أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى القرة داغي - ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع














المزيد.....

ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 17:04
المحور: كتابات ساخرة
    


سَبع صَنايع والبَخت ضايع، مثل عراقي قديم يقال دائماً عَن الشَخص الذي يُجيد أكثر مِن صَنعة ولكنه غير مُحترف، ويقضي حياته مُتقلباً بين هذه وتلك دون تحقيق النجاح في إحداها. إلا إن هذا المَثل لايَنطبق على ساسة العراق الجُدد، الذين أثبتوا خطأه وبُطلانه وعَدَم إنطباقه على حالتهم الإستثنائية بكل شيء وعَن كل سياسيي العالم بفضِل أساليبهم البهلوانية التي لم يكن يعرفها آبائنا وأجدادنا يوم وضعوا المَثل. فلو تتبعنا تأريخ هؤلاء السياسيين وسِيَر حياتهم لوجدناهم يتنقلون مُنذ سنين ذات اليمين وذات الشمال بَين صَنعة وأخرى كأنهم جوكر لعبة الورق، بل إن أغلبهم كالطماطة (للطَبخ وللزلاطة)، وبالتالي فما يجب أن يقال عَنهُم هو ليسَ (سَبع صَنايع والبَخَت ضايع) وإنما (سَبع صَنايع والبَخَت مََضايع).
لقد تحَوّل الدكتور علي الدباغ مثلاً مِن خبير بشؤون المَرجعية الى مُتحدث بلسان رئاسة الوزراء وأخيراً وزير دولة ، وسَيَتبقى لديه بعدها 4 صَنايع حتى يَتم السَبع صَنايع. أما السَيد صولاغ فقد أتم حتى الآن 4 صَنايع، وبقي لديه3، بعد تحَوّله مِن رئيس تحرير جريدة نداء الرافدين التي كانت ناطقة بلسان المَجلس الأعلى سابقاً الى وزير إسكان وتعمير بحكومة الدكتور عَلاوي ثم وزير داخلية بحكومة الجَعفري، وأخيراً وزيراً للمالية بحكومة المالكي السابقة. أما الدكتور موفق الربيعي فقد تحَوّل مِن طبيب الى وكيل للمَرجعية الى مُستشار للأمن القومي، وأخيراً رئيس حِزب طامِح برئاسة الوزراء. أما الدكتور الجَعفري فشَغل حتى الآن3 صَنايع وباقي4 لتكتمل السِبحة، فبَعد صَنعة الطِب أصبح نائب رئيس جمهورية بحكومة الدكتور عَلاوي، ثم رئيس وزراء للحكومة الإنتقالية التي لم يَطِق عَنها فكاكاً (لولا المَلامة والتوازُنات التي قضَت بتنحِيَته وإستبدالِه بالمالكي) مُخلفاً ورائه تركة مِن المُستشارين أغلبهم يَمتلك سَبع صَنايَع وبَختة مَضايع. فقد تحول أحَدُهُم مِن مُهندس حَسبما كان يدعي الى رَجُل أعمال ثم مَسؤول عَن إعمار العراق الذي لم يَكُن يُطيق سَماع إسمِه.وتحَوّل آخر مِن رَوزخون ووكيل للمَرجعية بإحدى الدول الأوروبية التي تلاحِقه قضائياً بسَبَب إستمراره بإستلام مَعوناتها المالية الى مُترجم للأمريكان عند دخولهم للعراق، ثم مُستشار بوزارة النفط يُشارك بوفودها لمُنظمة الأوبك ويُفاوض عَنها مَع شركات النفط العالمية، وأخيراً أميناً عاماً لمجلس الوزراء. أما الثالث الذي يَقطُر سُمّاً فقد عَمل موظفاً بوزارة الداخلية الإيرانية، ثم مُراسلاً لإحدى الشبكات الإخبارية بإيران، وأخيراً مُستشاراً لرئيس الوزراء. فيما تحَوّل رابعهم مِن رئيس لتحرير جريدة حزبية مُعارضة في لندن قبل سقوط النظام السابق الى سَفير في دولة عربية بَعد سُقوطه، وأخيراً مُستشاراً لرئيس الوزراء. أما الخامِس فتحَوّل مِن تقني في العراق الى تاجر في الأمارات ثم كندا، وأخيراً مُستشاراً لرئيس الوزراء.أما السادسة فقد تحَوّلت من مُحامية مَغمورة وحامية لحِمى الحِزب والثورة في زمن النظام السابق الى مُتحدِّثة بلسان البيت الشيعي والمؤتمر الوطني وحامية لحِمى الطائفة والمذهب بعد سقوطه، وأخيراً وليس آخراً مُستشارة لرئيس الوزراء، وأكتفي هنا بهذا القدر فالقائمة تطول والله المُستعان.
إن مشكلة هؤلاء السياسيين هي أنهم لايَسمَحون لغيرهم مِمّن لديه المَقدرة والكفاءة بدخول مِضمار السياسة في العراق،وتولي مَناصب سيادية ووزارية وإدارية فيه. فمُنذ2003وهُم يتقاذفون مَناصِب الدولة كالكُرات فيما بَينهم، فما إن تترك إحداها يَد أحَدِهِم، حتى تسقط بيَد الآخر، وهكذا دَواليك مُنذ 7 سنوات، كأنها حَكر عليهم وعلى أحزابهم، أو ضِيَع إقتطعت لهُم ولأجدادهم. لذا لن يتسَنى للعراق أن يَتطور إن بقي دائراً بفلك هؤلاء، الذين يُمثلون جيلاً سياسياً تجمّدت أفكاره وبليت رؤاه وشاخَت دمائه، ويحتاج لأفكار حَيّة ورؤى جديدة ودماء شابة تعيد له الحياة وتمضي بحياته السياسية قدماً الى الأمام.
ربما قد يتسائل البعض ويَغمُز ويَلمُز عَن سَبَب توجيهي للنقد وإعطائي لأمثلة عَن هذه النماذج من ساسة محسوبين على تيار سياسي مُعين فقط. وأقول يوجد بين التيارات السياسية الأخرى مِثل هؤلاء، لكن نِسبة مَن شغلوا مِنهُم مَناصب ليسَت مِن إختصاصهم قليلة مُقارنة بنظرائهم الذين ذكرناهم، وقليل جداً مِنهم مَن تنقل خلال السنوات الماضية بَين أكثر مِن مَنصبين أو وظيفتين مُختلفين لا علاقة لإحداها بالأخرى، أما الجَماعة الآخرين فقد جَمَعوا بَين إختصاصات لا عِلم ولا دراية لهُم بها ولا علاقة لإحداها بالأخرى!

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنها الثورات الرَعناء لا فخر وما غير هذا مِنها يُنتظر.. ليبي ...
- ثقافة الرقيب ودورها في تسطيح ثقافة و وَعي الشارع العراقي
- ساحة التحرير بين التظاهرات الشعبية والمَسيرات الحكومية
- 14 تموز، نراه إنقلاباً وجريمة ويرونه إنجازاً وثورة، وبيننا و ...
- إنهيار أنظمة الشرعية الثورية الجمهورية وصمود أنظمة الشرعية ا ...
- الفنانة سُهير أياد.. بين إنطلاقتها وإعتزالها فيض من الإبداع
- ثورتا تونس ومصر، قراءة أولية محايدة
- هل نحن مقبلون على سنوات عجاف أسوء من التي سبقتها ؟
- نخبنا الثقافية والسياسية بين تقديس الثورات وتسييسها
- بين إنتفاضة 1991 وإنتفاضة 2011 تأريخ العراق يعيد نفسه
- تحية حب وإعتزاز كبيرَين لتشكيل التيار الديمقراطي في ألمانيا. ...
- لماذا العجب يا مثقفينا من قرارات مجلس محافظة بغداد ووزارة ال ...
- هل كان تشكيل التحالف الوطني إنقلاباً أبيض على العملية السياس ...
- السيد المالكي وحزب الدعوة على خطى السابقين
- لنختار مسيحياً و إيزيدياً و صابئياً لرئاسة جمهورية و وزراء و ...
- ضبابية المصطلحات بين ثورات وإنقلابات
- أما آن الأوان لمحاكمة قتلة العائلة المالكة العراقية وإعادة ا ...
- عراق الأمراء.. من أمراء القصور الى أمراء الوحدات الى أمراء ا ...
- السيد المالكي.. نعم (كدر واحد ياخذها) عبر صناديق الإقتراع فه ...
- هل ستستجيب الأقدار لإرادة الشعب العراقي في الحياة ؟


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى القرة داغي - ساسة العراق الجديد، سَبع صَنايع والبَخَت مَضايع