أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - رؤيا















المزيد.....


رؤيا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 11:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


السرياليون هكذا يرون الحياة,والعبثيون مقتنعون بوجهة نظرهم أكثر,والماديون في جدلٍ طويل, وبعض الباحثين يعتمدون على الاستنتاج والاستقراء ...وهكذا هم يرون الحياة,والتكعيبيون هكذا هي رؤيتهم مجسمةٌ مكعبة للحياة, وأنا واحد من هؤلاء الذين تنبع قناعاتهم من داخلهم برؤياهم الخاصة للحياة. وأغلب الناس من المعارف والأصدقاء يستوقفونني في الشارع ويسألونني عن رأيي فيما أكتبه من مقالات, هل هو لحب الظهور ولحب الشهرة؟أم هو ما أومن به حقاً...والمهم أن الجميع يحاول أن يهديني على الطريق الصحيح وعلى نهجهم هم ويحبذون أن أرى الحياة كما يرونها هم,وهذا ما يزعجني جداً فأنا مبسوط جدا برؤيتي للحياة وهكذا هي رؤيتي وهكذا هي وجهة نظري ولا أريد أن أستعمل عيون غيري لأرى كما يرى ولا أريد أن أستعير أذن غيري لأسمع ما يسمع..أنا هكذا هي رؤيتي للحياة ولأهم القضايا المطروحة عالميا,وأنا أقسم لكم بأنني سعيد جدا بوجهة نظري عن الحياة وعنكم جميعا, وأقسم لكم مرة أخرى بأن رؤيتي التي أرى فيها الحياة هي التي تسعدني ولا أريد من أي إنسان بأن يجعلني أرى الحياة كما يراها هو حتى وإن كان معتقدا بأنني على خطأ وبأنه على صواب..أنا هكذا أراكم وهكذا أراهم وهكذا أرى سقوط المطر وهكذا أرى الضحكات وأسمعها ,وأنا أعلم بأنني مختلفٌ عنكم جميعا ولكن صدقوني أن جنوني هو سبب بقائي وهو الذي ينعشني حين أقترب من الغيبوبة الدائمة وكل تصوراتي عن الخَلق تنبع من جمجمتي لا من جماجم الموتى ولا من جماجم الأحياء فأنا لوحدي جزيرة مستقلة ولا أريد من أي هادي أن يهديني على النهج الصحيح الذي من الواجب عليّ أن أنتهجه في حياتي إذا كانت لديه تصورات بأنني لا أمشي على النهج الصحيح وبأن نهجه لوحده هو الصحيح,فمن وجهة نظري أن لكل إنسان رؤيته الخاصة وطريقته الخاصة في الحياة وفي التعبير عن أرائه ومعتقداته فأنا هكذا هو اعتقادي وأنا هكذا هو توجهي وأنا هكذا أحس وهكذا أشعر,وكل إنسان سعيد في حياته حتى وإن كنا نراه نحن غير سعيد في حياته ومن المحتمل لو اقتربنا من بعض الناس ورأينا ما في أعماقهم من المحتمل أن يكونوا سعداء جدا في حياتهم رغم أن لدينا ظنون بأنهم غير سعداء وكل إنسان تَكيّفَ مع الظروف المحيطة به واستطاع أن يصنع منها مصدر سعادته حتى وإن كانت محزنة جدا, وأنا واحد من هؤلاء الناس الذين تنبع سعادتهم من أخطائهم المتكررة في الحياة فأنا أخطائي المتكررة لا أراها أخطاء بل أراها هي الصواب وبالتالي هي سبب سعادتي,ولا أريد من أي شخص تمريني على طريقته في فهمه وفي سلوكه وفي نهجه للحياة فأنا اكتفيت بما عندي من معارف, وأنا هكذا أرى الدنيا ,وأنا هكذا أمشي وهكذا أأكلُ وهكذا أشرب, وتلك هي طريقتي في النوم وطريقتي في المشي ولي طريقة خاصة أدخل فيها الحمام وأخرج فيها ولا أريد أن أقلد أي إنسان حتى وإن كنت مخطئا لا أريد أن أعود عن خطئي أنا هكذا استمتع جدا في حياتي على الطريق الصحيح, فسر سعادتي أنني مصدق نفسي أو مصدقٌ لكذبي على نفسي وسواء ما أومن به صحيحا أم كذبا أم وهماً فهو مصدر إدخال السعادة إلى قلبي وأنا هكذا سعيد جدا في حياتي حتى النخاع ألشوكي,ولا أريد أن يدخل عليّ أحد ليقول لي بأنني مخطئ وبأنني غير سعيد محاولا إيهامي بأن طريقي هو الطريق الخطأ.

