عادل صالح الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 11:16
المحور:
الادب والفن
جون بيريمان – قصيدة الكرة
ترجمة: عادل صالح الزبيدي
جون بيريمان (1914-1972) شاعر أميركي من مواليد مدينة مكالستر بولاية أوكلاهوما، يعد واحدا من أبرز الشعراء الأمريكان خلال النصف الثاني من القرن العشرين وأحد أعمدة الحركة الشعرية التي تعرف بمدرسة الشعر الاعترافي. ظهرت أولى قصائده في مجموعة بعنوان ((خمسة شعراء أميركيين شباب)) عام 1940، وبعدها بعامين نشر أول مجموعة بعنوان ((قصائد)) تلتها مجموعتان أخريان، إلا أن شهرته انطلقت بعد نشره أول مجموعة في سلسلة قصائده الشهيرة أغاني الحلم وهي بعنوان ((77 أغنية حلم)) عام 1964 حازت على جائزة البوليتزر لعام 1965 لتضعه في مصاف أبرز شعراء جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية من أمثال روبرت لويل وإليزابيث بيشوب وروبرت شوارتز.
واصل بيريمان نشر قصائده ضمن سلسلة أغاني الحلم ليفوز بجائزة الكتاب الوطني ثم جائزة بولنغن. في عام 1970 نشر مجموعة بعنوان ((الحب والشهرة)) وهي مجموعة قصائد متصلة بأغاني الحلم إلا انه أسقط فيها قناعه الشعري الذي يختبئ خلفه تحت اسم هنري ليتكلم صراحة باسمه الحقيقي، ثم نشر مجموعة أخرى مثل هذه الأخيرة إلا إنهما لم ترقيا إلى مستوى شعره الاعترافي المقنع. عمل الشاعر بالتدريس الجامعي ومات منتحرا بعد معاناة طويلة من الإدمان والاكتئاب.
قصيدة الكرة
ما الذي على الفتى الآن، الذي أضاع كرته،
ما الذي، ما الذي عليه أن يفعل؟ رأيتـُها تذهب
قافزة بمرح، نحو الشارع، ومن ثم
بمرح ثانية—وها هي ذي في الماء!
لا فائدة من القول: "أوه، ثمة كرات أخرى":
حزن مقلق مطلق يهيمن على الصبي
وهو يقف متصلبا، مرتعدا، متتبعا بتحديقه
أيامه الفتية كلها نحو المرفأ
حيث ذهبت كرته. لن أتطفل عليه،
مقدار ضئيل من المال، كرة أخرى، لا قيمة لها. انه الآن
يشعر بالمسؤولية الأولى
في عالم من الامتلاكات. دوما سيأخذ الناس الكرات
وستفقد الكرات، أيها الفتى الصغير،
ولا أحد يعيد شراء كرة باعها. المال شيء ظاهري.
انه يتعلم، تماما من خلف عينيه اليائستين،
نظرية معرفة الفقدان، كيف يصمد أمام
معرفة ما لابد لكل إنسان أن يعرفه يوما ما
وما يعرفه أكثر الناس أياما عدة، كيف يصمد
بينما يعود الضوء إلى الشارع تدريجيا،
تطلق صفارة، الكرة تختفي عن الأنظار،
قريبا سيستكشف جزءٌ مني قاعَ المرفأ
العميق والمظلم... أنا في كل مكان،
إنني أعاني وأتحرك، عقلي وقلبي يتحركان
مع كل ما يحركني، تحت الماء
أو يطلق صفيرا، إنني لست فتى صغيرا.
#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