لماذا نرى أنفسنا نحن المسلمون ملائكة معصومة ونرى غيرنا أو حتى مخالفينا فى المذهب أو الأيديولوجية شياطين رجيمة ؟

ديانا أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مشكلة كثير منا نحن المسلمون .. أننا نرى أنفسنا ملائكة وأن رجال ديننا ملائكة وأن أحزابنا الدينية وجماعاتنا الدينية (الإخوان والسلفيين) ملائكة .. فنقول : "العلمانية كانت ضد الدولة الدينية المسيحية .. وأما فى الإسلام فلا كهنوت ولا دولة دينية وبالتالى فلا حاجة للعلمانية وهى غير مناسبة لنا ولا لديننا" .. أو نقول : "محاكم التفتيش مسيحية وليست إسلامية " .. فإذا أحالونا إلى مقال عظيم ومهم مثل مقال (محاكم التفتيش الإسلامية) للأستاذ وديع طعمة .. قلنا إنه غير موثق ويهاجم الإسلام وليست الجماعات الإسلامية المتطرفة ..



http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=281430



أقول لمثل هذا الصنف من المسلمين : فوالله لو جاءك الله والملائكة قبيلا ولو بعث محمد صلى الله عليه وسلم نفسه وشهد على صحة ما فى المقال .. لن تصدق لأنك ترى المسيحيين شياطين هم واليهود وكل من هم من غير المسلمين .. إضافة للمسلمين الذين ليسوا على مذهبك وليسوا ضمن الإخوان ولا السلفيين .. وترى نفسك وجماعتك فقط ملائكة لا يأتيكم الباطل من بين أيديكم ولا من خلفكم .. الحكيم من انشغل بعيوب دينه أو عيوب أهل دينه ورجال دينه عن عيوب الأديان الأخرى ..



ليس لزاما أن تكون هناك مؤسسات إسلامية قديمة أو حديثة تحمل لافتة فوق مبناها بعنوان (محاكم التفتيش الإسلامية) حتى نقتنع بأن هناك محاكم تفتيش إسلامية .. وإلا فماذا تسمى الشرطة الدينية فى السعودية وأفغانستان والصومال وإيران والسودان .. وماذا تسمى قضايا الحسبة ومصادرة الكتب والوصاية على الإبداع والفنون من الأزهر وغيره فى مصر خلال السنوات الماضية مثل قضية حامد أبو زيد .. وماذا تسمى أفكار ورغبات الإخوان والسلفيين التى ينوون تطبيقها وتنفيذها فى مصر .. ماذا تسمى فرض الحجاب والنقاب على النساء فى تونس وليبيا وقريبا فى مصر على يد حازم أبو إسماعيل وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى وعبد الحليم قنديل وعبد العزيز الحسينى وفهمى هويدى وسليم العوا وعبد المنعم الشحات ..



تقول إن ديننا الإسلامى لا عيوب فيه .. فماذا تسمى قطع اليد والرجم والجلد والصلب .. والمطالبات بحجب مواقع معينة فى الإنترنت (إباحية أو مسيحية أو علمانية) وحجبها فعلا فى السعودية منذ سنين طوال .. وماذا تسمى تكفير العلمانيين والشيعة والصوفية .. وماذا تسمى فتاوى القتل وسفك الدماء (مثل فتوى قتل القذافى للقرضاوى) .. وماذا تسمى تفجير الحسينيات وحرق الكنائس وتحطيم التماثيل وهدم الأضرحة .. والتهجم على المكتسبات الغربية والتقويم الميلادى ..



الإسلام ملئ بالعيوب والمزايا - ككل الأديان - .. وعيوبه جزء منها من داخله كالحدود .. وجزء منها من تفسيرات خارجه وأحاديث ملفقة كتحريم النحت والرسم والغناء والموسيقى .. مثل أفكار الإخوان والسلفيين ولكنها مستوحاة من الآيات والأحاديث أيضا ..



لست أريد هدم الإسلام - ولا أريد كغيرى هدم المسيحية أو اليهودية أو غيرها - .. بل أريد حفظ وصيانة الإسلام وتنقيته من الإخوان والسلفيين وجميع محتويات أيديولوجيتهم .. فهل أنت معى - يا هذا الصنف - أم معهم .. إن كنتَ معهم فإنك معول لهدم الإسلام .. أنت وهم تهدمون الإسلام لا نحن .. وأنت تساعدهم فى هدم الإسلام ..



إن كنت تريد حفظ الإسلام وإبقاءه حيا للأبد .. فضع كل أفكار الإخوان والسلفيين بما فيها التكفير والقتل والحدود والحجب والمصادرة والتضييق على الحريات وعلى مسترسلات الشعر ومرتديات الملابس الغربية ..



ضع كل أفكار الإخوان والسلفيين فى صندوق أسود محكم الإغلاق واقذفها فى بئر النسيان وطى النسيان .. فى ثقب أسود أو فى قلب أتون الشمس .. كما فعل س-18 بعملة استدعاء ابن الشيطان فى روايات ملف المستقبل للدكتور نبيل فاروق .. إن كنت فعلا تريد الحفاظ على الإسلام ..



فإن أبيتَ فإن عليك إثم ضياع الإسلام واستئصال الإسلام وتشويه الإسلام .. وإثم تدمير وتخريب وغزو وتقسيم مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن إلخ ..



أنا لا أنكر الله ولا الملائكة ولا الرسل والأنبياء ولا فضل آل البيت النبوى ولا فضل الأولياء .. ولا أركان الإسلام الخمسة .. وبالتالى فلا مشكلة لى مع الإسلام الذى هو دينى .. لكن من يجعل من الإسلام سلاحا لمهاجمتى ومهاجمة علمانيتى ومهاجمة مكتسبات الحضارة والحريات بكافة أنواعها وأقصى مداها فى بلادى مصر وغيرها من الوطن العربى والعالم ككل .. فأنا له أتصدى .. وأقف له بالمرصاد .. فكن معى لا مع أعداء الإسلام (الإخوان والسلفيين) وأعداء مصر (الإخوان والسلفيين) ..



خصوصا وأن جيشنا الهمام انقلب على مبارك رئيس جمهوريته وقائده الأعلى ، ليس ليختار الشعب ، بل طاعة لأمريكا والناتو ، وليختار الإخوان والسلفيين .. كأن الإخوان والسلفيون هم الشعب .. فقال الإخوان والسلفيون بثقة : نحن الإسلام والإسلام نحن ، نحن الشعب والشعب نحن ..



لا يصح أسلوب الحياد السلبى ولا الإيجابى مع الإخوانى والسلفى يا هذا الصنف .. فلا تكن محايدا بل كن ضدهم .. أما أن تقول "لستُ معهم ولا ضدهم" .. فمعناها الوحيد أنك معهم قلبا وقالبا .. وأنك مراوغ مخادع ..وهو ديدن الإخوان .. السلفى يفضح الإخوانى .. لأن السلفى صريح أما الإخوانى فخبيث وكذوب ومخادع ، يظهر غير ما يبطن ، ويقول غير ما يفعل ، وغير ما يؤمن به ، وغير ما سيفعل لو تمكن ، ومن الصعب كشفه ، والكثيرون ينخدعون فيه ويظنونه ليس إخوانيا مثل محمود الخضيرى وأحمد مكى وفهمى هويدى وبلال فضل ونوارة نجم وأسماء محفوظ وحمدين صباحى وعبد الحليم قنديل ..

#ديانا_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات