شعب غبي = قادة نصابون... شعب عاقل = قادة مخلصون

صلاح شوان

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 17:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

حين تتأزم الاوضاع الاقتصادية في بلد متحضر، اول ما يفكر فيه القادة هو التضحية بانفسهم وامتيازاتهم ومصالهم، وحين تحدث نفس الشئ في بلد متخلف، اول مايفكر فيه من يسمون بالقادة زورا وبهتانا، هو الاسراع الى انتهاز الفرصة لجمع اكبر كمية ممكنة مما تبقى من اموال وممتلكات الشعب قبل القفز خارجا من السفينة الغارقة، اقول هذا وانا اشاهد الان وزيرة الشؤون الاجتماعية الايطالي تجهش بالبكاء حزنا على تدهور اقتصاد بلادها، في حين تقرر حكومتها التقليل من نفقات المسؤلين والحكومة، ويبقى الشعب غير راضٍ بل وغاضب.
وفي المقابل يعرف القاصي والداني ان مايسمى بالبرلمان العراقي كان ومايزال يصوت على زيادة امتيازات اعضاءه واعضاء الحكومة والقادة والمسؤولين، في حين لم يعد شئ يسمى اقتصادا عراقيا، وكذلك مع مايسمى بالبرلمان الكردستاني... ويبقى الشعب يصفق صفاقة وليس تصفيقا، وتزداد صور النصابين عددا وتكبر حجما، فكلما كانت صور القادة اكثر واكبر، كلما اشرت الى زيادة الغباء للشعب، اقول ـ مغامرا بمصداقيتي ـ يمكنك قياس تطور اي شعب، استنادا الى حجم وعدد صور قادته، فكلما زاد هذا قل ذاك، والعكس بالعكس، لان العلاقة رياضياتا هي علاقة عكسية.
قد يقول قائل ان القادة في الدول المتخلفة مستبدون، واقول هل يستطيع احدهم او بعضهم التحكم برقاب الجموع الغفيرة، لولا صدق نظرية (الاستبداد للانصب ـ اي اكثر نصابا، والخضوع للاغبى) على شاكلة البقاء للافضل، هل يستطيع احد اقناع الملايين بانه هو الاقدر والافضل والاشجع والانزه والاعلم والاجمل والافحل ...!؟! لولا اغبياء يصدقونه؟ وهل يصح قول كاتب القرآن: (وقد فضلنا بعضكم على بعض) او (وقد فضلنا بني اسرئيل على العالمين) او (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)... نعم يستوي الجاهل والاحمق والغبي والذي لايعلم شيئا، مع المفكر والحكيم والعبقري والعالم، فكلهم بشر متساوون في الحقوق والواجبات كما يؤكد الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وان تفوق احدهم على في شئ، فان الاخر متفوق عليه في شئ اخر، ولا احد متفوق في المجالات، بعكس قول كاتب القرآن المتخلف، ولم يخلق احد نفسه جاهلا او احمقا او غبيا او غير عالم، ومن يعد نفسه اعلى من الاخرين نصاب كذاب، ومنهم من سمّا نفسه نبيا او رسولا او إلاها.
وصلت الى هذه النقطة لاثبت ان الاسلام هو السبب الاكبر في المعادلة المذكورة في عنوان المقال عندنا نحن الشعوب والدول المتخلفة، فانظر الى خريطة العالم، لتتأكد ان الاسلام والتخلف، ان الاسلام والاستبداد، ان الاسلام والغباء، ان الاسلام والفساد، ان الاسلام والـ... صنوان لا يفترقان، فهل كلها مجرد صدفة عابرة؟ وانظر في التاريخ لترى كيف تطورت الشعوب الغربية بسبب اعادة من كانوا يعتبرون انفسهم اعلى من الاخرين الى ثكناته او كنائسهم او اوكارهم...
لان احتكار العقل والحكمة والعلم والشجاعة والاقتدار والمال والسلطة هو من الماضي المتخلف، ولا يرضى به المتحضر المتمدن المتعاصر.

#صلاح_شوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين