أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسام عيتاني - 11 أيلول الآخر














المزيد.....

11 أيلول الآخر


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 240 - 2002 / 9 / 8 - 01:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    




11 أيلول الآخر

 
قبل 28 عاما من احداث 11 ايلول في نيويورك وواشنطن، كانت مأساة اخرى تجري في مكان بعيد عن ابراج مانهاتن. تقدمت الدبابات بعد قصف جوي لتحتل قصر المونيدا في العاصمة التشيلية سانتياغو، لتقضي على التجربة الديموقراطية الأعرق في اميركا الجنوبية وتنهي حكم الرئيس الاشتراكي سلفادور اليندي.
قصة التدخل الاميركي في التشيلي واميركا الجنوبية عموما طويلة، تزخر بالدماء والدموع وتفوح منها روائح الدولارات والخيانة. وتشير التقارير، التي اسقطت السرية عنها في الاعوام القليلة الماضية، الى ان وكالة الاستخبارات المركزية كانت تتدخل بانتظام في الانتخابات التشيلية منذ العام 1958، وانها بذلت جهودا كبيرة للحيلولة دون انتخاب اليندي في العام 1970 من خلال مجموعة من <<البرامج الاستراتيجية>>، تقوم على الضغط السياسي والتهويل الاعلامي وابلاغ القادة العسكريين عدم تحبيذ واشنطن لتولي الماركسي اليندي للحكم، كإشارة مباشرة للقيام بانقلاب عليه. تضمنت هذه البرامج اجراءات <<تكفي لتجعل الاقتصاد التشيلي يصرخ من الألم>>، وفق التعبير الذي استخدمه مستشار الامن القومي للرئيس ريتشارد نيكسون، هنري كيسنجر. وتتضمن الكثير من التقارير الاميركية مفارقة تستحق الانتباه. فمقابل الشرح التفصيلي لدور اجهزة الاستخبارات قبل الانتخابات الرئاسية، تحتوي هذه التقارير على اشارات موجزة للغاية عن دور ضباط الاستخبارات بين العامين 1970 و1973. وتذهب بعض الشهادات امام مجلس الشيوخ الى حدود التبرؤ من انقلاب الجنرال اوغستو بينوشيه و<<الانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان>> التي ارتكبتها قواته بعد الانقلاب، بالقول ان الولايات المتحدة لم تعد تطلب صراحة الإطاحة بأليندي بعد الانقلاب، وان كانت محاولات منعه من تولي منصبه استمرت الى يوم أدائه القسم الدستوري.
على النقيض من هذه الرواية، لا يغيب دور الاستخبارات الاميركية وشركة <<آي تي تي>> عن أي من شهادات معاصري تلك المرحلة والمشاركين في صناعة احداثها. فالانقلاب في التشيلي شكل زواجا سعيدا آخر بين الضرورات الاستراتيجية الاميركية والمصالح الاقتصادية.
الاولى ترفض وجود <<كوبا ثانية>> في جنوب القارة وسط خشية من امتداد النفوذ الشيوعي والحرب الباردة الى ساحات اقرب الى اراضي الولايات المتحدة، والثانية تريد استمرار سيطرتها على صادرات التشيلي من الرصاص، الحيوي للصناعات الكهربائية والالكترونية.
وبعد العام الاول من حكم اليندي، بدأ الاقتصاد التشيلي <<بالصراخ>> عندما تقدمت الحكومة نحو تأميم الصناعات والقطاعات الاقتصادية الرئيسية. وفي غمرة الاضرابات والتحركات المعارضة لاصلاحات اليندي، تتخلص قيادة الجيش من كل الضباط الذين تشك في تأييدهم للجمهورية والديموقراطية، وتنتقل الى الهجوم المباشر على القصر الرئاسي وتعرض على اليندي ممرا آمنا والسفر الى خارج البلاد. يرفض الرئيس فتقع المجزرة. عشرات القتلى من حراس القصر الجمهوري ومؤيدي اليندي الذين رفضوا تسليم البلاد الى الديكتاتورية بلا ثمن. وغداة انقشاع غبار المعركة تنشر الصحف صورة لجثة اليندي ملفوفة بالعلم التشيلي: انتحر الرئيس، تقول السلطات العسكرية الجديدة. نحروه، ترد المعارضة المطاردة. وتبدأ اعوام الحكم العسكري الطويلة والمظلمة.
11 ايلول الآخر، في العام 1973، حمل كل بصمات السياسة الاميركية في الستينات والسبعينات: محاربة التمدد الشيوعي عبر دعم أي نوع متوفر من الحكام، وتحقيق المصالح الاقتصادية والسياسية الاميركية، ولو بالقوة العارية.
هل شكل 11 ايلول في التشيلي، وغيره من ايام مشابهة في ايران ضد محمد مصدق، وفي الكونغو ضد باتريس لومومبا، ودول عربية واميركية جنوبية كثيرة، مقدمة لذلك الذي وقع في الولايات المتحدة؟. هل سيتكرر <<11 أيلول>> في العراق قريبا؟
متحف التضامن مع سلفادور اليندي
http://www.mssa.cl/home.html
سلسلة من التقارير عن دور الولايات المتحدة في التشيلي على موقع جمعية العلماء الاميركيين منها:
http://www.fas.org/irp/world/chile/allende.htm
http://www.fas.org/irp/ops/policy/church-chile.htm
جريدة السفير


#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن الأرض؟
- أستراليا: اللاجئون ومراكزهم
- قبل فوات أوان الإصلاح
- مناهضة الامبريالية للاغبياء
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسام عيتاني - 11 أيلول الآخر