فطريقي أنا اخترتها بنفسي وأنا أعرف إمكانياتي وحدودي وأعرف متى أقف وأعرف متى استمر, وأنا هكذا أرى العالم من خلال رؤيتي له وأريد أن أبقى مصدقا لنفسي وأريد بأن أبقى مصدقا للذي تراه عيوني ولا أريد من أي أحد أن يمسك بيدي من أجل أن يمر بي من بين أزمة الطرق على اعتبار أن رؤيتي ضعيفة, فحتى إن كانت رؤيتي ضعيفة فأنا سعيد بهذا الضعف وأنا أحب أن أرى الدنيا كما أراها أنا لا كما يراها الآخرون وفي الآونة الأخيرة قرفت كل ما قرأته لغيري عن رؤياهم للحياة ولم تسعدنِ أي رؤية من رؤياهم ويكفيني أنني سعيد بما أراه وبما أومن به من خلال رؤيتي الخاصة ...ويكفيني رؤيتي الخاصة ويكفيني ما أومن به وأنا أريد أن أبقى على غلطي إن كنت غلطانا وأنا أريد أن أبقى على رأيي إن كنت مصيبا أو إن كنت مخطئاً, وأنا لا أريد بأن أفكر كما يفكر الآخرون ولا أريد أن أشرب وأنام كما ينام الآخرون فطريقتي في النوم تعجبني, وأنا أنام منذ سنين على الجنب الذي يريحني, وأنا منذ سنين مرتاح جدا وألبس كما يحلو لي وكما يروق لي وأجمل شيء في هذه الدنيا وفي هذا الوجود أن نستمتع وأن نُمتع أعيننا ونحن ننظر للأشياء ونتمتع بها كما نراها نحن لا كما يراها الآخرون,وأنا أعرف أن للآخرين رؤية تختلف عن رؤيتي وأعرف بأن سبب سعادتهم هي أنهم مؤمنون بما يرونه,ولكن خطأ الآخرين هو باعتقادهم بأنني سأكون سعيدا مثلهم إذا رأيت الدنيا والحياة كما يرونها هم بمنظارهم الخاص, وهذا هو خطأهم في عدم التفريق بين ما يرونه وبين ما أراه وعلى الجميع أن يعرف بأن سبب السعادة هو إيمان كل شخص بما يراه.

ما أجمل تلك اللحظات التي نرى -مثلا -فيها العالم كله على شكل مكعبات صغيرة وكبيرة كما يراها التكعيبيون وكل شيء مُجسماً تجسيما ظاهرا كما يبدو لهم وكما يتصورونه وكما يتخيلونه وأظن بأن هذا هو سبب سعادتهم, حتى الوجوه يرونها مربعة الشكل والعيون مربعة الشكل والساقين مربعات الشكل والأذنين والرأس كله مربع الشكل ومنظرا لرأس مثل منظر كرتونة البيض أو علبة وتنكة الزيت المربعة الشكل أي مثل المسلسل الكرتوني للأطفال(إسبونج بوب) , ما أجمل الحياة حين نراها من خلال رؤيتنا الخاصة ونعيش كل اللحظات السعيدة من خلال ما نؤمن به ومن خلال ما نفكر به ومن خلال ما نعتقده نحن أنه صحيحا وليس من خلال ما يراه الآخرون وما يعتقدون به, فأنا مثلا لا دخل لي في العالم الذي يرى الكرة الأرضية مستديرة الشكل أو بيضوية الشكل,فهو حر,وبالتالي أنا أيضا حرٌ جدا وأرى ما أرى وأقتنع بما أقتنع ولا أريد من أي إنسان أن يصحح لي مساري فمساري هذا أنا أعرفه جيدا وأنا أسلكه بكل ما أُوتيت من إيمان به ولا أريد من أحد أن ينور لي دربي وطريقي فأنا دربي وطريقي واحد أحب أن أبقى به كما هو لا أريد عليه أي تعديلات شكلية ولا أريد عليه أي ومضات أو أي إضاءات جديدة فالإضاءة المنبعثة من عيوني تكفيني ورؤيتي للطريق تكفيني ووجهت نظري مقتنع بها ولا أريد من أحد أن يجعلني أرى الدنيا كما يراها هو إنني أريد أن أبقى كما أنا وأن تبقى رؤياي للدنيا كما هي,وأريد من الآخرين أن يستمر كل شخص برؤيته التي يراها لوحده.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة المساجد
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه
- المرايا
- الكاتب المطبوع
- شخصيتي ككاتب
- أمهلنا يا موت


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - رؤيا