|
الحسين و ما أدراك ما عاشوراء
تولام سيرف
الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 19:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحسين و ما أدراك ما عاشوراء ------------------------------
نحن الان في ايام عاشوراء حيث تكثر مراسيم المسلمين و بالتحديد الشيعة في احياء ذكرى ممات احد العناصر المهمة عند الاسلام الا وهو الامام الحسين
في العراق مثلا هناك يوجد في كل منطقة مايشبه بنادي يدعى موكب مثلا موكب الموسوية تقوم هذه المواكب بتقديم نشاطات دينية كارنفالية علنا في الشوارع مع الموسيقى الخاصة لهذه المراسيم لمدة عشرة ايام حيث تخرج المواكب بما يسمى التشابيه يسير في مقدمة التشابيه اطفال و صبيان و شباب يحملون اعلام بمختلف الالوان و اهمها اللون الاخضر الذي يحمله عادة شخص له صفة السيد وهي صفة تكريمية يحملها كل من هو من سلالة محمد كنت من حاملي العلم الاخضر في سن الحادي عشر
خلال ال 9 ايام و في كل يوم لايستطيع المرء الهروب من اصوات نوع من الشعر الخاص لهذه الذكرى يسمى القراية فاينما تسير تسمع من اجهزة التسجيل باعلى صوتها مختلف انواع القراية و بشكل نشاز لانها تتداخل مع بعضها
- من الناحية الاخلاقية و الراحة و حرية الانسان بما يسمعه هذا الاسلوب ممنوع قانونيا في الغرب الكافر وحتى من الامم المتحدة بما يخص حقوق الانسان -
في هذه الايام التسعة هناك عادات لا انسانية بل وحشية تشوه فيها جسد الانسان و تترك خللاً نفسياً عنده و هي عادات اللطم و البكاء المستمر يوميا و لمدة ساعات ربما يقول البعض ان البكاء مفيد, هذا صحيح اذا كان قليلا و ليس بهذه الشدة اضافة الى البكاء هناك عادة اخرى وحشية و هي ضرب السلاسل على الظهر و الصدر و الرأس عند بعضهم هذه العادات طبعا يشترك فيها الاطفال ايضا عن طريق التربية الدينية التي يحصلون عليها
و احيانا لا يكتفي هذا المؤمن اللا انساني بالسلاسل فيذهب و يعلق فيها قطع حديدية صغيرة حادة تشبه السكاكين و يضرب بها على ظهره فتصوروا الدماء التي تسيل من جسده و تصوروا تأثير هذه المناظر على الاطفال. هذه هي التربية العالية التي يحصل عليها الطفل في مجتمعنا و هذا طبعا من احد العوامل التي تجعل المؤمن متحجر العقل في الكبر ويصعب جدا اقناعه عن وجود حياة تختلف تماما عما سرده المجتمع له في فجر اليوم العاشر حيث تصل الوحشية قمتها ترتدي الجموع الثياب البيضاء و المتطوعون يزيلون الشعر تماما من الرأس اما كله او من منطقة صغيرة فيه في موعد متفق عليه توزع حلويات تدعى الحلقوم يقال بواسطتها يتدفق الدم بسرعة وتوزع السيوف لمن ليس لديه سيف و تبدأ عملية تشويه الرأس التي تسمى التطبير فلا تسمع سوى كلمة حيدر حيدر حيدر نسبة الى حيدر الكرار و هي تسمية تطلق على علي ابن ابي طالب فترى الدماء تسير من الرؤوس ببشاعة لا انسانية لا يمكن لاي انسان طبيعي النظر اليها دقيقة واحدة دون ان يملأ الخوف قلبه و يفقد السيطرة على سيقانه و يصيبها الارتجاف حسب ذاكرتي اصغر طفل تم تطبيره كان عمره سنة و نصف مايزال كابوس تلك الصور تلاحقني بالرغم من مرور عشرات السنين عليها احداها صورة رجل يحمل طفلا لا يتجاوز السنة و النصف دماؤهما منتشرة من الرأس عبر الوجه و الرقبة الى ملابسهما البيضاء هذه نبذة مختصرة عن تلك المراسيم ولكن دعونا ننظر بشكل موضوعي و تاريخي على ماذا يلطم هؤلاء و يطبرون
الخلافة الاموية نسبة الى بني امية هي احد فروع الاسلام تأسست عن طريق معاوية بن ابي سفيان 661 او 662 م
بعد مقتل علي بن ابي طالب بسيف عبد الرحمن بن ملجم استلم ابنه الحسن الخلافة استمرت خلافته ستة اشهر اضطر بعدها الى تسليم الخلافه لمعاوية نتيجة الضغوطات السياسيه بسبب اتساع نفوذه في الشام
تولى معاوية الخلافة عن طريق المسلمين انفسهم و بعد تنازل الحسين نفسه عن الخلافة
توفي معاوية بن ابي سفيان 60 هجرية توفي الحسن عام 50 هجرية بالسم عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث ويقال كان معاوية بن أبي سفيان وراء الحادث
قام معاوية بأيراث الخلافة الى ابنه يزيد و حاول الاخير اعطاء صفة شرعية لخلافته فطلب برسالة الى المدينة قبول خلافته او مبايعته كما كانت تسميتها ذلك الحين
رفض الحسين و عارض ذلك و غادر المدينة سراً الى مكة حسب الشيعة حصل هذا الرفض على ارض خصبة بين سكان الكوفة فبعثوا برسائل الى الحسين معلنين فيها تأييدهم له فأرسل الحسين ابن عمه مسلم ابن عقيل ولكنه قتل هناك بالرغم و حسب الشيعة ايضا من ان الترحيب كان عاليا و يقال بأن 18 الف مقاتل من جيش يزيد تركو جيشه و اصبحوا من اتباع الحسين
