|
ربيع.. في بيتي..!!
توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 23:38
المحور:
كتابات ساخرة
يبدو أن شذى الربيع العربى الفواح قد وصل الى بيتي المباح ..!! وبما أني الحاكم الأمر الناهي منذ ثلاثة عقود، فمن الطبيعي ان اخشى على الكرسي المعبود ..!!خاصة واني صرت مسكونا بهاجس المؤامرة وارى كل شيء في هذه الدنيا من هذه النظرة الغابرة ..إلى درجة أني ظلمت لا حول الله ا أمير إمارتنا الوديع ..!! واتهمته بالتكتكة في مسالة الربيع.. !! مع الامريكان والاروبيان والحكيم اردوغان .. ،والى درجة أني أسأت الظن.. -سامحني الله- في حسنات ،وبركات المفكرالانساني (برنار) ابن شعب الله المختار في ليبيا وفي الجوار..!! وهو يقول جهارا نهارا حتى هزه الطرب ... (من منطلق يهوديتي وصهيونيتي ساندت ودعمت وادعم ربيع العرب)..!! أيها القراء.. اغفروا لي نفسيتي المريضة الموسوسة..!! ، فقد اتلفها للأسف إدماني الشديد لقراءة التاريخ القريب والبعيد .. !! ومبالغتي في الربط بين عوامل التعرية والزمن ،وبين عنب الشام ،وتين اليمن ..!! العبد الفقير... وحسب أخرتشخيص لحالتي من الاطباء المحللين انصار الربيع العارفين..!!يشتبه في اصابته بعدوي الانتصار للبلطجية والشبيحة لأنه يجدف بحق الثورجيين الاحرار..كلمات لاذعة وغير مريحة ..!! علاوة على انه لا يقول عادة (امين ) لدعاة الولاة والسلاطين ،ولا يواظب في الدواووين على صلاة الضحى..، و يعاني والعياذ بالله من عقدة الاستغراب ،ومن فوبيا اللحى ..!! والله...وبكسر الهاء..عقلي مش مريحني..!! كنت أتمنى أن أكون كأقراني من الكتاب الدراويش الذين وضعوا عقولهم في حجاب ..!!واخذوا يرددون ما حفظوا عن أسلافهم من خطاب ..!! أو أكون من الكتاب الضفادع الذين يرقصون مع كل راية ويبيعون ظهور امهاتهم وصولا لأي غاية..!! ينوحون مع كل نائحة ،وقد اخذوا من الماء الخواص لالون ولا طعم ولا رائحة ..!! لم يكن امامي والحال شوربة..!! الا ان اتغير واتطور واسير في تيارالكهربا..على طريقة (اتلحلح.. مشي حالك..)!!
مزقت قناعاتي المرة بعد تجربة 4سنوات في كنف الانقسام ..!! وتخليت اخيرا وبعد 45عاما عن مقولة استاذي العروبي دقران ابن عبد السلام !! (كن أي شيء الا ان تكون ضفدعا)..!! و خضعت باختياري لعملية غسيل دماغ بماء امريكي معطر وبخور من عود وهابي وعنبر..!! بدأت اعشق مولاتنا الجزيرة .. ،واحفظ عنها متونها واسانيدها المثيرة صرت اردد صباح مساء مع المرددين ..المنشدين الله يخليك ياسيدنا الامير العدنان.. آن.. أن الله ما يحرمنا من السلطان عبد الحميد اردوغان ..غان..غان اللهم انصر السلفيين ووحقق دولة الاخوان..!! ..وان.. وان الله.. يجحم كل الرؤسا العرب.. من قتل ،ومن عزل ،ومن هرب.. !! لم اكتف بذلك.. بل لوحت بحطة امي البيضاء وغيرت العلم ..!! وهتفت ياهلا ويامرحبتين باوباما سيد البرين وسركوزي موحد القطرين..!! ياسلام...!! هكذا يجب ان يكون الخطاب .. فمن حرر ليبيا من احتلال القذافي ..!! يستطيع تحرير حيفا ويافا من الاغراب .. !! ومن يسعى لتحرير الشام من البعث والقوميين قادر على توجية الزحف العثماني فورا الى فلسطين..!! يا ناس... كل المشايخ حلوين..!! في الفضائيات .. في الانتخابات ..بس احنا اللي مش فاهمين لا تصدقوا من يقول : انهم باتوا من اصحاب الملايين ..!! وإنهم يأكلون الدنيا بالدين ..!! إنما هي الغيرة والحسد ..أخر ما لدى العلمانيين الساقطين التافهين..!! ولا تصدقوا ان الغرب يكرهنا ويحتقرنا.. !! مادمنا نحن الطائعين ..الساجدين الراكعين..التابعين..!! فكل ما في التاريخ يا ناس.. ليس له اساس.. لا سايكس كان ولا بيكو .. ولا استعمار استعبد أهاليكو ..لا ..ولا حتى كان و ياما كان .. من ظلم الجندرما.. ،ومن مذابح الفرس والرومان ..!! انظروا يا أولي الألباب إلى تحالف الأحباب ..!!وقد انتصرنا بفضل الله في أول غزوات صناديق الانتخاب..!!
