صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 3574 - 2011 / 12 / 12 - 16:15
المحور:
الادب والفن
بلادي التي
أَبْحَرَت فوق ظهرِ الخرافة
أخذتْ خيولي وأورثتني الصهيلَ
بلادي التي
لا تكفُّ عن التباهي بما ليس فيها
تشحذُ نصلَ سِكِّينةٍ لمَن لا يعرفُ طرقَ السَّكِينةِ
بلادي التي
أورثتني فقراً وأمراضاً وحكّاماً جائرين
لا تفارقُ صحوتي أو منامي
تلك بلادي
التي أحببتُها حتى النَّزعِ الأخير
يا بلادي التي
انتشرتْ في سمائها النصالُ
وكواتمُ الصوتِ
وفتكتْ بجنحِ الطيرِ
وقدمِ المسافرِ
لا يقطعُكِ منذُ الآن هاربٌ
ولا مرَّ بكِ عابرُ السبيلِ
يا بلادي التي
شطبتني مِن دائرةِ النفوسِ
والتي أخفتْ
مِن فوقِ صندوقِ البريدِ اسميَ الجميلَ
وقالت :
مرَّ مِن تحت جنحِ الظلامِ خفيفاً
بلادي التي
صادرتْ مِن فوق الورقِ المُسالمِ خربشاتي الأولى
وتنهداتي الأولى
والتي طوتْ أرضَ مطاراتي
حين لم يدلجْ في العتمةِ نحوها بعضُ أترابي
بلادي التي
وضعتني في قائمةِ النسيانِ
مازالت بلادي
التي ذهبتْ
بما تبقّى مِن درّةِ العقلِ
24 ـ 1 ـ 2011 برلين
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