أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - أمة محمد لا تقرأ














المزيد.....

أمة محمد لا تقرأ


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 8 - 08:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في إحدى المواقع القانونية كتب أحد أساتذة القانون ما يلي كمقدمة إشــهارية لموقعــه " أمة محمد تقرأ ,وإذا قرأت فهمت , و إذا فهمت عمـلت و إذا عملت أتقنت و استمرت " .نؤكـد أن هذا الكلام صــادر عن أستاذ قانون يدرس في أكبر جامعات الوطن . في بداية مقالتنا نتساءل هــل أمة محمد تقــرأ ؟ و إذا قرأت , ماذا تقرأ ؟ . ما علاقة الفهــم بالعمــل ؟ أي استمرار يقصده صاحب المقولة ؟
الواقع أن مشكلة المقروئية في العالم العربي – إذا أفترضنــا أن أمة محمد هم العرب فقط - مشكلة مستعصية تتضــافر فيها عوامل تــاريخية و عــوامل سوسيو-ثقافية و أخيرا الإستعمــار الذي تعــامل مع نخبة مختــارة من الأفــراد لإدارة شؤون و أغراض استعمارية , أما الدولة الوطنية في بداية الاستقلال كان لا تهمها القراءة و المقروئية إلا من خلال مـــا تطرحه من نصــوص تبجيل السلطة و التطبيل لــهــا . فزادت في الطين بــلة ! نذكــر أنه في بداية نشأة المجتمع الإسلامي كانت القراءة محصــورة فقط في قراءة القرآن وقد نهى النبي عمر بن الخطــاب عندمــا رأى في يده ورقة من التوراة و غضب من ذلك كثيرا , كمــا تحضــر في ذهني تلك حادثة إحــراق مكتبة الإسكندرية : كتب الخليفة عمر بن الخطاب كتابا إلى عمرو ابن العاص قائلا : " إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شيء غير المسطور في القرآن فهي كعدمها و اذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهي ضارة ومؤذيه لا يجب حفظها ". فظــاهرة القراءة حصــرت في النصوص القرآنية مع إقصــاء كل أنواع القراءة الموجودة من قبل أو من بــعد و يتجلى ذلك في حــرق مكتبة الأسكندرية مــاديا و تبعــات الحرق المعنوي و ترسبه في الوعي العــربي الجمعي ليمتثل بعد عدة قرون كعــمل يدخــل في دائرة الإستحسان . كمــا نشير أن الموروث الشفهي الذي وصــلنا لم يكـن يبجــل سوى القيم الدينية و الفضائل الأخلاقية و عبــادة الشخصية و البطولية ... و كـان السلطــان هو محـــور هذا التبجيــل . و لــم نسمــع شيئا عن الكتب و القراءة - من غــير كتب صحيح البخــاري و مسلم و بعض التفاسير النمطية للقرآن - أمــا الاستعمار فــوجد الأمية و الجهــل متفشيان في كــامل الأقطــار العربية , فعمــل على المحــافظة على هذه النسب المرتفعة لنهــب ثروات هذه البلدان ’ و قد أنتقى نخبة المتعاونة من الأهــالي لإدارة شؤونه كالقضاء الأهلي و الترجمة و أعوان مكتبيين و مرشدين ... .
الدولة الوطنية بعد الاستقلال , أبقت على النــظرة التقليدية للكتاب و القراءة الأحــادية رغــم جهود المضنية في رعاية الآداب و العلوم و الترجمة و غيرهــا ...إلا أن نظــرتها السياسية أساءت للكتاب و القراءة مع إستمرار الذهنية العربية في معاداة الثقافات الأخــرى باستثناء بعض عواصم الدول القليلة التي كان لهــا الحظ في الاتصال المبكــر مع أرويا . المثقفون و الكتاب و أساتذة التعليم العالي و التربويين اليوم يشتكــون من ظــاهرة غياب القراءة و بعض المختصين يتكلمون عن معدل القراءة الذي لا يتجـاوز أربع صفحات في السنة ! و ان نسبة القراءة في الجزائر لا يزيد على واحد بالمائة و لم تكن القراءة فعلا حضــاريا بمعنى الكلمة .. أكبــر أزمة تعيشهــا البلد و تضربهــا في الصميم هي المقروئية و خــاصة بعد تنامي الموجة الإسلاموية في بداية التسعينيات و تكفير كل ما لا علاقة له بالدين و المقدس الإسلامي .
نعود للأستاذ الفاضل هل نحن أمة تقرأ ؟ يمكنك أن ترى بنفسك معاناة التربويين و الجامعيين و الناشرين و الكتاب و أغلبهم أعتزل الكتابة ...و تخلى عن القلم بعد أحــرق شطر كبير من حــياته و شبابه بينمــا الأميين في مواقــع إجتماعية و إقتصادية سامية .
يشترط الفهــم بالقراءة و في غياب القراءة لا يمكن الفهم .. و لا تزال صدى صيحة أديبنا يوسف القعيد مدوية عندمــا قال : أبحث عن قاريء من بين 80 مليون عربي .

تحيــاتي للقراء الجادين .



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوت حين هوى الرئيس
- الثورة المصرية تأكل أبنائها
- التضحيات الجزائريين لن تذهب سدى
- الإنسان –الضحية أو النظرة الدونية للمرأة
- أنقذوا سكان أشرف
- الدراسة ما بعد الأربعين
- صديقي الفرانكوفوني
- لماذا ينتحر شبابنا في البحر ؟
- التخلف كممارسة يومية
- الصلاة خير من النوم.
- كفاكم دعارة !!!
- صديق من زمن الحرب
- عن نشأة العنف في الجزائر ..
- الجلاد في آخر أيامه
- فرنسا : التهديد القادم
- الحنين الاستعماري
- صديقي الكومبارس
- المومس و الإصلاحات السياسية
- الولاء للوطن أم الولاء للأسرة ؟
- فرحتنا لم تكتمل..


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - بن جبار محمد - أمة محمد لا تقرأ