عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة
(Ayda Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 09:33
المحور:
الادب والفن
عصيان ،،،
حين حل عصر الجفاف على الأرض وصار القحط ميزان الأيام يزن النبض بدقة لامتناهية ،، خمدت براكين بوح كانت تمد الروح بطينة الإحتراق الدائم ،، طالت عمر اللحظات على عنق الأيام و صارت عقارب الوقت تتقافز بين المضي و بين الثبات ،، إعتلتها الحيرة إلى أين تمضي و إلى ما تسير،،،
حينها تدثرت برائحة كفيك و أحتجبت ببعض أنفاس غفلت عنها فلم تأخذها معك حين الرحيل و هناك في معبدي الكائن بين رئتيك أقمت صلاتي ،،، ابتهلت للرب الساكن بداخلي ورتلت معي النبضات ،، فـ علا نشيد الروح و زاد بنا الوجد فـ أعلنا التمرد و حملنا من ألوية العصيان ما استطعنا ،،، اقتحمنا بوابات الصد ،، و فتحنا نوافذ الوحشة المنتشرة على أسوار الروح ،، هزمنا كل دفاعات النفس فكيف سـ تتنفس الروح و هي تصد عن نفسها الهواء و تبيح ذاتها للضياع بعيدا عن يديك ..
أغلقنا العينين كي لا يفيض بحار ملحهما فتتلفا اشراقة وهمية لـ وجنات ذبلت منذ تصحرت أرض القلب و انقطع عنها وجه السماء فماعاد للمطر ملاذ يحتمي فيه من صقيع اللحظات
أسكتنا شفتين كان الهمس قبلا يغرقهما و لما اعترت الأيام موجة جفاف و قيل لنا هو عصر الجليد الزاحف نحو كهف الروح ،، تجمدت الأبجدية فما عادت تقوى على احتمال جفاف الجليد
قيدنا يدين لا تكفا عن التنازع ،، تختصمان أيهما يحمل هذا الرأس المتأرجح بين عقائد فرضت شريعتها صيام الروح عن الكلام و اعتناق صلاة الدمع و بين بعض التخفف تنشده شيخوخة اعترتها
أما القدمان اللتان اعتادتا الركض نحو نجمة الشمال الساكنة في عمق الروح و قيدهما القهر فما عادتا تستطيعان رفض المضي نحوك بعد أن أزلنا عنهما قيد الألم و هذبنا أشواك الوجع التي طالما جرحتهما في خطوهما نحو صدرك
أعددنا ولائم العشب الذي اكتسى يوما بـ رائحة المطر فما غادرته منذ مضى عهد الدخان و اشرق عرش الرب فوق الماء ،، أشعلنا تلك النيران التي طالما أحرقتنا ووهبناها بعضا من حطب الجسد فما عاد للماء عليها سبيلا
و انتظرنا يد السماء تمسح عن جبين الأرض غبار شهب حزينة و تعلق النجوم في مكانها لـ تشرق العينان بألوان النخيل و لـ تمشط غابات الكستناء أنامل اللهفة و لـ تمنح ياقوتين منسيتين حق الحياة فـ تبتهلان باسمك ،،،و تتنفس الأرض في قلب السماء
/
عايده
#عايده_بدر (هاشتاغ)
Ayda_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