أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللامعنى














المزيد.....

طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللامعنى


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


إعداد:عبدالله عنتار-مسلك علم الإجتماع-مسار الأنثربولوجيا

صلاة عيد الأضحى هي الصلاة الجماعية التي تقام جماعة في المصلى،ولن أذهب إلى ما ذهب إليه عبد الله حمودي في كتابه "الضحية وأقنعتها " إلى كون "الجماعة " تجتمع في أحد ملحقات المسجد،حسب ما لاحظت أن "الجماعة " في دوار بني كرزاز (الذي لاحظت فيه ملاحظاتي) هذه السنة تجتمع،ولكن في الظروف الطارئة،كمرض شخص معين،أو تأسيس مسجد،أو بث في منازعات،غير أن الإجتماع لا يكون بالضرورة في العيد،وخاصة عيد الأضحى الذي يتسم بأداء الصلاة في وقت مبكر وبسرعة كبيرة،وما لاحظته أن "الجماعة" لم تجتمع،بمجرد ماانتهت الصلاة غادر كل واحد المصلى دون الذهاب إلى أحد الملحقات،حسب ما لاحظت أن "الجماعة" تجتمع في السوق أو في العرس،ففي هذا الأخير تنشط حركتها وعملها بشكل كبير،وكم من مرة لاحظت بثها في الكثير من المنازعات بين الأفراد،بالنسبة للفطور لا يتم تناوله معا،من قبل كنت ألاحظ إتيان"الزريعي" "بصينية" للجماعة "في نهاية الصلاة،(الشخص الذي إستوطن بنايات المعمرين "الكانتينة"،والذي تكلمت عنه كثيرا في بداية هذه المحاولة البحثية) أو غيره من الذين يسكنون بجوار المسجد،لكن هذا لم يحدث بالنسبة لصلاة العيد هذه السنة،"فالزريعي" كنت ألاحظه عند مجيئه في الأيام الأولى يقدم هذه النذور "للجماعة" أو يستضيفها في منزله وخاصة أثناء صلاة الجمعة،والعيدين،وغالبا ما تأتي الجماعة والمصلون وهم تناولوا الفطور،هذا ما أكده لي أحد الأشخاص،والكثير ممن أكد لي أنه ترك جدته أو أمه،أو أخته في المنزل حتى عودة المصلين والمصليات.

ورغم بقاء بعض النسوة للإهتمام بأمور المنزل،فعدد النسوة لافت،قد يساوي عدد الأفراد الذكور،وتتجمع النسوة في المصلى خلف الذكور،فالإمام ذكر،وهو الذي يسير الصلاة،ويعد الخطبة،ثم بعد ذلك يعدن إلى المنزل،لكن الفرق بين النسوة اللواتي يحضرن إلى المسجد،واللواتي يمكثن في المنزل،فهؤلاء الأخيرات يقمن بأعمال منزلية،ولا يحصلن من خلالها إلا على أثمنة بسيطة في السوق الرمزية الذكورية،بينما النسوة اللواتي يذهبن إلى المسجد يحصلن على أثمنة رمزية مهمة في السوق الدينية،وهذه السوق يسيطر عليها الذكر،غير أن الشيء الذي يلتقي من خلاله النوع الأول من النساء،والنوع الثاني هو الدونية في الفعل والرمز الباتريركين مادام يعطي للذكر المكانة الرفيعة داخل المجتمع المحلي،ويعطي للأنثى المكانة الدنيئة.

وإذا تكلمنا عن الرجال،فنجد أنهم يأخذون الأمكنة المهمة والقريبة من الإمام،لكن البالغين هم من لديهم الإمكانية ليصبح واحدا منهم إماما،فالأطفال رغم أنهم يصلون فهم لا يحصلون على هذه المرتبة(وكذلك النساء)،كما أن "الجماعة"رغم أنها جماعة شفهية وغير كتابية فهي التي تتحكم بالمجال الديني المحلي،وهي التي لديها الحق في تعيين الإمام وإزالته وفق الوقت الذي تشاء فيه،وهي مساهمة في السوق الرمزية،وهذه السوق باتريركية التوجه أكثر منها دينية،وحسب ما لاحظت أثناء زيارتي لأحد لأقاربي الذي يقطن بالقرب من المسجد،أنه لم يذهب إليه،ولكن كان من الضروري على زوجته العائدة من المسجد أن تقوم بغسل أواني الفطور،رغم أنه ظل جالسا أثناء ذهابها إلى المسجد،من هنا،يمكن أن نستخلص أن المرأة الكرزازية رغم التغيرات التي حدثت في وضعيتها،فإنها تجد ذاتها مصممة(بتواطئ منها نتيجة التهيؤات التي لديها،والتي للرجل،الداعية إلى كل واحد منهما شغل موقعه ضمن التقسيم الذكوري)وفق تنظيم باتريريكي معد سلفا،لكن رغم هذا فالبنية الإجتماعية المحلية رمزيا وماديا حسب ملاحظاتي لم تعد بالشكل الذي كانت عليه على مستوى توزيع الأدوار والوظائف.

.................................................................................................................................................

*هذه المقالة تعتبر بمثابة مقتطف قصير من محاولة بحثية أجريناها حول طقس صلاة العيد بمسجد"موالين الواد" بدوار بني كرزاز ضمن مجزوءة "تحقيقات إثنوعرافية"،ومضامين هذه المحاولة قارناها بمحاولة أخرى لنفس الطقس قام بها تطوعا الزميل المهدي واوا الطالب في السنة الأولى-علم الإجتماع بدوار القواسم،والذي نشكره بهذه المناسبة جزيل الشكر.



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات كرزازية
- البرتوش(عمل وصفي)
- ذاكرتي والطفولة - طفولتي والذاكرة
- جولات نقدية...من الشارع السليماني!
- يوميات طفل قروي كرزازي (1)
- إكتشاف الحب-جبران خليل جبران-تعريب:عبد الله عنتار ‏‏
- دعوة للنضال من أجل الحرية والإنسانية
- أبو العلاء المعري-إحترام الحياة-تعريب :عبد الله عنتار
- النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق ...
- مامعنى الإنفعال؟- فريدريك نيتشه- تعريب:عبد الله عنتار
- عظمة الإنسان - بليز باسكال-تعريب:عبد الله عنتار
- النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق ...
- دوارنا بين الماضي والحاضر٬ رصد لموارده الطبيعية والبشر ...
- أرضي-حياتي
- دراسة وصفية:الفضاء العام (الحديقة العمومية-نموذجا)-حديقة الح ...
- عنفوان تحت الرماد
- متى تنهض المرأة الكرزازية؟*
- آيروستي
- الإسلام و قيود التاريخ(1)
- سقطت الكفاءة وانتصرت الإنتهازية والتملقية


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - طقس صلاة العيد الأضحى وجدلية الحضور والغياب بين المعنى واللامعنى