أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-














المزيد.....

( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


قبل أن أتحدث عن روايتها الأخيرة، كنت أمني النفس بالكتابة عن روايتها الجميلة العميقة " حبل سري" ، لكن ماكتبه نقاد تشهد لهم ساحة النقد الأدبي بالكثير..جعلني أقف مترددة..وأصبحت مهمتي أشد صعوبة، فماقالوه عن إبداع مها وقدرتها الروائية وحبكتها العميقة..التي جعلت من اسمها أحد الأسماء التي تتصدر الحركة الأدبية الروائية السورية، بنت من بنات جيلها ممن يعبرن طريق الأدب الموحل، والمليء بمطبات وعلاقات ومصالح تضيع أمامها الطاقات المتفجرة بيننا..لكن نور الشمس مهما حاول غربال التعتيم أن يغطيه بثقوب التجاهل المتعمد أحياناً ، والمغلف أحياناً أخرى بمخلفات عقل مؤامراتي تثاقفي ، لابد أن تنفذ أشعته من ثقوب الدوائر المفتعلة، لأن روايات مها حسن الواضحة المصورة بمصداقية غير عادية، والتي يمكنني أن أسميها في روايتها الأخيرة" بنات البراري"، أنها سينمائية الكلمة..حملت الصورة ورسمتها بريشة فنان محترف يفهم مهنته ، يعرف طريقه، يقرأ مكانه وزمانه وموطيء قدمه، لكنها في الوقت نفسه وفي هذه الرواية تحديداً أرَّخَّت لحالات نسوية ولقصص موجودة بين ظهرانينا ونعيش مآسيها كل يوم ،ومازلنا نقف حيالها مكتوفي الأيدي، وستبقى هذه الرواية ناطقة بهذا الألم إلى أن ننتهي منه كلياً على أرض الواقع من خلال قوانين تنتصر للمرأة ..
فشخصيات مها..هي ابنة المدرسة، ابنة الريف، المثقفة، ابنة الفلاح، لافرق إلى أي شريحة اجتماعية تنتمي..لكنها تعيش نفس الرعب وتتغذى على نفس الأساطير حول علاقتها بالجنس الآخر، فتأتي مها لتكسر هذا التابو..وتسميه باسمه الحقيقي دون أن تعير أذناً لدروس التربية والتنشئة المحشوة بالخوف والرهبة من كلمة " الحب"، فتعطيها مها حقها ومكانتها ، رغم التشويه المجتمعي والموت المنتظر لضحايا الحب، لكن ضحايا الحب في بنات مها " بنات البرية"..يخرجن على المألوف ويتحدين التقليد والقيود، يحملن شخصيات قوية ..ويدفعن ثمن حرية سعادتهن لأيام ثمناً باهضاً..تخرج صرخاتهن من روح أجساد تقطر دماً، ورؤوس حُصِّدت وجُزَّت لأنها أحبت ومارست حقها في الحياة وفي جسدها، رافضة أن تكون ملكاً لكل البرية ومحيطها..محولة حياة من يعلنوا سيادتهم ووصايتهم على كيانها إلى جحيم أحمر يظل مرافقاً لهم طيلة حياتهم ويغرقون بلونه ، تلاحقهم لعنته حتى لقمتهم وألوان بيوتهم وشوارعهم وحقولهم وبراعم زهورهم تتحول معها دماء الضحية لزهور تحمل أجراساً تقرع وتقض مضاجع نومهم تقول مها:" ظلت القرية دوماً غارقة في الأحمر . بمرور الزمن اعتاد الناس ذلك العيش، العيش الأحمر، كانوا يعيشون في الأحمر، يفكرون في الأحمر، لالون آخر تراه العيون سوى الأحمر، اللون الوحيد المتسلط، المطلق، الأوحد".
رواية مها حسن" بنات البراري" رواية تسحق أن نقرأها ونقف طويلاً أمام فصولها التي تحمل ألوان الحياة، حيث تمنح لكل فصل لون..يتشكل حسب موقف الإنسان من التقليد، من حياته المعقدة بيده ومن خلال ثقافته الخاطئة، التي تهدف مها وبجرأة أن تطرحها على بساط التغيير
أعود للاعتذار..كوني لست ناقدة أدبية، لكن من حق مها علينا ومن حق هذه الرواية وغيرها من روايات مها أن نقول فيها كلمة حق صادقة، بعيدة عن المصالح والمآرب..
اقرأو ماتكتبه مها فهي منكم وإليكم..تنطق بلسان حالكم المعوجة..لنضعها جميعنا على سكة الإصلاح والعدالة الاجتماعية
ــ 01/12/2011



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - ( بنات البراري) للكاتبة السورية المبدعة - مها حسن-