أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - الثورات العربية ومخلفات الثقافة الشمولية














المزيد.....


الثورات العربية ومخلفات الثقافة الشمولية


زارا مستو

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد أن تترافق مع أية ثورة تحدث على أرض الواقع جملة من التحولات البنيوية في المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية و التربوية..., لتكتمل عملية التحول الحقيقي في الواقع, وإذا كان تغيير النظم الشمولية الاستبدادية يعتبر من المهام الصعبة, فإن تغيير تركة تلك الأنظمة سيكون الأصعب, وستمر بمراحل عدة لتنضج حتى تتجسّد على أرض الواقع الديمقراطية الحقيقية, يقول الأستاذ رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا في هذا الصدد على صفحته الشخصية في فيسبوك:" هي معضلة المجتمعات الشرق الأوسطية ، التي انتجتها الأنظمة الاستبدادية ورسختها في بنائها المجتمعي ، حتى لقد بدت هذه المجتمعات وكأنها عقيمة سياسياً وفكريا وعاجزة عن إفراز الخيارات البديلة عن الخيار السلطوي ،فتضخم التوجه السلطوي والتهم بقية الخيارات السياسية ، مما أفقدها استقلاليتها وحولها إلى مجرد ظاهرة صوتية احتجاجية في أحسن الأحوال, والآن بعد أن هب الشعب فإن تغيير هذه التركة الثقيلة والتي طالت المعارضة حتى هي عملية شائكة ومعقدة وتحتاج الى تغيير في البنى الفكرية والثقافية والسياسية نعم".
إن الأنظمة في المنطقة فرخت ثقافة شمولية تعيق وتعرقل عملية التحول الديمقراطي في البلاد, فضلا عن وجود ثقافة قبلية معوقة أصلا لأية عملية تغييرية حقيقية, لا بدّ أن يتم إعادة النظر فيها, كونها التحدي الكبير, فضلا عن ابتلاء كافة شرائح المجتمع بهذه الثقافة , بما فيها الأحزاب المعارضة, ومن مخلفات هذه الثقافة:
- خطاب التملك : يتعاطى المسؤولون في الدولة أو بعض مسؤولي الأحزاب المعارضة مع مؤسسات الدولة أو الشعب على أنه جزء من ممتلكاتهم الخاصة, باستخدام ضميري التملك, ( الياء, نا),فبدل أن يقول المسؤول الشعب السوري, أو الحزب الفلاني, فنجده يقول شعبي أو حزبي, أو شعبنا أو حزبنا, حتى أننا نرى – أحيانا- حزبا صغيرا لا يتجاوز أعضاءه العشرات, فإنه يقول: شعبي أو شعبنا, هل هذه الظاهرة موجودة في بريطانيا- مثلا- ,هل يستطيع أن يقول رئيس الوزراء البريطاني إن الشعب البريطاني هو شعبي؟
- شخصنة الوطن ومؤسساته: إن مفهوم الوطن - الدولة في ظل الثقافة الشمولية مغاير تماما, تنحصر وتذوب الدولة وكافة مؤسساتها في يد القائد" فالشموليّة (مذهب السلطة الجامعة) شكل من أشكال التنظيم السياسي يقوم على إذابة الأفراد والجماعات والمؤسسات كلّها في الكل الاجتماعي ( الشعب أو الدولة ) عن طريق العنف والإرهاب , ويمثل هذا الكل قائد واحد يجمع في يديه السلطات كلها"(1), الوطن يعرف باسمه, ويفتدي به, بمقدراته وإمكاناته, وأبنائه, هل يجرؤ الرئيس الفرنسي- مثلا- على طلب مبلغ مالي لشخصه- ما عدا مخصصاته- من الجهة المالية في الدولة, كيف سيكون مصيره؟ والغريب أننا نجد بعض الأحزاب في المعارضة تتعامل وفق تلك الذهنية نفسها, نرى البعض منها يعرف باسم الأشخاص, فيقال جماعة فلان أو علان.
- التخوين والمؤامرة: عماد خطاب الأنظمة الشمولية ومرتكزها الأساسي هو التخوين والمؤامرة, فإنّ كل رأي مخالف لخطابها مردها إلى المؤامرة أو إلى تخوين صاحبه, وارتباطه بالاستعمار والإمبريالية والصهيونية والجهات المعادية للوطن, فبدل أن تبحث هذه الأنظمة عن الأسباب والعوامل والدوافع التي تعاني منها المجتمعات في المجالات كافة, فإنها تحمل الخارج أو المعارضة الداخلية مسؤولية فشلها في إدارتها لمؤسسات الدولة والمجتمع, فإن المواطن في ظلّ هذه الثقافة مكبّل بمنظومة هيمنة النظام الشمولي وأدواته, حتى لا يستطيع أن يتحدث عن حفرة أو حادث سير في البلاد دون إذن مسبق, وانتقد بن خليفة المعارض الأمازيغي رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي أكد مؤخرا على شبكة تلفزيونية ليبية أن الامازيغ في ليبيا تقودهم مصالح قادمة من الخارج.
وقال تصورنا اننا انتهينا من نظرية المؤامرة التي كان يؤمن بها النظام السابق ، معتبرا ان تصريحات عبد الجليل خطيرة(2)
- النزعة الشوفينية الإقصائية تجاه حقوق القوميات, والأقليات القومية, والإنسان, والمرأة: فهذه النزعة ركن آخر لهذه الثقافة, وللأسف, حتى بعد سقوط النظام القذافي لا يزال الأمازيغ يعانون من الإهمال وعدم الاعتراف بحقوقهم ووجودهم, وهذا ما صرح به احد المعارضين الامازيغيين مؤخرا" بن خليفة (46 عاما) رئيس المؤتمر العالمي الامازيغي منذ تشرين الاول/اكتوبر، الى اعتبار اللغة والهوية الامازيغية رسمية والاعتراف بها. ويقول ان مجموعته تشكل أكثر من عشرين بالمئة من سكان ليبيا البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.
ويقول حتى بعد سقوط النظام ما زلنا ضحايا اقصاء منظم، في الاعلان الدستوري (للمجلس الوطني الانتقالي) وفي الممارسة وفي نصوص القوانين والتصريحات.... . وقال بن خليفة لماذا هذا الاقصاء؟ ما الخطر الذي تشكله اللغة الامازيغية اذا أدرجت في الدستور كلغة رسمية؟ ، مشددا على أنه من حق الأمازيغ الوجود بهويتهم وحضارتهم ولغتهم .
وتابع أن الحكومة الأخيرة كانت النقطة التي طفح بها الكيل. أدرك الأمازيغ أنهم مهمشون على المستوى التشريعي والتنفيذي . وأكد أن الاعتراف بنا في الدستور وحمايتنا بالقانون حق لا جدال فيه .(3).
وسيكون هذا حال الكورد أيضا في سوريا , في المستقبل القريب, نتمنى من المعارضة التي تسعى إلى تغيير, وأن تتعاطى مع هذه المسائل بعقلية ديمقراطية منفتحة, وتكون على قدر المسؤولية, وإلا ما الفرق بينها وبين تلك الأنظمة الشمولية الحالية في هذه المنطقة؟
لا شك أن هناك الكثير من المفاهيم والمصطلحات الشمولية لا تزال سارية في الواقع, فهي بحاجة إلى تغيير جذري فيها, لأن لها دلالات سلبية وتداعيات خطيرة على الواقع الراهن, ولذلك نقول لا بد أن تتلازم مع أية ثورة تغيرات في المجالات كلها, ليكون التغيير جذريا وحقيقيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الطاغية, أ.د. إمام عبد الفتاح إمام.
2- عن صحيفة القدس العربي.
3- القدس العربي.



