أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - السعودية: نجم الليبرالية الجديد














المزيد.....

السعودية: نجم الليبرالية الجديد


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أفهمه أن النظام العربى العلمانى الذى كان ديكتاتوراً سياسياً، لكنه منفتح ثقافياً نوعاً ما على صعيد ممارسة المواطنين حرياتهم الاجتماعية، انتهى ليحل محله نظام دينى مجبر وفق الديمقراطية الجديدة على منح الناس حقوقهم السياسية مقابل سلبهم حرياتهم الخاصة. ما أفهمه أن الناس سئمت الحرية الفردية أو أنها لا تعى قيمة فقدان تلك الحرية. وما أفهمه أن المطالب السياسية والاقتصادية قد طغت فى السنوات الأخيرة على المطالب الثقافية.

تبريرات أقلام الليبراليين تطمئن أصحابها وأنصارها بأن الناس قد صوتت للخبز واللحم والخدمات المجانية التى قدمها الإسلاميون وليس للفكر. الفقر هو السبب، هكذا تقول تبريرات لا تقتنع بأن الشعب العربى أصبح ملتزماً دينياً بغالبيته، وأن صوته اتجه لحبس الحرية ومحو الثقافة باسم الله. عموماً، ستكون المرأة نجمة السنوات المقبلة، فالفتاوى العربية لا تكتمل إلا إن كانت حواء بطلتها. وكل شيخ لابد أن يزج باسمها بين حروف فتاواه كدليل ذوده عن طهارة المسلمين، خاصة أن أصل كل الأفعال ذرائع ومفاسد ودعوة لفجور المرأة.

فى النهاية سيجتمع حشد من السياسيين الكبار لمناقشة قانون منع خروج المرأة من منزلها بعد الثامنة مساء مثلما حدث فى برلمان الكويت قبل سنوات قليلة حين كانت غالبيته إسلامية. أو يمضى حشد من السياسيين الكبار أوقاتهم البرلمانية بالبحث عن طريقة ملائمة لإخفاء هذا الجسد النجس، من باب سد الذرائع ليس إلا. الأوقات المقبلة مخصصة لإعلاء راية الإسلام وتلك الأجساد المغرية لاهية عن خدمة الراية.

يعتقد البعض أن الديمقراطية الجديدة لن تسمح بأن يدوم حكم ما للأبد. لكن الإسلاميين ليسوا جماعات عادية، بل هم دول تعيش بيننا. دول داخل الدول. هناك دولة إسلامية داخل كل دولة عربية. لذا، فسنوات حكمهم ستكون كافية لتسلم عروش الفكر والعقول وتحويل دفة البلد لنحو يرضيهم إلى ما بعد انتهاء مدتهم.

البعض الآخر يعتقد أن الإسلاميين من مخلفات الأنظمة القمعية. وجودها صنعهم وهى من استغلهم وقت الحاجة قبل أن تقمعهم وتسجنهم وتستخدمهم للتخويف من الثورات.. باختصار، هم من المخلفات. والحاجة لوجودهم انتفت، كحال أغلب التيارات الفكرية التى تظهر وسط بيئة وظروف معينة وتقترب مدتها الزمنية من نهايتها حين تتحول البيئة أو تنتهى الظروف التى رعت نشأة تلك التيارات،

هذا برهان على أن فرقعة الإسلاميين وفوزهم لن يطولا سنوات كثيرة، وسيعود الثائر الذى استشهد رفاقه أمامه بالميادين ليفكر فى ثقافة بلده، فبعد أن دفع من جسده لإعلاء وطنه سياسياً وديمقراطياً.. أيكون ذلك على حساب ثقافته ورفعته؟!

هل أخرج الديكتاتور الذى أنهك الشعب بطريقته ليصوت لآخر ينهك الشعب بطرق أخرى؟!

سيعود الثائر ليفكر فى نهضة بلده العلمية والاقتصادية والتجارية، سيفكر فى فنونها وآثارها وجنون إبداعها ورقصها ومزاميرها وتاريخها، ويدفع مستقبلاً تجاه المرشح الذى يضمن لبلده مكانة بين دول العالم المتقدم لا عالم الأحلام والخزعبلات.

إن كانت التحليلات الليبرالية سليمة، فنجم السنوات المقبلة فى رأيى يجب أن يكون للخدمات والخبز واللحم، لعل المواطن يتجه فى المرات المقبلة لنحو معتدل، فيفكر فى مستقبل بلده بدلاً من التصويت للماضى.. إن تحسنت إدارة الدولة للخدمات فسينتقل ولاء المواطن بالضرورة من الجماعة أو الحزب اللذين يعدانه بالطعام والتعليم للدولة والوطن.

هنا يبدأ الربيع الحقيقى، حين يبنى الفكر من جديد وتعاد صياغة الأولويات، ويصبح الإبداع والحرية الفردية أولوية حاسمة بعد أن بدأ المواطن ينساهما من فقره المدقع.

أما إن لم يتحسن الحال واستمرت العجلة الحضارية فى دورانها السريع للخلف فمن يدرى قد تكون بلادى السعودية الدولة الليبرالية الوحيدة عربياً.

صحيح أن العجلة لدينا تدور ببطء ممل يكاد يقتلنى أحياناً وبمعدلات تسارع متدنية، لكنها على الأقل تدور تارة للأمام وتارة للخلف.. وحتى إن لم يكن ذلك الدوران حقيقياً، فالطبيعى أن يدفع الاستبداد الموجود (خاصة الاستبداد الدينى) لتحريض الناس على الخروج منه لعباءة أخرى غير العباءة السياسية التى لن يفضلوها عليه، بل هناك نزعة قوية لدى الكثيرين للخروج من القمع المتشدد إلى فضاء الحرية الرحب،

وهذا نلحظه بشدة فى الأحاديث العامة وقضايا الرأى العام التى تثار وتثبت أن السكان بدأوا يتململون من سلطة رجال الدين التى طال عهدها بعد أن كانوا فيما مضى يعتقدون أن الأنسب هو الاحتماء من كفر الحضارة خلف عباءات أصحاب العقيدة ولحاهم. ما آمل أننا اقتربنا من بداية نهايته يبدؤه العرب اليوم. هربوا من عباءة المستبد السياسى للارتماء فى حضن الدين.

خطأ تاريخى لن ينسوه!

سعودياً، قد نكون بدأنا أولى خطوات التمرد على محاكم التفتيش وصكوك الغفران. ومن يدرى، فقد نقوم لاحقاً بتصدير الليبرالية لجمهوريات العرب مثلما استوردناها منهم ذات مرة.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة
- متى أستطيع..؟
- فتوى المرضعات الجدد
- ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟
- أنا وأزواجى الأربعة


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - السعودية: نجم الليبرالية الجديد