أسماء صباح
الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 23:03
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
سؤال يحضرني الان وانا أقرأ الصحف الاجنبية التي شغلت نفسها بالحديث في قضية مستقبل النساء العربيات من تونس ومصر وليبيا واليمن الى سوريا، متسائلة عن مستقبلهن بعد الثورات العربية، وهو سؤال مشروع الا ان الاستفسار الذي يدور في عقلي هو لماذا تطرح هذه القضة في هذا التوقيت بالذات!
لطالما كانت المرأة العربية مظلومة ومنتهكة الحقوق ومقموعة، قبل الثورات العربية التي نجحت هنا وما زالت تبذل الارواح والدماء هناك، فلماذا لم تتسائل هذه الصحف والمؤسسات والمنظمات وتعد التقارير عن القمع المعنوي والجسدي والسياسي للانظمة السابقة بحجم اهتمامها بالمراة بعد الثورة؟ لماذا تتخوف من مستقبل المرأة بعد الربيع العربي، ام انها تتخوف من صعود الاسلاميين؟ ومن خوفها تريد ايضا تصدير الخوف للنساء لتثير القلق في الشارع العربي الذي يرى في الجماعات الاسلامية المخلص، لانها كانت جماعات مهمشة ومقموعة وعانى بعض من مؤسسيها والمنتمين اليها بل كلهم على الاغلب من القمع والسجن والتعذيب اكثر من أي مواطن او مواطنة؟ هي اسئلة مشروعة!
ولماذا التركيز على تطبيق الشريعة؟ وكأنه المعضلة الوحيدة، وبالنظر الى الانظمة السابقة فلم تكن الشريعة مطبقة فهل اخذت المرأة حقوقها؟ أولم تسحق كرامتها في تونس مثلا كما سحقت كرامة الرجال؟ اولم تمنع من حرية العبادة وحرية اللباس فكانت تطرد من وظيفتها بسبب حجابها ام انه اللعب على حبل واحد؟ وان الحرية مرتبطة بالانفتاح الشديد ومنع تعدد الزوجات؟؟
ايهما ترغب المرأة اكثر احترامها كأنسانة ام منع تعدد الزوجات؟ ايهما تريد المراة بشدة حرية اللباس ام المساواة في الميراث مع الرجل، انها مسألة اولويات بالنسبة لها.
انا لا انكر ان المرأة العربية اليوم في امس الحاجة الى توحيد الكلمة وتعزيز المطالب والوصول الى مراكز صنع القرار، ولكن لننظر الى الامام بدل الخوف الذي يسيطر علينا من المستقبل، فقد كان الماضي تعيسا بالنسبة للرجل والمرأة، ولنتمنى ان يكون المستقبل زاهرا، وخصوصا ان نساء وشابات هذه المرحلة مثقفات سياسيا واجتماعيا وعارفات لحقوقهن ويسعين لأخذها عن طريق الثورة وكما قال المثل "الحقوق تؤخذ ولا تعطى".
#أسماء_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