برشلونة تفتخر بمبناها الأكثر جاذبية فى العمارة والفن -بازيليك العائلة المقدسة-

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 19:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

يوجد العديد من المبانى الكنسية فى العالم والتى تمتاز عمارتها بالفخامة والإشارة إلى الروحيات، لكن أن يكون مبنى بهذا الإدراك الهندسى والفنى والروحى، ويتمتع بهذه القدرة على الابهار، فإن هذا هو الاختلاف والتميز حقا، هو مبنى يشهد للتاريخ ويشهد له التاريخ، يعكس إمكانيات فنان قلبه مملوء بالإيمان والأمل والإبداع الحقيقى، انه مبنى فى برشلونة يحمل سمات حياة وموت، مجد ومعاناة، معشقة تعشيقا فى سمات فنية ومعمارية جديدة الابتكار، حرة فى التنفيذ وغير مقيده بزمن، لفنان معمارى خرج بنشاذ فذّ وسط نغم متكرر لعمارة القرن التاسع عشر والقرن العشرين، قام هذا الفنان الفقير والمُهمش بوضع تصميمات عبقرية أجبرت الأغنياء والعلماء من بعده على مرور أجيال حتى يومنا هذا، بتعقب ما وضعه حتى تنفيذه فى الواقع، انه الفنان انطونى جاودى المهندس المعمارى لهذا المبنى المتميز الذى هو بازيليك العائلة المقدسة ببرشلونة، هذه الكنيسة التى بدا البناء بها منذ 129 عام ومازال البناء مستمر حتى الآن.

جاودى فنان انتظره التاريخ فوجده إنسان

أعلن عميد كلية العمارة ببرشلونة أمام أعضاء هيئة التدريس في يوم تخرج جاودي من الكلية، أن هذا المعمارى الشاب إما أن يكون عبقرى فذ أو مجرد شخص مجنون، وعاش هذا المعمارى الفنان فى الفترة من 1852م - 1926م، وكان أحد أشهر المهندسين الذين انجتبهم كاتلونيا باسبانيا، وقد شقّ هذا المهندس طريقه إلى المجد والشُّهرة دون أن يرحل إلى باريس كما اعتاد الفنانون والمهندسون من قبله.

وظل جاودي لفترات طويلة جدا مهمشا ومجهولا من قبل الكثيرين من المشتغلين بالعمارة، ولكن جاء فيما بعد من المعماريين الأسبان والعالميين ممن اعترف بعبقرية ذلك الرجل وفكره الثورى الخلاق بالإضافة للكثير من الأدباء والمفكرين ورجال السياسة والدين، ومن الجدير بالذكر أن أسقف برشلونة قد منحه لقب "قديس الفن المعمارى" لكون أعماله تقدم خطابا روحيا عميقا.

أما عن تصميماته فقد تميزت بالدقة والروحانية، حيث كان كاثولوكياً متمسكاً بديانته و منعزلاً عن العلمانية، فسخر سنواته الأخيرة في ترسيخ الدين المسيحى من خلال تصميماته المميزة للكنائس، والتى أهمها وأشهرها على الإطلاق هى كنيسة العائلة المقدسة فى اسبانيا، والتى قد جسدت فنه الفريد، وتتم بها عملية البناء منذ أكثر من قرن، وقد سخرت الحكومة جهود كبيرة لحشد المال و الجهد من خلال التسويق و تبرعات الناس لاستمرار بناء هذه الكنيسة.

مات جاودي فى حادث ترام وقع له في شارع جراسيا في العاشر من يونيو في العام 1926م، حيث نقل إلى مستشفى فقيرة جدآ، حتى عثر عليه أصدقاؤه وحاولوا نقله إلى مستشفى آخر، ولكنه رفض، وقال انه انتماءه مع الفقراء، وتوفي بعد بضعة أيام، بعد حياة عاشها زاهدا وفقيرا لا يشغله شاغل سوى العمل علي إبداع تلك المبانى العذبة المدهشة التي حفرت اسمه عن جدارة ضمن أسماء كبار المبدعين في العالم.

