أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - سامي لبيب تحت المطرقة














المزيد.....


سامي لبيب تحت المطرقة


نعيم إيليا

الحوار المتمدن-العدد: 3573 - 2011 / 12 / 11 - 17:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


((أين التناقض حين أقر بالقانون المادى الطبيعى وأقرّ في الوقت نفسه بوجود العشوائية؟)).
بهذا الاستفهام ينفي الأستاذ سامي لبيب أن يكون ثمة تناقض بين إقراره بوجود قانون ثابت ينظم حركة الطبيعة، وبين إقراره بوجود ما يضادّ النظام مما يدعى (عشوائية) أي فوضى واختلالَ نظامٍ ومصادفات.
فهل لهذا الإقرار، وقد جمع بين النقيضين: النظام والفوضى، أن يكون منطقياً يطمئن إليه العقل أو يرتضيه العلم؟
قبل البحث عن الإجابة على هذا السؤال، ينبغي أن أذكر أنّ فكرة النظام، وفكرة العشوائية أيهما تسود الكون مطلقاً، تمثلهما نظريتان علميتان من نظريات علم الفلك الرياضي الحديث (الكوزمولوجيا)، هما: النظرية النسبية، والنظرية (الكوانتية) ففي الأولى تتمثل فكرة الانتظام، وفي الثانية تتمثل فكرة الفوضى؛ فلعلني بهذا الذكر أن أوفق إلى شرح المعنى البعيد لخبط (اللبيب) في النظام والفوضى، وأوفق إلى تعليل قبوله بالاثنين معاً: فإن سامي لبيب مصاب بالماركسية، ولما كانت الماركسية تدَّعي لنفسها صفة العلمية، ولما كانت النظريتان، اللتان أشرت إليهما، علميتين، وجب أن يذعن الماركسي لكليهما. وليس عليه من جناح بعد ذلك إن هو لم يتوقَّ محاذير التناقض والتعارض والاختلاف بين النظريتين.
وقد أحبُّ أن أدع (اللبيب) يجيب عن سؤاله: ((أين التناقض بين الإقرار بالنظام والإقرار بالفوضى معاً)) بنفسه فيكشف عن تناقضه العجيب بلفظ جليّ؛ فأبلغ من ذلك غاية معلومة هي أنَّ اعتراف المرء بلسانه على نفسه بالخروج عن جادة المنطق، أوقع وأصدق من إثبات الادعاء عليه من طرف آخر.
ولكنْ، هل يعترف اللبيب قبل هذا بخروجه عن جادة المنطق طوعاً بملء اختياره وإرادته؟
لا، ليس يسيراً على الماركسي أن يعترف بالحق على نفسه طواعية واختياراً، وإنما الحقّ ينتزع منه انتزاعاً من تضاعيف أقواله وزلاّت لسانه.
وقد كان لي حظّ انتزاع اعتراف من الأستاذ سامي لبيب بهذا الخروج في هامش من الهوامش التي شهدت نزاعاً بيني وبينه، لم تسل فيه - لحسن الحظ !- منا دماءٌ زكية. قال اللبيب يومذاك:
(( إنّ الصدفة نتاج ماديّ حتمي، لم ولن يوجد ماديّ مهما بدا نادراً وشاذ الحدوث إلا وهو يخضع لقانونه المادي. كما أن حركة المادة هى المادة فى حد ذاتها وليست شيئاً طارئاً عليها... يستحيل تواجد مادة بدون صراع الأضداد فى داخلها، فهى متلازمة بالمادة بلا إنفصام.
الانفجار العظيم لابد أن يحدث لتوافر الظروف الموضوعية لحدوثه كونه انفجر لا يعني أنّه ليس هناك ترتيب لشظاياه. إن كل شظية منه تحركت وتشكلت وفق محصلة القوى التى تعتريها. وهذا يأتى فى الرد على مقولة النظام والترتيب الصارم التى يدعيها المتدينون)).
فجعل كلّ شيء في الوجود، بل الوجود برمته خاضعاً لنظام قسري، وضابط قهري لا يحيد عن أهدافه وغاياته ومساراته، حتى إنّ المصادفة؛ التي هي رمز من رموز الاعتباط والعشوائية، ليست عنده حرّة منفلتة من عُقُل النظام السرمدي.
فكيف يصحَّ القول بعد هذا بوجود فوضى وعشوائية في الكون؟!
وكيف يصح بعد هذا أن يجمع بين الفوضى والنظام؟
وكيف يكون في هذا اختلافٌ وحيدة عن اعتقاد المتدينين؟
إنّ هذا لأمر عجيب لا يكاد يقوم في الوهم أو الخيال! اللهم إلا إذا كان مدلول النظام والعشوائية شيئاً واحداً عند اللبيب بخلاف منطق اللغة!
وما أردت أن أطرق اللبيب بمطرقتي حقيقةً، وإنما أردت الطرق مجازاً ومداعبة. فما اللبيب إلا اسمٌ على مسمى، ينأى عن الطرق.
وما هو إلا فكر جميل هادٍ يشع في الدُّجوِّ.
وما كنتُ - أنا الفقير إلى العلم والشجاعة ورحمة النظام السرمدي – أجرؤ يوماً أن أطرق أرؤس البراغيث بمطرقة، ولا أن أجزَّ أعناق القمل بمنجل.



#نعيم_إيليا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنهج القسري في أطروحة فؤاد النمري (الرسالات السماوية)
- الإباحية في أدب النساء العربيات
- الحوار المتمدن يسهم في التحريض على المسيحيين في بلاد الشام
- ما جاء على وزن الذهان من مقالة السيد حسقيل قوجمان
- حملة الأريب على سامي بن لبيب
- رسالة الطعن في النساء
- الحقيقة بين التلجلج واللجاجة
- الأستاذ حسين علوان متلجلجاً داخل شرك المنطق
- شامل عبد العزيز بين أحضان المسيحية
- سامي لبيب والرصافي خلف قضبان الوعي
- ضد عبد القادر أنيس وفاتن واصل
- إلى الأستاذ جواد البشيتي. ردٌّ على ردّ
- بؤس الفلسفة الماركسية (6)
- بؤس الفلسفة الماركسية (5)
- بؤس الفلسفة الماركسية (4)
- بؤس الفلسفة الماركسية (3)
- بؤس الفلسفة الماركسية (2)
- بؤس الفلسفة الماركسية
- نقد نقد النظرية الماركسية
- إلهٌ جديد


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم إيليا - سامي لبيب تحت المطرقة