أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - من قصصي 3














المزيد.....

من قصصي 3


تولام سيرف

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 17:44
المحور: الادب والفن
    




على سنة الله ورسوله
----------------------


مازالت الساعة السادسة والنصف حين فتحت نسرين عينيها البريئتين, استيقضت من نومها بفزع معتاد كل صباح على صوت حمار يدعى عباس الاعور, ابيها, تنهض

- صباح الخير.

لم يرد احد
تمسح عينيها بقطعة قماش مبللة, وهذا هو حمام نسرين الصباحي, تخرج لتبدأ فطورها الدسم المغذي لطفلة مرَّ على عيد ميلادها الثامن 9 ايام
لم تتذكره بل لم يكن عندها علم به و قضته ككل يوم فوق القمامة.


على حائط الطين كيس من القماش يستعمل لحفظ الاشياء كالخبز والبراغي لأنه الكيس الوحيد لديهم,
بين قطع البراغي وجدت قطعة من الخبز
اخذت بقدح وهو عبارة عن نصف قنينة كوكاكولا مكسوره, ملئته بالماء وضعت قطعة الخبز فيه لتكون طرية بعض الشيء
تخرج الخبزة تشرب الماء المتبقي
تنظر يسارا ثم يمينا كي لا يراها الحمار ابوها
تمد يدها الى مخبأ في ثوبها و تخرج اخر حبات السكر وترشه على الخبزة المنقعة وتأكلها بسرعة قبل ان يكتشف ابوها ذلك
انهت فطارها الدسم المغذي, تعود الى داخل مايشبه البيت تأخذ شيئا يشبه الحبل صنعته من قطع قماش قديمة وجدتها في القمامة


تخرج الى دائرة عملها (القمامة)
تتفحص الوضع قبل وصولها
تتجه الى افضل زاوية في القمامة فهي صاحبة خبرة اكثر من اربع سنوات
تقلب الاوساخ باحثة عن الكنوز المخفية في القمامة من قناني البلاستيك او مواد تحتوي على نحاس تجمعها في مكان قريب لكي تسلمها بعدها الى مشرف على القمامة يدعى المكاوي
لم يجعله احد مشرفاً ولكنها تعودت على ذلك منذ اربع سنوات
تحصل مقابل ذلك على قليل من المال لكي تسلمه لأبيها تعبيرا عن امتنانها للعيش في ذلك القصر (مايشبه البيت).
بعد ساعتين و سبع قناني بلاسايكية يثير أنتباه نسرين رجلُ على بغله يمر بجانب القمامة
نسرين سريعة الانتباه بحكم عملها لكثرة الخطورة في الموقع
بعد ان عرفت انه الشيخ السناوي استمرت في العمل دون اعطائه اي اهمية او اعتبرت ان القمامة لها مرتبة اعلى من مرتبة الشيخ السناوي.
كان هذا الشيخ يرتدي عباءة وعلى رأسه ربطة غريبة لحماية رأسه من الغبار, لأن الغبار في رأسه يكفيه جدا
يسير البغل فوق البغل حتى يصل دار نسرين
يخرج الحمار ابو نسرين يفكر في رأسه (لقد وصل الخير)
يبدأ بالترحيب الحار

- اهلا اهلا ياشيخنا, شرفتنا

يرد البغل على الحمار وبكل تكبر

- انا وعدتك, وانا دايما عند وعدي

يشير الحمار بترحيب ان يتفضل الزائر بالجلوس, لكن الزائر يشرح له ضيق الوقت لأن لديه مواعيد مهمة لترسيخ دينه
موعد دفن
موعد قراءة القرآن بعد ختان انثى
و اخر موعد هو استلام الخمس والزكاة من الحج شحنف
بعد ان انتهى من تلاوة مواعيده يخرج عقدة من القماش, يفتحها و يخرج منها مائة و خمسون جنيه ويسلمها للحمار ابي نسرين
يركع الاخير و يقبل يد البغل السناوي تعبيرا عن شكره وامتنانه ويوقع على ورقة كانت مع السناوي
ينادي ابو نسرين زوجته التي تزوجها ودفع مهرها كيس 25 كيلوغرام من الملح البحري

لم تسمعه, صرخ فيها,

- يابنت الكلب روحي هاتي بنتك

خرجت الزوجة تنادي على نسرين, تعجبت نسرين لأنها المرة الاولى تقطع فيها عملها
تدخل نسرين تبدأ بمسح يديها, يصرخ فيها الحمار


- ايه ده ياجربوعة, انتي هاتخلصي النهارده بمسح ايديكي بس؟ تعالي,


تطيع نسرين الامر بدون اي كلمة, يسلمها الحمار الى البغل معبرا عن سروره وامتنانه
يركب السناوي بغله
يرفع الاب الحنين طفلته نسرين و يضعها فوق البغل
ويسير تجاه داره

الورقة التي و قعها ابو نسرين الحمار كانت عباره عن عقد زواج الشيخ البغل على نسرين
باعها الحمار بمائة و خمسين جنيه.

دخلت نسرين دار الشيخ البغلاوي والرعب يملأ احشائها

بقيت نسرين في الدار سجينة مغتصبة اكثر من عشرة اسابيع تعاني من الحزن والالم الجسدي لاتخرج دمعة واحدة لقوتها و لكرامتها

هربت نسرين صباح اليوم الاول بعد الاسبوع العاشر و عادت الى القمامة فهذا الموقع كان اشرف و اطهر من ابيها والشيخ السناوي
حائرة حزينة منكسرة لاتعلم ماذا تفعل
ترقبت الطيور الحالقة فوق القمامة ترقبت الشاحنات
و قفت بكل كبرياء جدارة رافعة الرأس اتجهت نحو شروق الشمس
بدأت تركض تركض بكل سرعة حتى اختفت

لم يرَ احد نسرين بعد ذلك

البعض يقول ماتت بحادث
ابوها الحمار يقول اخذها قواد لعرض جسدها لكل من يدفع , قالها , كي يفهم الناس بأنها كانت فاسدة مبررا تزويجها على سنة الله ورسوله للشيخ البغلاوي .


تحياتي و مودتي


تولام



#تولام_سيرف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوع الهوبيت
- حواء وآدم
- نقد كتاب القرضاوي الحلال و الحرام في الاسلام 7
- نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو ...
- نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو ...
- نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو ...
- حول مكانة المرأة في الاسلام
- نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو ...
- نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو ...
- نقد مهزلة كتاب الحلال و الحرام في الاسلام للشيخ يوسف القرضاو ...
- من قصصي 2
- الحالة الثالثة
- نحن خليط من الانسان الحديث والنياندرتال
- قليل من الجنين والحمل في التاريخ
- تحليل لقصة نوح
- في الملحد والمتدين
- قليل في الطرح الموضوعي
- وقائع لولاها لما وجد الانسان
- هاواي تعصي كلام الله
- نظرة تحليلية للروح والأشباح و الجن


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تولام سيرف - من قصصي 3