رحلة الكنيسة منذ اكثر من قرن حتى الآن

هذه هى الكنيسة التي وهب المعمارى جاودى حياته وقال انه خُلق لذلك العمل، هى كنيسة كاثوليكية رومانية، تقع في مدينة برشلونة بكاتالونيا في اسبانيا، وتعد من أضخم كنائس أوروبا، تم البدء فى بناءها عام 1882م ولا تزال قيد الإنشاء، وقد كرس حوالى 15جاودى عام فى الجزء الأخير من حياته في بناءها حتى وفاته، وكان يصرح بأنه ليس على عجلة من أمره فى إكمال البناء، وهى أكثر الأماكن التى يقصدها الزوار من شتى أنحاء العالم، وذلك لجمال منظرها ولارتفاعها الشاهق وكثرة المجسمات والتماثيل الحجرية بها، بالرغم من أنها لا تزال تحت الإنشاء، إلا أنهم يستمتعون بمشاهدة الأجزاء المكتملة منها، وقد تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمى لليونسكو فى 14 - 11 - 2010م، حيث أثرت بشكل مباشر في تطوير البناء الحديثة فى القرن العشرين، بالإضافة إلى ستة مبانى أخرى من تصميم جاودى فى برشلونة.

واعتبرت إحدى كنوز اسبانيا الاثنى عشر، طبقا لترشيح استنادا على أصوات الشعب، فى حملة تابعة للمنافسة الدولية لاختيار عجائب الدنيا السبعة عام 2007م، وقد تم اختيارها ضمن تسعة معالم معمارية واثنين من المعالم الطبيعية والمعالم التصويرية.

وكانت إحدى التوقعات تقول أن البناء سيكتمل تنفيذه فى عام 2026م فى الذكرى المئوية لوفاة جاودى، بينما المعلومات الواردة فى كتيب المشروع تعطى تاريخ أخر للانتهاء من تنفيذ الكنيسة وهو فى عام 2028م، وقد عُجل الأمر بسبب تمويل اضافى من الزوار إلى برشلونة بعد اوليمبياد برشلونة عام1992م، بالإضافة إلى أن مساعدة استخدام تقنيات الكمبيوتر للتصميم أسرعت من تشييد المبنى، الذى كان فى السابق متوقع استغراق بنائه مئات السنين، إذا استكمل حسب تقنيات البناء المتاحة فى وقت مبكر من القرن العشرين.

أما أسلوب تصميم كنيسة العائلة المقدسة يشبه فى تنوعه الأسلوب الاسبانى القوطى المتأخر، والحداثى الكتالونى والفن الحديث، وبالرغم من أن كنيسة العائلة المقدسة تندرج ضمن فترة الفن الحديث، ولكن جاودى قد قام بتنفيذ أسلوب الفن الحديث بطريقة مبتكرة وأبعد من تطبيقه كالعادة فى زخرفة السطح.

التصميم المعمارى الداخلى للكنيسة

منظم تخطيط الكنيسة على الطراز الصليبى "اللاتينى الشكل"، ويضم المبنى خمسة أجنحة، وأقبية الصحن المركزى تصل إلى 45 مترا في حين أن أقبية الصحن الجانبى تصل إلى ثلاثين مترا، وجناح الكنيسة يضم ثلاثة أروقة، وقد قصد جاودى أن يقف الزائر عند المدخل الرئيسى ويكون قادرا على رؤية أقبية الصحن والمعبر والحنية.

الأعمدة الداخلية هي تصميم فريد لجاودى، بالإضافة إلى الأعمدة المتفرعة لدعم حمولتهم، وبشكل عام فليس اى من الأسطح الداخلية مسطحة، وتزخر الكنيسة من الداخل بالزخارف وتتكون اغلبها من الأشكال التجريدية التى تجمع بين منحنيات ناعمة وجهات خشنة بنفس الوقت، حتى على مستوى تفصيلات العمل فعلى سبيل المثال السور الحديدى للشرفات والسلالم مليئة بإعداد رشيق.

التصميم المعمارى الخارجى للكنيسة
أبراج الكنيسة

تصميم جاودي الأصلى يدعو إلى تنفيذ ثمانية عشر برج، تمثل في ترتيب تصاعدى الارتفاع يرمزون إلى التلاميذ الاثني عشر، ثم الإنجيليين الأربعة، ثم القديسة مريم العذراء، والأكثر ارتفاعا من ذلك كله، البرج الذى يرمز ليسوع المسيح، وقد تم بناء ثمانية أبراج اعتبارا من عام 2010، يرمزون لأربعة تلميذ فى واجهة" المهد" وأربعة تلاميذ فى واجهة "الألم".

ووفقا لتقرير عام 2005 للموقع الرسمي للمشروع، وطبقا للرسومات التي صممها جاودي والتى عثر عليها مؤخرا في أرشيف البلدية، فإنها تشير إلى أن برج السيدة العذراء كان قصد جاودي أن يكون أكثر ارتفاعا من تلك التى للإنجيليين، ولكن سيزيد ارتفاع أبراجهم على برج السيدة العذراء بسبب التماثيل الرمزية التقليدية الخاصة برسالة كل منهم: الثور (القديس لوقا)، و الرجل المجنح (القديس متى) ، النسر (القديس يوحنا)، والأسد (القديس مرقس)، أما البرج المركزى ليسوع المسيح فيعلوه صليب ضخم، وسيكون أقل متر واحد من تل مونتجويك في برشلونة، والأبراج الأخرى الأقل ارتفاعا تعلوها بشكل متصل حزم من القمح وكؤوس مع عناقيد العنب، تمثل القربان المقدس.
ومع الانتهاء من بناء الأبراج ستكون كنيسة العائلة المقدسة باسبانيا هى اكبر مبنى كنيسة ارتفاعا فى كل العالم.

واجهات الكنيسة الثلاثة الكبرى

تتضمن الكنيسة ثلاث واجهات كبرى وهم: واجهة "المهد" فى الشرق، وواجهة "الألم "فى الغرب، وواجهة "المجد" فى الجنوب.

واجهة "المهد" قد بنيت قبل أن يتوقف العمل في عام 1935 وهى تحمل التأثيرات الأكثر مباشرة لتصميم جاودى، وقد شيدت فى الفترة ما بين 1894 و 1930 م، وهى الواجهة الأولى التي يتم استكمالها، ومكرسة لميلاد السيد المسيح، وهى مزينة بمشاهد من عناصر الحياة وصور من الطبيعة، كل رمز بأسلوبه الخاص، فعلى سبيل المثال ، يتم فصل الأروقة الثلاثة اثنان من الأعمدة الضخمة، وعلى قاعدة كل منهم ترقد سلحفاة (واحدة لتمثل الأرض والأخرى لتمثل البحر، كل رموز من الوقت كشيء تعيين في الحجر وثابت). كذلك يوجد اثنين من الحربايات على جانبي الواجهة.

الواجهة تواجه الشمس بالجزء الشمالى الشرقى، وهذا رمزا لولادة السيد المسيح، وهي مقسمة إلى ثلاثة أروقة، كل منها يمثل فضيلة لاهوتية وهى الأمل والإيمان والإحسان، وترتفع شجرة الحياة فوق باب يسوع فى رواق "الإحسان"، وأربعة أبراج تكمل الواجهة وكل منهم مكرس لقديس، هم القديس: متياس الرسول، القديس برنابا، يهوذا الرسول، والقديس سمعان الغيور.

اختار جاودى هذه الواجهة لتجسيد البناء والديكور للكنيسة كلها، فقد كان يدرك جيدا أنه لن ينتهى من بناء الكنيسة بحياته، وأنه يحتاج إلى تنفيذ قدوة فنية معمارية حتى يتبعها الآخرين من بعده.

وواجهة "الألم" هى واجهة مكرسة لآلام السيد المسيح، ومعاناة السيد المسيح أثناء صلبه، وتصميمها مميز ومثير للدهشة بالنسبة للأعمال القيمة الممثلة فى الشخصيات الهزيلة المعذبة، بما في ذلك الأشكال المختلفة للسيد المسيح وهو يجلد على دعامة، وتصويره على الصليب، هذه التصميمات المثيرة للجدل هى من عمل Josep Maria Subirachs، وهى على النقيض من واجهة "المهد" المزينة للغاية، فهي تعكس التقشف، وقد نحتت بخطوط مستقيمة قاسية تشبه الهيكل العظمى، بدأ البناء بها في عام 1954، واتباعا للرسوم والتعليمات التي تركها جاودي للمهندسين المعماريين والنحاتين فى المستقبل، وقصد جاودي بهذه الواجهة إثارة الخوف عند الرؤية، وقد استخدم تأثير طريقة توزيع الضوء من ظلال داكنة متناقضة الزوايا لتبدو الأشكال جامدة قاسية، لمزيد من إظهار القسوة والوحشية التى عانى منها المسيح فى تضحيته.

واجهة "المجد" وهى مكرسة لمجد يسوع السماوى، بدأ تشييدها في عام 2002، وستكون أكبر وأكثر الثلاث واجهات ضخامة، لتكون هى الواجهة الرئيسية، وتتيح الوصول إلى صحن الكنيسة المركزية، حيث تمثل الطريق إلى الله فيصور عليها الموت، الحكم النهائى ، والمجد، بينما الجحيم لمن يخرج عن إرادة الله، وتتضمن عناصر مثل الخطايا السبع المميتة والفضائل السبع السماوية.

ومن روائع الرمزية المعمارية التى صممها جاودى هذا المكان، حيث للوصول إلى الرواق المجد يكون هناك درج كبير، الأمر الذى سيخلق ممرا تحت الأرض، وهو ما يمثل النار، والذى صور عليه اشكال للشياطين والأصنام والآلهة الباطلة، بدعة والانشقاقات، وغيرها أيضا من تصوير للعذاب والموت باستخدام المقابر على امتداد الأرض.

