التيار الديني ما بين التغييب والتهذيب

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 20:24
المحور: المجتمع المدني
    

بعد أن هدأت نوعا معركة الإنتخابات وإستعدادا للمواقع الحربية الإنتخابية القادمة نجد أن الصورة قد بدأت تتضح وبعد أن كانت غالبية التيارات الإسلامية تنادي بتطبيق فوري وغير ممنهج لشرائعهم البدوية من تحريم وتجريم صارت النغمة أكثر مرونة فالمعركة لم تنتهي والخصم لا زالت لديه القدرة والصلاحية في إنقاذ مصر من براثن الغول البدوي و...مما سبق تراجع الإسلاميون إلا قليلا في شرح مفهومهم للشريعة مع توضيح لمواقفهم من السياحة ... وأن السياحة ليست فقط خمر وعري وهنا يلعبون علي كسب أصوات شريحة كبيرة جدا ممن يعملون في قطاع السياحة والتي لا زالت دوائرها في قائمة المرحلة الثانية والثالثة وفي نفس المضمار يعزف السلفيون علي نغمة أن الديمقراطية التي كفروا بها سابقا في تصريحات قادتهم تختلف عن ديمقراطية اليوم وقال إيه اليوم صارت الديمقراطية هي وسيلة سلمية في بناء دولتهم الدينية طالما وكان هناك بند في الدستور يحمي ويشرع لدولة الإسلام ويقصدون البند الثاني في أن دولة مصر إسلامية والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع وهكذا يلف أخوتنا السلفيون حول أنفسهم من أجل ركوبة مصر ولكن دون أن يخالفوا مبادئهم لأنهم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القادمة وعليهم بذل كل الجهد لتوثيق مصداقيتهم في وجدان شعب مصر المؤمن في سذاجة منقطعة النظير والذي تنطبق عليه حدوته أُكلتُ يوم أّكل الثور الأبيض ومجرد تساؤل لماذا لا تركز كل الجماعات الإسلامية كما والأحزاب في شرح برامجها الإنتخابية للنهوض بمصر دون الإلتجاء إلي معونات القوي الغيبية ؟وهل تلك الجماعات تثق تماما في مقدرتها التنظيمية والسياسية والعلمية الإقتصادية بحيث لا تهتم كثيرا بخطورة وضع مصر من جهة مشاكل الطائفية وتواضع الدخل القومي والإنفجار السكاني وهل ستدعو في حال وثوبها علي كرسي الحكم هل ستدعو شعب مصر إلي أن يضع في حساباته تحديد للنسل ويقوم منظروهم شرح مخاطر زيادة النسل لأنه يلتهم مواردنا المتواضعة أكثر مما ينتج ؟مشاكل الحكم في مجال السياسة والإقتصاد وحتي في الحروب تختلف بشدة عن تصورات المواطن المؤمن البسيط والمخدوع بمعسول الكلام الإلهي الرباني ولا يمكن للجماعات الدينية بعقلياتها المبرمجة علي فلسفة وإيدولوجية 1400 عام مضي لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تتمكن من تحقيق أقل القليل من متطلبات هذة المرحلة وهذا العصر ...الموضوع يطول ويتشعب وعلي قادة تلك التيارات الدينية ألا تلعب بالنار ووضع وحال مصر في غاية التعقيد الزمن لا يرحم بل يرحل بعيدا بعيدا جدا ولا يمكن إيقاف اللحظة عن الرحيل فما بال وأنتم لا زالتم تريدونه أن يعود بنا إلي 1400 عام مضت......!!!!!!

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات