زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 10:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ثلاثة أيام مضت قلبت كل الموازين وبددت الطموحات وبعثرت الأحلام ومسحت من أمام المسيحيين كل ماخطّوه لأنفسهم من عيش رغيد وشعور بالأمان والتمسك بالأرض ... وكان ذلك والذهول يعترينا في شمال العراق أو إقليم كردستان !!.
فجأة وبعد صلاة الجمعة .. عندما أقول صلاة فإن ذلك يعني للمؤمنين حضور إلهي !!
فجأة وبعد صلاة الجمعة خرج المتنوير بالحضور الإلهي حاملين عصي ومواد حارقة ليعبثوا في مدينة زاخو العراقية ويحولوها دماراً ، وتحت راية ألله أكبر بلكنة كردية ..
وأعيد وأكرر .... وبعد صلاة الجمعة عمّت شوارع قضاء زاخو تظاهرات هاجموا من خلالها محلة النصارى التي تسكنها اكثرية مسيحية ، وقاموا بتدمير محلات المشروبات الروحية الخاصة بابناء شعبنا واشعال النيران فيها وحرقها ، كما هاجموا الفنادق التي تسمح بتناول المشروبات الروحية ومركز للمساج ، مما خلف ما لايقل عن 28 جريح حتى ساعة اعداد الخبر ... والجدير بالذكر بأن هذه العمليات الغوغائية الرعناء بدأت بـ 50 أرعناً وفي مدينة زاخو بحسب الرابط الأول وبعدها أصبح مئات وآلاف ، ومن زاخو إلى قرى ومدن مجاورة .... وهذا كله في إقليم كردستان ! و !!
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546862.0.html
ومن محلات بيع الخمور والفنادق إلى مطرانية زاخو للكلدان ، إلا أن حراس المطرانية والبالغ عددهم حوالي 20 حارسا قاموا بصد الهجوم وتفريق المخربين. وفي نفس الوقت قام البلطجية " كما يقول إخوتنا المصريين " باطلاق أعيرة نارية على بعض منازل المسيحيين في نفس المنطقة ..
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546885.msg5421100.html#msg5421100
كل ذلك بغياب الأمن وقوات الشرطة وهذا موضّح في شريط الفيديو على الرابط التالي ...
http://www.ankawa.org/vshare/view/2731/sotena-cehe-mesaje/
فأستغل البعض فرصة تأجيج المصلين يوم الجمعة !! وأضرموا النار بمقري الاتحاد الإسلامي في سميل وزاخو بدهوك على خلفية إحراق محلات الخمور ... وعند قراءتي للعنوان قلقت أكثر وأتضح في النهاية بأن من قام بذلك هم من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني بحسب مسؤول مركز الإتحاد الإسلامي الكردستاني في زاخو نصر الدين سعيد في حديث لوسائل الإعلام من بينها السومرية نيوز .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546915.msg5421289.html#msg5421289
وأخيراً ... متحدث باسم وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق ، أدان جميع أشكال العنف التي تنتهك القانون ... ثم أضاف " وبأمر من رئيس الإقليم مسعود البارزاني تقرر تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أحداث اليوم واتخاذ السبل القانونية ضد الأشخاص الذين قاموا بتلك الأعمال
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546911.0.html
والمضحك المبكي في الموضوع فإن كل من وزارة الداخلية والبشمركة وقوات الأمن المعروفة بالآسايش في إقليم كردستان تتهيأ لتنفيذ عملية كبرى لاعتقال أكثر من 2500 شخص صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من قبل محاكم الإقليم في سنوات سابقة
علماً بأن الأخبار لغاية الرابط التالي تقول بأن عدد الغوغاء بضع مئات !. والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل من بين الـ 2500 كانا في تلك التظاهرات العبثية أم تصفية حسابات ليس إلا ؟
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546994.0.html
ونزح الفاتحين إلى أماكن أخرى ومنها سميل ، حيث صرح مسؤول لجنة المحلية في هذه البلدة ديندار وليم صليوا بأنهم قد خمنوا بأن الفوضى ستصل لهم لذا فقد إتصل بنفسه بالجهات الامنية في دهوك ، لتأمين الحماية ، لكن قوة من سرية زيرفان ، بقوام 300 عنصر وصلت بعد ساعتين على الاحداث ...... وذلك بعد خراب البصرة !!
وبينّ صليوا ان اعداد المتظاهرين الفوضيين لم تكن تتعدى العشرات في بداية الامر لكنها تزايدت حتى فاقت الـ 3 الاف عنصر بعد انضمام اخرين اليهم من مناطق المنصورية وزاخو ، اذ جاء قسم كبير منهم بالسيارات ، وجلّهم من الشباب.
وهذه المرة لم يكتفوا بالتدمير المادي بل النفسي أيضاً حيث ان الفوضيين كانوا يرددون شعار " الله اكبر... الله اكبر" ويطلقون الزغاريد و ويوجهون الكلمات النابية للمسيحيين وبشكل خاص للكهنة ، فيما كان القسم منهم يطلق عيارات نارية بشكل عشوائي .
وهنا تتجلى القيم الإلهية في إيمان هؤلاء المتطرفين حيث يختلط إسم إلههم مع الشتائم ليصعب
التفريق بينهما .... وإن إعتبرنا هذا المزيج كلمات أغنية فإن الزغاريد لحناً لها أرادوا بها منافسة المرحوم يوسسف عمر بأغانيه المشهورة اللمبجي والمابي لولة .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546984.msg5421568.html#msg5421568
وتأسف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على ذلك ، مشيرا الى ان تلك الاعمال كان سببها تحريض من اساتذة ورجال المسلمين ، وقوات الاسايش تعتقل قيادات في الاتحاد الاسلامي ومنهم النائب نجيب عبدالله ... علماً بأن السيد مسعود البارازاني قد صرح لاحقاً بأنه مستعد لرفع السلاح بنفسه بوجه مثيري الشغب .... وكان الأجدر أن يعطي هذا الأمر لمن يستلموا رواتبهم من أجل حماية المنطقة وفرض الأمن فيها ورمي المتظاهرين بالرصاص لخطورتهم التي يزيد عن أي هجوم لعدوا غاشم ، وأعتقالهم ليصبحوا عبرة لمن أعتبر ، والقبض على مثيري الفتن الطائفية وغلق مراكزهم ...
وإن لم يرق هذا الكلام ... فعلى الأقل ليفعل معهم كما كان سيفعل لو إن هؤلاء العابثين قد تظاهروا ليسقطوا حكومة الأقليم ..
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,547004.msg5421662.html#msg5421662
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546989.0.html
والخبر المضحك جداً .... وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في كردستان العراق فنّدت الاتهامات التي أطلقها رئيس الإقليم مسعود البارزاني لرجال دين بالتحريض على الأحداث التي شهدها قضاء زاخو بمحافظة دهوك ، مؤكدة أن رجال الدين يعملون على نشر ثقافة السلام وقبول الآخر وعدم الاستفزاز . ههههههههه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,547125.0.html
والمسلسل لم ينتهي بعد ... فقد تلقى أصحاب المحلات التي تم حرقها الجمعة الماضية في زاخو، تهديدات بالقتل في حال فتحها مرة ثانية .
والمسلسل لن ينتهي إلا بإخلاء العراق من الشرفاء والوطنين والأصلاء مسيحيين وغير مسيحيين ..
فهل مازال البعض مع الترويج لمنطقة آمنة للمسيحيين والأقليات في سهل نينوى ؟
تباً .... هل هناك من يؤتمن ؟
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