|
افسحوا الطريق الإسلاميون قادمون
جقل الواوي
الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 21:13
المحور:
كتابات ساخرة
وقف الإسلاميون في الصفوف الخلفية للإنتفاضات العربية تواجدو عدديا بكثرة و استمعوا بآذان مشنفة الى كل كلمة تقال و ابتلعوا الحوقلة و الحمدله و أكتفوا بالتكبير بين الحين و الآخر، و لكنهم لم يتخلوا عن إمامة الصلوات الجماعية في الساحات العامة، فيما رمح فرسان الأنترنت و استعرضوا ما يملكون من حضور إلكتروني، و كان فرسان الفيسبوك نجوما لتلك الثورات أما مواعيد التجمع و التظاهر كانت تضرب على قارعة صفحات الإنترنت الكثيرة. أختفت الى حد بعيد "الجلابيب" و العمائم،اما الهتافات فكانت وطنية الهوى و الفؤاد تتغنى بالعلم و الأرض و المحبة و السلام، وكان الوجع داخليا محضا أختفت الإشارات الى "العدو الخارجي"، و حصرت همها بتكسير "الرأس الكبيرة" وما سيحدث بعد ذلك فتحصيل حاصل.
تسيد الإسلاميون مشهد ما بعد الثورات "و على سنة الله و رسولة" اي بأداة ديمقراطية لا يختلف عليها إثنان، ففازت "نهضة" تونس"، و فاز "إخوان" مصر و فوزهم في مصر كان ذو طعم شديد الحلاوة فقد نافسوا حركة إسلامية بنكهة مختلفة قليلا، لذلك كان نصر الإسلام مؤزرا، كما بشر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الإنتقالي الليبي بفجر إسلامي لن تغيب شمسه بعد الآن، و كأن الله قد أنزل سكينته على قلب الأمة فوجدت نفسها أخيرا بعد ضياع عقود من عمرها بين إيدي من لا يعرف الله و لا يقيم حدوده، أما الآن فهذا أوان الشد، و على "زيم" أن تشتد كما يريد لها "الحجاج".
تحمل الحركات الإسلامية فوق كتفيها إرثا من "النضال" ذاقت خلالة طعم السجون و التعذيب و التكيل وواجه الكثير من قادتها الجلاد، حتى تحولت أكثر ادبياتها الى فكر نضالي، و تنظيمي،و قسم منه "خطابي" دون أي اثر يذكر لكيفية إدارة المجتمع و طريقة التعامل مع وحداته المتنوعه، أما الآن فقد وجدت هذه الحركات نفسها و بقدره قادر على منصات الحكم و بيدها صولجانه، و الأمر الذي قد يكون تأثيره أكثر عمقا هو إستحقاق كتابة الدستاتير التي ستحكم الناس لعقود تاليه، بدون إنذار مسبق سترمي الحركات الإسلامية" عقلية الثائر لترتدي عقلية السياسي و الحقوقي لتنتج لنا "عقودا إجتماعية" تصرف حياتنا.لا يوجد تاريخ "سياسي" للحركات الإسلامية و من المتعذر علينا أن نتنبىء بكيفية إدارتها للمجتمع و لكن يوجد في المدى المجدي للرؤيا نموذجين إسلاميين تربعا سدة السلطة يمكن إلقاء نظرة سريعة عليهما.
إيران و أفغانستان بلدان حكم فيهما الإسلام، تحكم رجال الدين في إيران بعد ثورة تشبه الى حد بعيد الثورات العربية،و بعد تصفية و غربلة بين كبار رجال الدين تربعت آية الله واحدة من عدة آيات كان لها حضورا ملحوظا على قمة الهرم الديني الحاكم، أنغلق المجتمع و تبنى مقولات عسكرية و أنتهى المطاف بإيران بلدا شبه معزول ينتظر ثورة جديدة تغيره من الداخل أو تدخلا عسكريا يعيده مدنيا و حضاريا الى أواخر السبعينات، اما في أفغانستان، فقد قبضت طالبان على كراسي السلطة بعد "ثورة" مسلحة إسلامية الطابع تحولت الى حرب أهلية بين حركات إسلامية، ما لبثت طالبان أن "أكلت الجو" بعد أن مزقت شقيقاتها الإسلاميات و أنفردت بالأمر من دونهم، فأنغلق المجتمع و تبنى مقولات عسكرية الى أن جائته "القارعة" الأمريكية فجعلته "كعصف مأكول".
هنالك نموذج ثالث تضرب امريكا به المثل و هو حزب العدالة و التنيمة التركي الذي يحمل شكلا إسلاميا بدلالة زوجات القائمين علية اللاتي " لا يبدين زينتهن"، خضع هذا الحزب الى حملة إعادة تأهيل من مرحلتين لم تبق من إسلام نجم الدين أربكان إلا شكل الدراويش الذين يدورون حول أنفسهم و حجاب زوجة عبد الله غول، فتحول الى مايشبه حزب الوفد المصري في ثلاثينيات و ابعينيات القرن الماضي اي وجهاء ميسورين بأردية إسلامية و طروحات براغماتية مسايرة للواقع و سر نجاحة شخصيات قادته و سياسة تنمية ناجحة و تعاطف امريكي غير محدود أما الإسلام فمجرد خلفيه عريضة جاذبة للأصوات الإنتخابيه.
ليس من الضروري ان يتجه مسار الحكومات الإسلامية العربية القادمة نحو اي شكل من الأشكال سابقة الذكر و خاصة و ان البلدان المذكورة اعلاه غير عربية و للعروبة حضور "نرجسي متعالي" في وجدان الحركات الإسلامية العربية تحرص ان لا تظهرة و لكنه باد للعيان من تحت الجلابيب،و الإختبار الأول شكل الدستور القادم مع الإشارة الى أن الشكل الذي سياخذه الدستور لن يواجه اي رفض شعبي "مليوني"، و لكن شكل الرفض قد ياتي بهيئة بذلة عسكرية قد تعيد محنة التسعينات الجزائرية و تعيد إنتاج حكاية الجبهة الإسلامية للإنقاذ، و هي القصة الإسلامية الوحيدة التي نملكها لقطر عربي.
#جقل_الواوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشخص
-
أردوغان و حسن البنا، أماني باراك أوباما
المزيد.....
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|