد أحمد الصالح - لماذا اقترب يوم صدام