انسوا واشنطن وهي تتربص ، وباريس وهي تتلمظ ،وروما وهي تتهيأ ،ولندن وهي تتسحب..!! في غابة مفعمة بالنفط والعمل الإنساني وانساني ولا تسال عن السبب.. كلما انعقد مؤتمر للنعاج العرب.. !!فمهما كان التبرير والتعليل لا مهرب من رقصة التدويل ..!! والمطلوب في نهاية التمكين.. رأس بشار اللعين ..!! واعطس ..يرحمكم الله عفوا... كتمت ضحكتي .. لما قرات العنوان بالبنط العريض في صحيفة البلد (شباب الثورة.. لم ينجح احد) ..!! قلت: بيستاهلوا.. في بيعة التحرير لعبوا بدري بدري ،وغيرهم من الآخر-كما توقعنا- لهف الدوري..!!
المهم أني لاحظت في المدة الأخيرة في دولتي المستقلة الصغيرة أن هناك عصيانا مدنيا ،وشبه تمرد بدأه ابني المغلول.. من صحن الحمص والفول ،وقد رفع راية (سلمية .. سلمية)..!! ولكن سرعان ما ركب الموجة ابني القبضاي الملتحي الذي يمضغ قلبي ليل نهار ،ولايستحي..!! و أشعل نار الفتنة ملوحا بسكين..!! وهتف بامه والحاضرين.. الجهاد الجهاد..!! وعلى مائدة الطعام والقى القنبلة ..!! بحجة ان الخبيزة والحمصيص لم يعودا مناسبين للمرحلة..!! ولابد من التغييروالاقتراب.. من البيتزا ورائحة الكباب ..!! لم يكن هم المفعوص الا الحديث المرصوص عن ضرورة تعدد الزوجات وعبقرية إباحة البكيني في المنتجعات..!! ،ووصل به الامربالخروج على الحاكم الذي هو انأ لأنه ضبطني متلبسا بالفساد ،والظلامة، فقد اشتريت لنفسي بالسر كيلو قضامة..!! رغم أني أغدق على الفحل ،واخوته ياما.. بالكتكات، والمكسرات .. ،وامنح القطيع ما يريدون من كسوة ،و مصروفات في المدارس والجامعات..!! ياخسارة .. راحت فشوش ديمقراطية..(طول روحك.... بيهمش.. معلش يابن الحلال)!! وطلعت تربية البابا والماما ذهب مغشوش..!! استنجدت برئيس مخابراتي الولد (خميس) فوجدته يتكتك للمستقبل الوردي مع بنت الجيران ،ويلعب دور العريس ..!! حاولت بالسياسة إخماد النار فلم استطع لان التدخلات الخارجية كانت واضحة والملاعيب فاضحة..!! أحد أبنائي من كثر حضوره للمسلسلات التركية بدا يخاطبني بعين ونص ويهددني كما يهدد اردوغان..!! وابني االاوسط كان في وضع اضرط فقد تقمص صورة الامير عبد المال وأخذ يرمقني بنظرة عقوق من تحت الغترة والعقال ،حتى خشيت على نفسي ان ادخل الحمام بمفردي ،فرفعت منه السحابات والاقفال..!! قلت اعمل عمل عباس الذي شد العزيمة ،واجتمع في عمان مع ليفني بنت ال كديما ..!! فاجتمعت بالمدام اكثر من مرة طلبا للسلام في عودة الحجاج فوجدتها بالحجاب فوق قمة المكياج كما تلكم المذيعة ..!! التي تعمل في قناة القطيعة ..!! فرفعت في وجهي راية التغيير..وطالبت بحرية التعبير ويبدو انها اسست بالشراكة مع اولادها الثائرين ..!!ومن وراء ظهري فرعين لحزب الحرية و العدالة ..!!والسلفيين..!! يا خيبتي... والله ممكن يعملوها عشان الحكم.. ويشتروا فتوى تكفرني..!!
