أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - دولة المكابيين اليهودية العنصرية














المزيد.....

دولة المكابيين اليهودية العنصرية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 10:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعود جذور حركة المكابيين ( الحشمونيين ) و دولتهم إلى متى حشمون و هو سليل عائلة كهنوتية من الحشمونيين و الذي قاد تمر المكابيين أو الحشمونيين و كان له خمسة أولاد مشوا معه , هم يوحنا الملقب كديس , و سمعان المسمى طسيّ و يهوذا الملقب بالمكابي , و اليعازر الملقب اوران , و يوناثان الملقب افوس . مارس اليهود من الحشمونيين حرب العصابات ضد السلوقيين و استطاع الإخوة الخمسة بقيادة يهوذا الملقب بالمكابي طرد الحامية السلوقية خارج أورشليم عام 164 ق . م و طهروا معبد أورشليم من رموز الإصلاح الديني و لكن يهوذا المكابي قتل في المواجهات . و تولى القيادة بعده أخوه يوناثان الذي اضطر للانسحاب من أورشليم مع مقاتليه و الاحتماء ببيت لحم . و قام يوناثان بمساندة الأمير السلوقي ديمتريوس المطالب بالعرش السلوقي أمام منافسه الكسندر بالاس . و قد كافا الحاكم السلوقي ديمتريوس يوناثان بتثبيته كاهنا أعلى , و سمح له بالاحتفاظ بقوات عسكرية خاصة به , و خففت عنه الضرائب , كما أعطي الإذن بتوسيع مقاطعته حتى عادت إلى ما كانت عليه أيام الفرس تقريبا . في عام 143 ق . م توفي يوناثان و خلفه أخوه سمعان , آخر الإخوة المكابيين من أبناء متى حشمون و التي تسمى بالأسرة المكابية أو الحشمونية. و سمعان المكابي يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة أورشليم المستقلة أي دولة المكابيين . و في عهده تمت النقلة الحاسمة نحو استقلال مقاطعة اليهودية . فقد حاصر سمعان قلعة الاكرا السلوقية و افتتحها ثم هدمها حجرا حجرا و سواها بالتراب . و تم إعلان اليهودية دولة مستقلة عام 142 ق . م . لم يكن وضع البلاط السلوقي في حالة تسمح له بالتحرك فخضع للأمر الواقع . كانت الدولة التي أسسها سمعان المكابي دولة دينية يرأسها الكاهن الأكبر الذي تركزت بين يديه جميع السلطات الدينية و الدنيوية معا . فإلى جانب لقب الكاهن الأكبر , اتخذ سمعان لقبين آخرين هما إثنارك ( Ethnarch ) أي رئيس الشعب و ستراتيجوس ( Strategos ) أي القائد العسكري الأعلى . و قد ابتدأ بخطة شاملة لمحو كل آثار الهلينية و العودة إلى التقاليد الدينية اليهودية القديمة . و هكذا نرى ان سمعان المكابي كان ملكا و كان كاهنا أعظما و معلوم ان الملك يكرس بمسحه بالزيت و يدعى مسيحا أو ( مسيح الرب ) و بذلك جمع سمعان المكابي بين ملكوت الرب و ملكوت قيصر حيث يسوع أحدث الفصل بينهما ( ادفعوا , إذا , إلى القيصر ما للقيصر , و إلى الله ما لله ) متى 22 / 21 . و قد ساعد سمعان المكابي في حملته هذه طائفة الصادوقيين التي كانت آخذة بالتشكل في تلك الآونة . توفي سمعان المكابي عام 134 ق . م و خلفه ابنه جون هيركانوس الذي كان ابنا للمدرسة التوراتية و قد قام بحملة عسكرية ضد السامرة استمرت عاما كاملا سقطت على إثرها , فاحرقها و دمرها و ذبح عشرات الآلاف من سكانها , خصوصا في بين شان . ثم توجه إلى احتلال أدوميا و كان على سكانها إما اعتناق اليهودية أو مواجهة الموت . حكم جون هيركانوس قرابة الثلاثين عاما , و كان نموذجا لليهودي المتعصب الذي لا يرى في البشر إلا نوعين , هما اليهودي و غير اليهودي ( الاغيار ) . توفي هيركانوس عام 104 ق . م و خلفه ابنه أرسطو بولس الأول و استطاع خلال سنة واحدة من احتلال منطقة الجليل . ثم توفي و خلفه ابنه الكساندر ينايوس . كان ينايوس آخر الشخصيات المهمة في الأسرة المكابية . لقد تابع سياسة التهويد بقوة السلاح و طبقها على أوسع نطاق , كما مارس القمع و الإرهاب و القتل الجماعي في كل مكان , و لم ينج من طغيانه سكان اليهودية الذين قتل منهم الآلاف . و هذا ما أحدث تململا شعبيا واسعا في أورشليم و المقاطعة اليهودية , ما لبث ان تحول إلى تمرد بقيادة الطائفة الفريسية . و في مقابل هذا التمرد و الثورة تحالفت الفكرية الأصولية للصادوقيين مع الأصولية العرقية للمكابيين . في الأخير انتهى حكم دولة المكابيين بالاحتلال الروماني لفلسطين بحدود عام 64 ق .م . بعد انتهاء حكم الأخوة المكابيين الذين قاتلوا عن عقيدة و إيمان تحول ملوك الأسرة الحشمونية إلى طغاة يستمدون حق الملك من قوة السلاح وحدها . و انفض عنهم عامة المتدينين بسبب فسقهم و فجورهم و تسلطهم . في رفض يسوع لحكم المكابيين الناطقين باسم الله و اعتبار الملك هو المسيح المنتظر و لرفضه العنف فقد قال في إنجيله بحسب يوحنا : ( الحق الحق أقول لكم : من لا يدخل حظيرة الخراف من الباب , بل يصعد عليها من مكان آخر , فهو لص و سارق ) يوحنا 10 / 1 . و قال أيضا في يوحنا 10 / 7 و 8 : ( الحق الحق أقول لكم : أنا باب الخراف . جميع من جاؤوا قبلي سارقون و لصوص ) . و قال أيضا في ( يوحنا 10 / 10 ) : ( لا يجيء السارق إلا ليسرق و يقتل و يهدم ) . و هكذا نرى ان يسوع يرى حسب يوحنا 10 / 7 و 8 ان المكابيين و من جاء قبلهم الذين ادعوا أنهم المسيح هم لصوص و سراق و ليس كما يذكر الباحث فراس السواح في كتابه ( الوجه الآخر للمسيح ) ان المقصود بالآية هو أنبياء بني إسرائيل و آبائهم مثل إبراهيم و اسحق و يعقوب ... الخ .
المصادر : -
الموضوع مأخوذ بتصرف من كتاب :
1-( تاريخ أورشليم و البحث عن مملكة اليهود ) تأليف : فراس السواح – إصدار دار علاء الدين للنشر و التوزيع و الترجمة , ط 3 – 2003 .
2-إنجيل يوحنا .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهودية واوهام عبادة الاله الواحد
- اعترافات حمار ناطق ج 2
- حجاب عيون المرأة السعودية
- اعترافات حمار ناطق ج1
- الديانات الشمولية
- هل انكر بطرس يسوع ؟
- انجيل هيجل
- خارطة طريق نحو كركوك آمنة
- اشكالية وجود الله ومعرفته والاحساس به
- فرض الحجاب على الطالبات في مدارس العراق
- المسلمون اخوة يسوع
- سورية ... كيف الحل ؟
- اول مخالفة قانونية للمجلس الانتقالي الليبي
- تزييف التاريخ و المسكوت عنه في فتح الاندلس
- كركوك ... القنبلة الموقوتة
- ضوء على الاحداث في مصر
- الفرق بين تدين الانسان وانسانيته
- بسبس 000 ميو
- قانون الايمان المسيحي وثقافة الكراهية والاقصاء
- هل الله واحد ام ثلاثة في الاسلام و في المسيحية ؟


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - دولة المكابيين اليهودية العنصرية