والرواق يتضمن سبعة أعمدة ضخمة مخصصة للمواهب الروحية، وفى قاعدة الأعمدة سوف يكون هناك تمثيل للخطايا السبع المميتة، وعلى القمة فضائل سبعة السماوية.

رمزية روحية تشبع كل أرجاء الكنيسة

بشكل عام صنع جاودى من كل ما فى كنيسة العائلة المقدسة رمزا يشير إلى فترة حياة السيد المسيح، فقد استخدم جاودى زخارف تشمل كلمات من القداس، كما زيّن الأبراج بكلمات مثل "Hosanna", "Excelsis", "اوصاننا فى الاعالى" وكلمة ""Sanctus "قدوس"، والأبواب الكبيرة من واجهة "الألم" نقش عليها كلمات من الكتاب المقدس بلغات مختلفة متضمنة اللغة الكتالانية، وكرست تلك الواجهة للآلام السيد المسيح، وقد زينت واجهة "المجد" بكلمات من تقليد الرسل وكرست تلك الواجهة لمجد السيد المسيح.

ونجد أن المداخل الثلاثة ترمز إلى الفضائل الثلاثة: "الإيمان والأمل والحب"، حيث يكرس كل منهم لجزء من حياة السيد المسيح، وتكرس واجهة "المهد" لولادته، وبها أيضا شجرة السرو التى ترمز إلى شجرة الحياة.

مواصلة مشوار البناء

وقد ذكر أن جاودى قال بخصوص طول مدة بنائها جملته الشهيرة "موكلى لسنا في عجلة من أمرنا"، وعند وفاة جاودى كانت نسبة البناء فى الكنيسة مكتملة ما بين 15 إلى 25%، وبعدها استمر العمل تحت إشراف Domènec Sugrañes i Gras حتى توقف بسبب الحرب الأهلية باسبانيا عام 1936م، وقد حدث أن بعض من الأجزاء الغير مكتملة فى البناء، وبعض من النماذج التى صممها جاودى قد دمرت فى الحرب من قبل الفوضويين الكاتالونيين.

ومنذ عام 1940م قام كل من Francesc Quintana, Isidre Puig Boada, Lluís Bonet i Gari and Francesc Cardoner المهندسين المعماريين باستئناف العمل، وقام بتصميم الإضاءة المدير الحالى Carles Buigas، ثم تم إدخال أجهزة الكمبيوتر فى عملية التصميم والبناء منذ عام 1980م، أما المنحوتات فقام بها كل من J. Busquets, Etsuro Sotoo والفنان المتميز Josep Subirachs الذى قام بعمل زخرفة رائعة للواجهات.

وفى عام 2000م تم الانتهاء من تنفيذ السقف المعقود للصحن الرئيسى للكنيسة، فى ذلك الوقت تم بناء الأقبية والحنية، واعتبارا من عام 2006م تم تركيز العمل على تنفيذ المعبر ودعم البناء للبرج الرئيسى ل "يسوع المسيح" وكذلك السياج الجنوبى من الصحن الرئيسى، والذى سيصبح فيما بعد واجهة "المجد".

وفي عام 2008، وبعض المهندسين المعماريين الكاتالونيين المشهورين، قد دعوا إلى وقف البناء بشكل مختلف، احتراما لتصاميم جاودي الأصلية، والتي على الرغم من أنها لم تكن شاملة ودمرت جزئيا، إلا انه قد تم بناؤها جزئيا في السنوات الأخيرة.

و في منتصف عام 2010م تمت تغطية صحن الكنيسة الرئيسى، مما يسمح لاستخدام الأجزاء التى مازالت غير مكتملة فى البناء للخدمات الدينية، وقد تم تكريس الكنيسة من قبل البابا بنديكت السادس عشر في 7 نوفمبر 2010م، في حضور 6500 شخص، بما في ذلك الملك خوان كارلوس الأول والملكة صوفيا لاسبانيا، وتبع ذلك مزيد من 50،000 شخص فى قداس التكريس من خارج كاتدرائية.

وأخيرا فإن بازيليك العائلة المقدسة هو من أهم وأجمل المبانى فى العالم، وقد وصفها الناقد الفنى Rainer Zerbst " ربما يكون من المستحيل إيجاد بناء كنسى مثل هذا فى التاريخ الفنى كله"، وقد دعاها Paul Goldberger بأنها "التفسير الأكثر روعة للعمارة القوطية منذ العصور الوسطى".

#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات