أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد - الحوار الحادي عشر.. الصمت الزوجي !!..














المزيد.....

الحوار الحادي عشر.. الصمت الزوجي !!..


أشرف محمد مجاهد

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 21:28
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


كثيراً ما يكون الصمت والتجاهل وعدم الوضوح مقدمات للانفجار أو انهيار الأسرة، وفي أغلب الأحيان يعقبه الفراق والانفصال، ومعظم بيوتنا تعاني من هذا الخطر الكامن، خطر الصمت الزوجي المتبادل، وتجاهل الحوار والنقاش اليومي المتزن، ومعالجة الأخطاء والهفوات أولا بأول بالحديث الهادئ والحوار المثمر البناء، خطر كتمان المشاعر الغاضبة والإحساس بالغبن والضيق واليأس من الطرف الآخر.

هذا الصمت يبدأ حين يشعر كلا الطرفين أن الحوار والنقاش أصبحا بلا جدوى، وأن المشاكل اليومية المتكررة أصبحت مشاكل مزمنة ومتغلغلة داخل النفوس، ويصعب الخوض في تفاصيلها وإيجاد الحلول المناسبة لها، فيصبح الصمت والهروب من الواقع المعيشي بالانشغال بأشياء أخري أحد الحلول المؤقتة لاستمرار الحياة الزوجية ببرودها، والتي سرعان ما تلبث أن تكون مقدمة لمشاكل أعمق وخلاف أشد ونزاع لا حدود له، فالصمت حينها يصبح كالفتيل الذي يشعل الخلاف وينهي العلاقة ويقضي عليها للأبد.

وعلماء النفس والاجتماع يرون أن الزواج عموماً يمر بمراحل متعددة تختلف في خصائصها وطبيعتها، ويستلزم لطرفي العلاقة التعامل مع كل مرحلة من تلك المراحل بدقة وحذر حتى ينجحا في العبور بسفينة الأسرة إلى بر الأمان.

ففي البداية تكون مرحلة الاستكشاف، وفيها يكشف كل طرف الآخر بشكل واضح، حيث يحمل كل من الزوجين طبائع وعادات ومكتسبات ومفاهيم مختلفة تماماً عن الآخر، فمهما كان الإنسان واضحاً أثناء فترة الخطبة إلا أن المعايشة المشتركة تكشف الدواخل الحقيقية لكل منهما مع ما يواجهانه من صعوبات مادية واجتماعية في بداية زواجهما.

والمرحلة التالية تمثل في إعادة التكييف مع الواقع الجديد والتواصل الصريح العلني لمواجهة ظروف الحياة والتزام كلا الطرفين تجاه حياته الأسرية، ومعرفة كل منهما لما له وما عليه من واجبات ومسئوليات.

أما المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعود وتركيز كلا الطرفين على رعاية الأبناء، فالزوجة تنغمس فيما بين عملها ومتطلبات بيتها اليومية، والزوج ينشغل بحثاً عن عمل إضافي لزيادة دخله للإيفاء بمتطلبات أسرته المالية، وهذه المرحلة غالباً ما يشتعل فيها الشجار والخلاف وتتحول العلاقة فيها من الحب والألفة إلى الزهد والملل.

والمرحلة الرابعة وهي مرحلة أزمة منتصف العمر والحكم علي العلاقة الزوجية ومدي إسهام كلا الطرفين سلباً وإيجاباً، فيتضح الصراع وتشتبك العلاقة، ويتمسك كل منهما بوجهه نظره المختلفة عن الآخر، وتسيطر فكرة جدوى الاستمرار أو عدم الاستمرار في الزواج ومدي الفائدة المرجوة منه، وفيها يشعر الطرفين بالفراغ والوحدة ويتم التساؤل عن معني الحياة وقيمتها ؟!.. وماذا فعلت وماذا سيأتي ؟!..

وتأتي المرحلة الأخيرة وهي الصحبة، وحصاد العمر وتحدى الوحدة القاتلة التي تلوح لهما في هذا العمر، وفيها تتمتع الأسرة بقدر من الاستقرار العائلي والاستمتاع بالحياة بشكل أفضل، وفيها تكون العلاقة حميمة جداً لأنها عادة ما تكون أكثر روحانية وعاطفية من المراحل السابقة.

فالصمت الزوجي عادة ما يدب خلال مراحل الزواج الثالثة والرابعة، وهي مرحلة التعود وأزمة منتصف العمر، والتي إلا لم يتم التنبيه لها ومعالجتها المعالجة الصحيحة، يحدث الفراق والانفصال، وتتم الزيجة الثانية بكل آثارها السلبية، وتتعقد الأمور لكلا الطرفين وكذلك الأبناء، ولا تصل الأسرة للمرحلة الأخيرة.

حالة الصمت الزوجي مردها إلى حيثيات معينة ككثرة مشاغل الزوج واحتياجه للراحة والدفء العائلي أو لعدم وجود تفاهم بالقدر الكافي بين الزوجين أو لاختلاف المستويات الثقافية والاجتماعية أو لزيادة تطلعات وطموح أحدهما، وقد تكون لأسباب نفسية وعاطفية... والحل الذي يجب أن يدركه كلا الزوجين بحكمة وبحسن تصرف لتجنب الانزلاق لهذا الصمت القاتل هو المصارحة الدائمة والوضوح التام والحوار البناء حتى تستقر الحياة الزوجية، ومن ثم تعاود السير في طريقها الصحيح، طريق الصحبة ومودة آخر العمر...

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]



#أشرف_محمد_مجاهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - أشرف محمد مجاهد - الحوار الحادي عشر.. الصمت الزوجي !!..