الله ... لا يكترث

أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الله، أيها الإغبياء المؤمنون، لا يؤمن بالمكسيكيون ولا بالتشيليون ولا بالكولومبيون.
الله أيها الأغبياء المغفلون، لا يؤمن بالفقراء والمساكين المذلون المهانون.
الله أيها الإغبياء المصرون، لا يكترث بالبشر أجمعون.
الله أيها الأغبياء المتعصبون المتشددون المكابرون، لا يكترث بالمرضى والعجزة والمتألمون.
الله أيها الأغبياء الذين عنه مدافعون، لا يكترث حتى بكم، وبجهلكم، وبفقركم.
الله أيها الأغبياء يعدكم الفقر، فأى فقر أكثر من هذا سوف تعانون.
الله أيها الأغبياء المؤمنون، خلق الصين والهند وأوروبا والأمريكتين، وأدار لهم ظهره، وتفرغ لتدليلكم، وتقبل قرابينكم، وصلواتكم، وعذاباتكم، ودعائكم بصمت مأفون.
الله أيها الأغبياء المنحوتون، لا يقل كن للشىء فيكون، العلم فقط هو من يقل كن للشىء فيكون، وفى المرض والدواء عبرة لكم، لو كنتم مثقال ذرة تعقلون.
الله أيها الأغبياء الحالمون، يغنى الأغنياء، ويفقر الفقراء، فى تكرار تاريخى مذهل ومضمون.
الله أيها الأغبياء لا يكترث لكم، ولا لقناعاتكم، ولا لحروبكم، ولا لجهادكم، ولا لنكاحكم، ولا لتاريخكم البغيض المخضب بالدم والجنون.
الله أيها الأغبياء التاريخيون، ليس رحيما وحنون، ولا رءوفا وغفور، فإذا كان رحيما، فلماذا يصنع جحيما؟
الله أيها الأغبياء الملحدون المزدوجون، العابدون محمدا وعليه متوكلون.
الله أيها الأغبياء الخزفيون، لم يحرك ساكنا من علياءه منذ قرون.
الله أيها الأغبياء المكبوتون المحرومون الشبقون، غافل عنكم بتجهيز الجنة والخمر والولدان المخلدون.
الله أيها الأغبياء القاتلون المقاتلون، لم يأبه، ولم يكن يأبه، لجهادكم وسباقكم نحو الموت بجنون.
الله أيها الأغبياء الداعرون، لا يكترث للمغتصبات والمغتصبون، لا يكترث للعانسات والدميمات والفقيرات، وليالى السهر والسهد والانتظار والأمل الممنون.
الله أيها الأغبياء المحتالون، لا يكترث لسكان الأقبية والخرائب والعشش والقبور.
الله أيها الأغبياء الرحيمون، لا يكترث باليتيمات واليتيمون، ويكترث فقط لهوى نبيه المعصون.
الله أيها الأغبياء القاصرون، لا يكترث بكائن اسمه المرأة، فلا حق لها ولا شهادة ولا ولاية والنار مثوى لها.
الله أيها الأغبياء المهووسون، لا يكترث سوى لحيض المرأة، ونفاس المرأة، ورضاع المرأة، وجماع المرأة، ونجاسة المرأة، وكأنها خلقت لا لتكون.
الله أيها الأغبياء الغافلون، يشارك نبيه خمس الغنائم، وعنده خزائن السموات والأرض، لو تعلمون.
الله أيها الأغبياء الكسالى الراضون الخانعون، أشترى منكم عقولكم وأرواحكم وأجسادكم ومصائركم ومصائر ذرياتكم، بأن لكم السراب فيه تنكحون وتأكلون.
الله أيها الأغبياء المنقرضون، قد أيد داروين، عندما جعل اليهود الملاعين، فى نصه المقدس، أحفاد القردة.
الله أيها الأغبياء المختارون، قد جعل عيسى، رسول النصارى الكافرين، متسامح ومتسامى وحصور، وجعل رسولكم متصابى ومتناكح وعجول.
الله أيها الأغبياء القرآنيون، قد رفع عيسى رسول النصارى الكافرون إليه، ولم يرفع السم عن الشاه المرسلة إلى رسوله المعصوم.
الله أيها الأغبياء الدجالون، الذى لم يكن له كفوا احد، قد صلى على نبيه، وقرن اسمه باسمه، وكتب اسمه على العرش، ثم وبكل لجج وتبجح تنكرون الآب والأبن.
الله أيها الأغبياء الخيرون، قد أسهب فى ذكر اليهود الخاسئون، فى نصه المقدس، أكثر مما ذكركم أنتم أيها المؤمنون المخلصون.
الله أيها الأغبياء الأغنياء، لا يكترث للفقراء المعذبون، ولا لسكان العشوائيات المهمشون، لا يكترث للمشردون واللاجئون، لا يكترث كيف أكلوا؟ وأين ناموا؟ وحتى متى سوف يكونوا بالنواجذ على غريزة البقاء متشبثون.
الله أيها الأغبياء الموسرون، لا يكلف نفسا وسعها، فيرسل لكم الأموال، ويرسل لهم المحن والكرب والابتلاء والألم والأنين.
الله أيها الأغبياء المبتلون، يبتلى الفقراء بالمرض، ولا يبتليهم بالأموال لعلاج ذلك المرض.
الله أيها الأغبياء القرآنيون، الله القرآنى، لا يختلف عن الله التوراتى، فهو أو كلاهما، لا فرق، يحب القتل ، وسفك الدماء، والتلذذ برائحة الشواء.


وأن آخر دعائى أن ...
اللهم إنني كنت أنتظرك ... اللهم إنك لم تأت.

وختاما ...
إن كان كلامى به بعض غريب اللفظ، فلا جرم ولا جناح على، فكلام الله المقدس به أيضا بعض غريب اللفظ، مثل سندس وإستبرق وغرانيق وخراصون.

#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين