جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 23:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لايخفي على احد ان الشرقي مهما كانت جنسيته و اصله و فصله يمجد ماضي شعبه و يفتخر احيانا لحد المبالغة و لكن الفيلسوف الدانماركي Søren Aabye Kierkegaard يقول في روايته الفلسفية (اما - او) ان الذي يمجد الماضي يضيع حاضره تماما مثل الذي يعيش فقط لاجل تلافي اخطاء الماضي.
الماضي يقتل الحاضر عند الذي لا ينسى. النسيان بركة للتخلص من دكتاتورية الماضي. تمجيد الماضي لدليل ايضا على ان الانسان غير راض عن حاضره و هذا هو السبب الذي يجبره على تمجيد تاريخ اباءه و اجداده. كثير من الاغاني و الافلام العربية تحمل عنوان (امجاد يا عرب امجاد) و لكنني لا اقصد العربية حصرا لان العقلية الشرقية بصورة عامة تحاول تسجيل نفسها في الذاكرة - في الماضي - و هذا هو سبب الشقاء و التعاسة اصلا.
يمكن اعتبار الانسان بصورة عامة حسيا جسديا لا يستطيع ترك الحاضر. فهو يتمتع بحاساته الخمسة ما يعيشه في الحاضر لا يهمه ما كان او سيكون لانه خلق للحاضر فقط. الانسان سجين جسده و حاساته يتغلب على العامل الزمني كليا ليعيش لحظة الحاضر. و لكن التخلص من الزمن و الذاكرة يعني ايضا اسقاط جميع جميع حدود الاداب و الاخلاق و الفكر ليتفرغ كليا للحظة الحاضر و يذوب في لذاتها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