أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - حكايات من قريتنا ..أيام الخير














المزيد.....

حكايات من قريتنا ..أيام الخير


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3572 - 2011 / 12 / 10 - 09:16
المحور: كتابات ساخرة
    


لأريافنا أيام زمان عادات وتقاليد حلوة لا تمحى من الذاكرة..ومن تلك العادات والتقاليد التي لا يمكن نسيانها والتي عمرت ولا زالت صورها مطبوعة في الذاكرة وخيالها ماثلاً في الخاطر..
كانت أغلب قرانا الجنوبية الغافية على ضفاف دجلة والفرات وتفرعاتهما تتسابق لاستئجار خطباء لها في المواسم الدينية لتأسيس مجالسها الخاصة بها لإلقاء المحاضرات والخطب والمواعظ في المجالس الحسينية وفي العادة إن الخطيب او القارئ يستقر في واحدٍ من مضائف أصحاب المجالس أو يتنقل بينها كضيف عزيز له هيبته ووقاره ومكانته الخاصة ...وفي المقدمة منها وبالتأكيد طعامه الخاص أيضا ًوالآن فقط عرفنا لماذا يستأثر الخطيب أيام زمان بمؤخرة (الفرخة) ؟!! السهم الذي نطلق عليه (الجّعبة) من الدجاجة المعروف باكتنازه للحم والشحم وطراوة الجلدة ...أيام عزّ الدجاج وشيوع المثل القائل (ناس تاكل دجاج وناس تتلقى العجاج) ...وهذا طبعا ًليس بدون مقابل؟! فالمؤسسون في المقابل وهذا تقليد خاص لهم حصة الأسد في دعائه.. دعاء الخطيب في آخر الخطبة فالمعروف إن الخطيب ينهي محاضرته بالدعاء للحاضرين لكنه يخص المؤسسين بدعاء خاص بهم يقول فيه ...لاسيما المؤسسون لهذا المجلس, اللهم اشفِ مرضاهم..اغنِ فقراءهم.. قرّب بعيدهم ولا تبعد قريبهم وأدخلهم الجنة وارزقهم من ثمراتها....إلى آخر الدعاء الذي يهدهد العواطف ويستدر المقل ويجعل عيون آبائنا وأجدادنا تتسربل بالدموع فنضطر نحن الصغار لتقليدهم ..نكّور أجسامنا كي نضع رؤوسنا فوق ركبنا..نحيطها بأذرعنا ونروح نتباكى مثلهم ..أهـ..أهـ...ونكون حذرين جداً من الالتفات الى حركات (حنون المحمد) الذي يستطيع تشكيل سحنته وقسمات وجهه بالطريقة التي تسهل للشيطان والعياذ بالله (للبصاق في افواهنا) ليتحول بكاؤنا الى ضحك وهذا سببٍ كافٍ لطردنا من المجلس فنتقافز وراء المضيف لنكمل كركراتنا، ثم نتسلل بعد ذلك واحداً واحدا لنجلس متفرقين حتى لا نجلب انتباه الكبار.وللخطيب في ذاك الزمان سطوة خاصة على نفوس ومشاعر ناس القرية فهو القدوة الحسنة لهم والطبيب الخاص لبعض امراضهم يعالج الرمد والحمى برُقية يقرأها ويمسح بشيء من ريقه على العين الرمداء أو الجسم المحموم. ولا أحد يجادل الخطيب فيما يخص عمله.فرُقية خطيبنا لا تقع على الأرض فإن لم تنفع اليوم فهي ولا شك ستكون نافعة في الأًيام القليلة القادمة وإلا ستسجل في (دفتر) حسناتك ؟!وهذا ما كنا نلمسه لمس اليد أو نتخيله في عقولنا...ونفتخر به أمام القرى المجاورة باعتبار خطيب قريتنا مباركا ما إن تقع يده على شيء حتى تظهر آثار بركاته... وهذا فقط فيما يخص أمراضنا العضوية لكنه والحق يقال لا يتطرق لا من بعيد...ولا قريب (لاقتصاديات القرية) كالبيع على (الأخضر) او الاستدانة بطريقة "العشرة خمسطعش"!!؟
فهذه كما يقال ...امور تعارف عليها الأخيار من الموسرين وأغلبهم....بالطبع من الـ"مؤسسين"! للتعاون مع أخوانهم الفقراء لتمشية امور دنياهم...الفانية وبالتأكيد فإن بين البائع والشاري ...يفتح الله !!
أما أمراض قريتنا الاجتماعية فقد يعالج بعضها باللين وبالموعظة الحسنة والكلام الطيب وأحيانا ًبالطرفة والملح المستحبة ويعالج البعض الأخر منها بالحزم والشدة، يعنّف أصحاب الغيبة (المغتابون) يغلظ لهم الكلام ويزجرهم بما يستحقونه في الدنيا ويذكرهم بعقاب الاخرة وهو الأهم فيقول إن للمغتابين ملكاً خاصاً موكلاً بحسابهم يوم القيامة " بشع المنظر كريه الرائحة "رأسه في السماء ورجلاه في تخوم الأرض وبيده عمود من نار !! , فينزعج المغتابون وينظروا في وجوه بعضهم البعض غير مصدقين وقد ينبري احدهم بصوت مسموع قائلا خطيبنا: ايوسي عطبتها الحاف وين اكو هيج ملج رأسه في السماء ورجليه في تخوم الأرض؟!! فيضحك الحاضرون ويبتسم الخطيب وبكياسة الفلاسفة وحكمة الحكماء يعالج بعض المواقف.. يسمع لهذا وينصح ذاك ودونما تشنج وبدون (بغدده) او تعالي على خلق الله ..هكذا كان خطباؤنا وأساتذتنا وعلماؤنا أيام زمان أيام مضت وصار بعضنا يسميها....... أيام الخير...



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضرورة وسبيط النيّلي ..مع التحية!!؟
- أيام..زمان!!؟
- كريم جاب وجاجيك..ودوه حنون رجاءً!!؟
- وشوشه ومشاور..وكلمة رأس!؟
- من طقطق للسلام عليكم ..طرشي في طرشي!!
- رجعوا التلامذه للجد تاني..سلام يا خديجة!!؟
- ذكريات في حياتي..الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته
- اقسم لكم..وانا على طهارة!!
- خرافة اخرى ..من خرافات الشعوب!؟
- رَحم الله ..من قَراءَ الفاتحة!!
- وماذا بعد..البيك والباشا!!
- كتبنا..لكم !!؟؟
- ثقافة..التخه رمل ثقافة ..الماكو شيء ؟؟!!
- نكهة المكان في قصص ..عبد الرزاق الخطيب
- ربع فيلسوف ..نصف فنان قرمز تحت ..المجهر
- دين...الدولة!!؟
- عَصافير !!؟
- نَذَرّنا..للكويّت!!
- كيبلات..وتواثي وعصي!!
- شق...وسطيح..عصفور كفل زرزور !!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الحسين طاهر - حكايات من قريتنا ..أيام الخير