ارسل مسلم بن عقيل رسائل الى الحسين موضحا فيها تضامن و تأييد اهل الكوفة للحسين و رفضهم ليزيد
حين سمع يزيد بذلك استبدل والي الكوفة لعدم اتخاذ قرارات حاسمة ضد اهل الكوفة و قام يزيد بتهديد اهل الكوفة و امر بقتل مسلم بن عقيل فقتلوه يقال صلب ويقال سحب في الاسواق و يقال قطع رأسه ويقال رمي من جامع الكوفة
السؤال هنا كيف يُقتل مسلم بن عقيل بهذه السرعة و سكان الكوفة و ال 18 الف مقاتل من جيش يزيد متضامنين معه؟؟؟؟ ولد الحسين 4 هجرية, و للتذكير مات محمد 11 هجرية, مات ابوه علي 40 هجرية 661 م
وصل خبر مقتل مسلم بن عقيل الى الحسين في مكة و نتيجة الضغوطات من اهل مسلم و غيرهم في طلب اخذ الثار قرر الحسين الذهاب الى الكوفة
حسب الشيعة واجه الحسين بجيش عدده لايتجاوز ال 75 مقاتل بينما جيش يزيد كان 30 الف مقاتل وقتل الحسين على يد شمر بن ذي الجوشن مع العلم شمر هذا كان ايضا من قبيلة كلاب شارك مع علي بن ابي طالب جنبا الى جنب في معركة صفين التي دارت بين علي و معاوية عام 37 هجرية
قتل في المعركة اولاد الحسين علي الاكبر و علي الاصغر و عمهم العباس علي الاصغر عمره 6 اشهر الاسئلة هنا كثيرة في هذه القصة وبصراحة اشك بصحتها كيف يأخذ الحسين طفله الى الحرب و عمره 6 اشهر؟؟؟؟ اذا كان الحسين قريب من محمد و بذلك قريب من الله كيف يتركه يموت هذه الموته المهينة؟؟ اين طيور الابابيل؟؟؟؟؟ كيف يدع رب الاسلام قتل اطفال المسلمين على يد مسلمين اخرين بهذه الوحشية؟؟؟؟؟؟
عام 40 هجرية استلم الحسن الخلافة لمدة 6 اشهر توفي عام 50 هجرية بالسم واقعة الطف حدثت عام 61 هجرية
لماذا انتظر الحسين طيلة هذه الفترة؟؟؟ لماذا لم يدعم اخاه الحسن بعد وفاة ابيه مباشرة او على الاقل لماذا لم يذهب الى الكوفة بعد وفاة الحسن مباشرة؟؟؟
تاريخيا يجب الاعتراف بأن الامويين ساهموا بشكل فعال في نشر الاسلام و توسيعه
بعد هذه الرؤيا البسيطة نستنتج من الوقائع أمورا كثيرة
اولا موت الحسين لا يختلف عن موت اي انسان في زمن يسوده العنف كأسلوب لنشر اي فكرة او نفوذ
ثانيا لم يكن قرار الحسين في الذهاب الى الكوفة من اجل سواد عيون اهلها واهل وكربلاء انما كان قراراً عسكرياً خاطئاً لاغير اي ان القرار كان بسبب ضغوطات لا علاقه لها لا بقوة الايمان ولا بحب اهل العراق في الكوفه وكربلاء والنجف بل على العكس حيث ان الحسين لم يكن يعلم عن اهلها الكثير ولا يكنّ اي اعتزاز لهم بسبب مقتل ابيه علي ابن ابي طالب فيها حتى انه لم يذهب الى هناك من اجل الاسلام فالعدو كان مسلما ايضا
ثالثا المسألة بأكملها كانت اختلاف سياسي عسكري نفوذي
رابعا تأصل مسألة الثأر عند العرب يسبب لهم العمى حتى عن مبادئهم و دينهم
خامسا وهي اهم نقطة كل هذا اللطم و ضرب السلاسل و التطبير كان في نهاية هذا التحليل او غيره لاجل تصرف غبي سببته قضية الثأر وفرض النفوذ و ليس اكثر
مسألة اخيرة اود ذكرها في هذه ايام عاشوراء العشرة يشترك عدد هائل من الشيعة في مراسيم الحزن و صرف اموال كثيرة و دماء كثيرة
- لو سخر الشيعة هذا الوقت لقراءة امور علمية او اقتصادية او فلسفية او او او
- لو تبرعت الشيعة بهذه الاموال الى اطفال جائعة في الصومال
- لو تبرع المطبرون بتلك الدماء الى اي مستشفى ماذا تعتقدون ستكون مكانة الشيعة بين بقية الاتجاهات؟؟ واذا كان هناك خالق و نتحدث بلغتهم كم من ثواب سيكون لهم؟؟؟؟
و لكن همجيتهم و تخلفهم يجعلهم لا يفهمون معنى عمل الخير
المصادر سنن ابن ماجة, دراسة ادبية الامام الحسين سليمان كتابي
تحياتي و مودتي
تولام
#تولام_سيرف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول القمر و ضيق الأفق و قلة المعرفة عند محمد
-
الشمس
-
لماذا انا ملحد
-
الام المستعارة
-
الاسراء وما أدراك ما المعراج
-
كيف سيكون الانسان المتطور لو...... ؟
-
من قصصي 3
-
نوع الهوبيت
-
حواء وآدم
-
نقد كتاب القرضاوي الحلال و الحرام في الاسلام 7
-
نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو
...
-
نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو
...
-
نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو
...
-
حول مكانة المرأة في الاسلام
-
نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو
...
-
نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو
...
-
نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو
...
-
من قصصي 2
-
الحالة الثالثة
-
نحن خليط من الانسان الحديث والنياندرتال
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|