#زارا_مستو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني الكوردي فشل أم نجح في توحيد صفوف الكورد ؟
- الحوار مع المحامي والكاتب مصطفى إسماعيل -عضو الهيئة التنفيذي ...
- الحوار مع الكاتب والإعلامي عمر كالو -عضو الهيئة التنفيذية لل ...
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية(7)
- ثنائية جلد الذات والتمجيد في الخطاب الكوردي؟!
- مصالح الدول والربيع العربي!
- الحوار مع الأستاذ الجامعي كاوا أزيزي
- الحوار مع الأستاذ مصطفى جمعة القائم بأعمال سكرتير حزب آزادي ...
- عوامل انتصار الثورات و الانتفاضات في منطقتنا ؟
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 6 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 5 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 4)
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 3 )
- مخاوف كوردية تجاه مواقف المعارضة السورية ( 2 )
- مخاوف كردية تجاه مواقف المعارضة السورية
- أحضني يا أبي
- لماذا تخاف الأحزاب الكوردية من انعقاد مؤتمراتها؟
- حوار مع الكاتب والسياسي صالح جعفر
- أسباب ظاهرة الانتحار في مجتمعنا !
- الحوار مع عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا مصط ...


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زارا مستو - الثورات العربية ومخلفات الثقافة الشمولية