شيوخ الاسلام..وشباب الثوره

ابو الحق البكري

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شيوخ الاسلام يرقصون على حبال الانتهازيه وهذا ديدنهم بالتالي لابد لهم من ان يقفوا في صف السلطان بذريعة التسليم للاقدار وطاعة الامير لما فيه من هدايه والتزام بشرع الله وحاكميته انطلاقآ من الحديث القائل :((من اطاعني فقد اطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله ،ومن يطع الامير فقد اطاعني ومن يعص الامير فقد عصاني )) ..
وما ان تبدأ الاصنام بالترنح والسقوط حتى يتجلى المشهد الاحتجاجي الثوري للشيوخ مستغلين المساحه الواسعه المتاحه اليهم في مجالي الصحافه والاعلام ليدلوا بتصريحات تتناقض ومنهجهم السياسي ليعلنو بأنهم يؤمنون بما تمليه الديمقراطيه دون تعارض مع مقررات حقوق الانسان ولا خلاف او تعارض على ذلك ..
كل هذا يتم تحت غطاء الشعار الاسلامي (الحرب خدعه ) وبما ان الاستحواذ على السلطه مهمه من مهام الحرب من وجهة نظرهم فلا بأس ان نمارس فيها الكذب والخداع والنفاق من اجل ان يتحقق نصر الله..
وليس من المستغرب ان يطل علينا هؤلاء الساده الشيوخ من خلال الشاشات الفضائيه بالبنطلون والكرفيتات وبلحى ملونه ليعلنو بانهم من صنع الثوره ولهم الحق في ان يحصدو نتائجها وتناسوخطبهم الرنانه التي دوت في الايام الاولى للثوره حين كان امن السلطه ورجالها يمارسون القتل والبلطجه ضد ثائرات وثوار التغيير.. رغم سلمية الثوره لكن السلطه مارست العنف ضدهم وبكل قسوه واعتقلت اعدادا كبيره ولايزال قسم منهم في المعتقلات حتى يومنا هذا..كما ومورست كل اساليب الاسلمه ضدهم من اجل اجهاض الثوره واعادة الوضع للمربع الاول كي نبقى تحت اوامر السلطان ..
ولأجل ذلك نوجز ما استند عليه الشيوخ .
1-ان الاحتجاج والتظاهر كان ضد حاكم مسلم ولذا فهومحرم شرعآ ولايجوز ممارسته ناهيك عن عدم شرعيته لمشاركة الرجال والنساء وعوام الناس وهوامهم كما يقول الشيوخ وقد يدخل بينهم بعض المخربين.
2-وانطلاقآ من النص القرآني (ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكه )اذ يعتبر التظاهر والاحتجاج الثوري عملآ مهلكآ للأنسان دنيويآواخرويآ لأنه لم يهتم بتفاصيل العقيده ولم يرد ذكره في النصوص المقدسه .
3- اعتبربعض الشيوخ هذه التظاهرات مطالبه بلقمة العيش لامطالبه بجقوق دينيه ..كما وانها تحمل في طياتها الكثير من الشرور وتوفر اجواء للاختلاط حد الالتصاق ولذا يتوجب تحريمها وعدم المشاركه فيها.
4-التظاهر واحد من اهم الممارسات التي اجازها الغرب الكافر ولم يأت بها الرسول او الخلفاء او التابعون .
5-ركز شيوخ الاسلام على عمليات الاختلاط بين الجنسين في ساحات الثوره واعتبرها نشاط لايمكنه الا ان ينتج المحرمات وهو امر غير مشروع استنادآ للحديث القائل:المراه عوره اذا خرجت كان معها الشيطان..
6-بها سفور وتبرج وشعارات ومطالب غير اسلاميه عوضآ عن انها تريد خلع السلطان بعد اخذ البيعه من الناس وهذا حرام شرعآ.
7-ان الاحتجاجات تحمل مفاسد كثيره وان منظميها لا تعرف هوياتهم لذا يتوجب الابتعاد عنها لأنها قد تجرهم الى معصية الله.