تبلبلت افكاري.. وصار ليلي نهاري.. ،وفكرت في تدهوري وانهياري.. سرحت في ملكوت العلي القويم، فايقنت ان الدنيا لاتدوم لزعيم ..!! تدارست الامر مع الاعمام والخلان .. فوجدت أن إنزال الجيش ،واستخدام الأسلحة الفتاكة من خمساويات ،وبرابيش لن يجدي ..!! فقد فات الأوان وانقلب الزمان فقد اصبح الابن ابا والاب صارمن جملة الصبيان. .!! ونظرت بعين التمعن فيما جرى ويجري من أمر الجحوش التي لاهم لها الا الرفص وقضم القروش..!!.. وخشيت ان امتد بي العمر الى حكم الاربعين ان يصيبني ما اصاب قتيل مصراته المهين..!! قررت... وليت الحكام العرب المنصرفين قرروا مثلي .. ان ماجرى وكان سواء كان مؤامرة ام لم يكن.. لابد وان يكون ..!! في زمن يفتي فيه الفاسق ويكسب منه الملعون .. ،ومن المفيد ان لا أعطي اروبا ،والعربان ، او أمريكا ،واردوغان فرصة للعبث في الميزان..!! لذا جمعت أقطاب البرلمان من خون ،ومن اخوان ..!!وبينت للجميع الامر المدبر..!! وقررت ان اتنحى عن الحكم باختياري قبل أن اجبر ..!! فالدوام لله والله اكبر..!!، وتنازلت عن العرش.. لابني الطموح (ابو كرش)..!! وطلبت فقط الاعتكاف بكرامتي في غرفة منزوية لاحقة..!! مع وعد من الثوار، والسيد اوكامبو بعدم الملاحقة..!! وقعت الاتفاقية .. بدون رعاية الإمارات أو السعودية.. وأغلقت على نفسي باب الدار، وتركت الجمل بما حمل لجحافل الثوار..!! وكلي يقين أن الأيام ستشكف الأخيار من اللئام..!! وربما يذكرني قومي اذا جد جدهم..!! وصلتني برقيات التهاني من السيد كيمون والقنصل الالماني .. ألقيتها مع مخاطي من النافذة وتوجهت لمكتبة الأغاني ..لأجد فريد الاطرش بانتظاري يبكي مولولا ب(حكاية غرامي ) ..!! فبكيت بكاء العليل السقيم .. من ربيع مرتب لئيم ..دخل عشى..فأطار عرشي..!! لكني وبعد وقت قصير.. رقدت مرتاح الضمير.. لاني تركت الحكم الزنيم و لم اتسبب بنزف أي قطرة دم من ابناء شعبي العظيم..!! اللهم ارحم أمتي من جهلها.. فقد جربت الوطنجيين ،والدينجيين فأثقلوا كاهلها..!! ، وجر بت التابعين والثعابين، ففتنوها بما أصابها..!! اللهم ارحم شيوخها وصغارها. وقيض لها من عبيدك المخلصين ا لقانعين من هو أهل لها... اللهم انها امة نبيك العظيم فمن لها سواك وانت حسبها ونصيرها..؟!!
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غنيلي..شوي شوي..!!
-
ها ي هاي إخوان..باي باي علمان..!!
-
ليسوا ثوارا.. وليسوا مسلمين..!!
-
الله اكبر.. سكر على زعتر..!!
-
دولة للكلاب..!!
-
طبق اليوم
-
الله وليبيا والناتو ..وبس..!!
-
المختصر..في زوبعة وطن على وتر..!!
-
من حوقلة الى صوملة..!! حول
-
مت قاعدا..!!
-
وعادت ريما......!!
-
في بيتنا... موساد..!!
-
المتغطي بالامريكان ...عريان..!!
-
شايف وخايف..!!
-
مصيبتانو.. ايطاليانو...!!
-
ولادة ثورية....لخلافة امريكية..!!
-
التغيير..في ممالك الحمير..!!
-
في انتظار 15آذار..!!
-
لا عزاء للاغبياء..!!
-
الارتزاق من باب النفاق..!!
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|