8-الشيوخ يكفرون العلمانين واليبراليين وغير المسلمين والنساء المحتجات ولذلك فأنهم يلغون الشرط الاساس لنجاح الثوره المتمثل بالانتماء للوطن .
ومن اجل الوقوف على حقيقة الشيوخ نوجز لكم بعض فتاواهم:
الدكتور احمد الطيب: اليوم حرام وجودك بالتظاهرات لانها تعد خروجا على الدوله والناس والجماهير .
الشيخ الزغبي :اشهد الله انني قلت وبالحرف الواحد ان المسلمين لم يخرجوا في اية تظاهرات لأنهم يرون عدم جوازها.
الشيخ مصطفى العدوي:لاانصح بالمشاركه بالاضراب والتظاهر لما تحمله من شرور واختلاط الحابل بالنابل ..ولانرى مظاهرات للمطالبه بالدين وانهم يتظاهرون من اجل لقمة العيش.
وكأن الشيخ يرى ان المطالبه بتوفير لقمة العيش خط محرم وغير جائز شرعآ.
الشيخ عثمان الخميسي :المظاهرات غير مشروعه فيها بدع محدثه وان مشاركة الرجال والنساء والكلام والضجيج الذي يصدر عنهم غير مقبول ..ناهيك عن انها اذا كانت ضد حاكم مسلم فأنها لاتجوز ومحرمه .
الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ :ان هذه التظاهرات لاتخدم هدفآ ولا تخدم امه انما هي فوضويات والواجب علينا ان نهتم بتفاصيل العقيده ..كما وان فيها ظلم وبدع وكفر .
ولقد صرح احد الشيوخ ابان الثوره اثارت دهشه واستغراب الاسلاميين انفسهم حيث تسائل قائلا:هل قام الرسول او الخلفاء الراشدين او الامويين او العباسيين او الخلافات الاسلاميه التي تلتهابمظاهرات ؟
يجيب عن تساؤله ويقول :كلا لأن الاصل في مناصحة الحكام وان تكون بالسر والحسنى والاصل بأن تكون بطريقه شرعيه ..ثم يضيف والرسول كان يمكن ان يقوم بتظاهرات ضد قريش في زمنه ولم يعمل كونها غير مشروعه.
هذه بعض من تصريحات شيوخ الاسلام بينما كان شباب الثوره يناضل متواجدآ في ساحات الاحتجاج دون كلل من اجل اسقاط رموز الفساد والتسلط التي استهانت بالانسان وحقوقه ..من خلال ثوره حضاريه سلميه وبوسائل علميه اكثر حداثه من خلال التواصل على الشبكات الالكترونيه الاكثر تقنيه ولذلك اوقف (الانترنيت)من قبل السلطات في بعض مراحل الثوره ..
وان الثوار لم يكن يشغلهم سوى ضرورات الثوره والتغيير بعيدآ عن الدخول في كل اشكال الصراع قي مجال الدين او اللون او المعتقد او الجنس ..
وفي اشاره واضحه لانتهازية الشيوخ يبدو واضحآ في تعبير الشيخ محمد حسان في قناة الرحمه الفضائيه قبل بوادر الانتصار النهائي للثوره حيث قال :لن تخرج الازمه بالفهلوه ولا بالاضرابات..واعدائنا يريدون ان يتحول بلدنا الى فوضى ويجب ان لانمنح اعداء البلد فرصه..مهما نكتب من مانشئتات في الجرائد واذا مزقنا وحرقنا الاعلام فأنا لن نغير شيئآ..
ولكن ما ان ظهرت بوادر انتصار الثوره حتى بدأ يدعو الشباب المتظاهربالاخيار والاطهار ويحذرهم من المفسدين وتحدث كثيرآ عن دم الشهداء وانهم ما خرجو الا ليعبرو عن مطالب عادله ..في حين انه ومنذ وقت قصير كان يدين هذه التظاهرات متهمآاياها باحتواء السفور ورفعها لشعارات ومطالب غير اسلاميه تعتبر من اجازات الغرب الكافر ..
ان كل هذه الشواهد التي سطرناها غير كافيه للرد على الكثير من التساؤلات في ذهن المواطن البصيط ..ولكن يبقى السؤال الاهم والذي يبرز باستمرار .
ما الذي حصده شباب الثوره ..؟

#ابو_الحق_البكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات