|
اليسار العربي والظروف المستجدة
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:42
المحور:
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
بداية أنا لا أعتبر التغييرات الحاصلة ، في قسم من الدول العربية أنها ثورات ، والسبب هو عدم حصول تغيرات أجتماعية وأقتصادية وصحية وتعليمية وحتى سياسية بالوقت الحاضر ، وبأعتقادي علينا ان نطلق عليها (أنتفاضة الشعوب) ، لما آلت اليه الأوضاع من سوء الى أسوء ، خلال أكثر من قرن لزمن غابر عاصف .. بالتاكيد كانت مشاركة القوى الوطنية ، فاعلا ومؤثرا لخق الحدث والتغيير الحاصل ، ولكن الجهل الملازم لشعوب هذه الدول ، جعلها في غيبوبة الاختيار بسبات متقطع ، فهل ستصحوا الجماهير لتغيير موقفها وأستعادة وعيها ؟ ، ام تبقى في غيها وسباتها؟ ، ان ذلك يتطلب جملة عوامل لدراستها بأمعان عموماّ معاناة الجماهير مزيدا من القهر والظلم والتعسف والقتل والسجون والعنف المتواصل والفساد الفكري والمالي ، وخصوصا قوى الخير المتمثلة ، بقوى التحرر والحرية ، المتمثلة باليسار الوطني الديمقراطي ، وهذا بالتأكيد أضعفها كثيراّ ، ناهيك عن جعل الشعوب العربية ، تتراكض وراء لقمة العيش للحصول عليها ، فكيف لها ان تتحمل النضال الشاق والعنيف في ظل الاستبداد المتواصل؟ ، الذي كان يمارس ضدها طيلة عقود ، لسلطة قامعة تمتلك كل الوسائل المتاحة ماليا وأعلامياّ ، ومع هذا وذاك أفرز المجتمع طبقة مثقفة مضحية ، عانت الكثير ليس فرديا بل عائلياّ ، بسبب مواقفها المبدأية الثابتة تجاه شعبها ووطنها نتيجة الوعي الطبقي. ان تلك الانتفاضاءات المتواصلة ، كان لها دورها المرموق والمؤثر ، في حركة الجماهير وتحفيزها لوعيها النسبي ، ومواصلة العمل والتحرك الى امام ، بعد دراسة واقعها وظروفها القاهرة ، التي كانت تبتز من قبل حكوماتها الدكتاتورية الفاسدة وأنظمتها الأستبدادية ، وتمكنت الى حد ما استنباط ظروف جديدة ، للعمل المستقبلي من أجل جيلها الشبيبي وللاجيال اللاحقة ، وما يربو لها في العمل اللاحق بتحدي ، وعلى القوى اليسارية ان تتحرك بين الجماهير ، وتوسع شبكتها العنكبوتية وتكسب الجماهير من جهة ، وتوسع تحالفاتها المرحلية من جهة أخرى ، والكف عن تعميق الخلافات لقوى اليسار ، في اية دولة والعمل ضمن قاسم مشترك أصغر ، وهو الطريق الوحيد لديمومة الصراع ونجاحه ، ضد القوى الظلامية الاسلامية المسيسة والمؤدلجة. اول عمل تُقدم عليه قوى اليسار هو ترك ، الايديولوجية الفكرية جانيا ، والعمل مع الحدث بدراية وحنكة ، وفق (نظرية الفعل الآني المطلوب للتحرك الجاد) بطرح شعارات واقعية عملية ، الخبز والخدمات والعمل والضمان الاجتماعي والدراسي والصحي والامني أولا ، بعيدا عن ممارسة الفلسفة والنظريات العلمية ، وطرح شعارات موضوعية جادة لحركة المجتمع آنياّ ، والنزول الى المستوى الفكري للجماهير ، مطلوب من قوى اليسار العمل الجاد ، لمعالجة وضعها التنظيمي المتصلد ، ومراجعة الذات بشكل عملي متواصل ، بالابتعاد عن القناعة بان الجماهير الفقيرة ملك لها ، ون الاخيرة ذات مصالح تتفق مع توجهات قوى اليسار ، ولابد من العمل وفق أسس جديدة فاعلة ، لتقريب الشبيبة والالتزام بها وتوجهاتها وتوجيهها في خدمة الناس ، وهي جديرة بتفهم المنطق الجماهير وحسها الشعبي بذكائها المفرط ، وخصوصا المرأة التي تستوعب تواجدها ومصالحها ولغتها الخاصة ، وهي جديرة حقا بترتيب نفسها على احسن وجه ، لذا تقوم النساء بحضنهم تنظيميا وتدريبهم جماهيرياّ ، بالتعاول مع جيل الشبيبة الواعي ، هو الطريق السليم لكسب الجماهير وضمها وأفهامها مواقعيا ، من الأحداث التي طرأت وزلزلت تحت أقدام الأستبداديين. في الجانب الآخر على الحركات السياسية اليسارية ، رسم برنامج عملي واقعي تستوعبه الجماهير الغاضبة ، واستغلال كل كبيرة وصغيرة في الحدث ، وافهام الجماهير ان ما حدث ، هو نتيجة نضال شاق وتضحيات جسيمة ، لرجال نذروا أنفسهم وناضلوا من أجل شعبهم ووطنهم ، لحياة افضل بتجدد ورقي ، وهم أوقدوا اجسادهم حباّ لشعبهم ومستقبل أوطانهم ، بعيدا عن حب الذات والمصالح الفردية ، بل كانوا دائما مع العموميات في خدمة شعوبهم وهم جزء منه ، وهذا يتطلب لم شمل القوى التقدمية واليسارية التي تهمها الجماهير الغفيرة ، للخلاص من الاوضاع الاستثنائية المدمرة والحكومات الاستبدادية الجائرة القمعية ، والمرأة والطفولة والامومة وصحة الشعوب وحياتهم هي السمة الكبرى ، امام اليسار الوطني الديمقراطي ، للخلاص من عبودية الفرد والمجتمع والدولة ، للانطلاق للحرية الدائمة والعيش السعيد الرغيد ، تلك هي مهمات قوى الحرية والتحرر الوطني ، قوى مناهضة للاسلام السياسي المتخلف ، المربوط بأسياده الامريكان الداعمين له ، وهذا يتطلب مزيدا من الحوار والالتقاء المتواصل والدائم ، لسد الطريق امام قوى الظلام المتمثل بالاسلام السياسي. لا ننسى وكما قلنا ، اليسار مطلوب منه مزيدا من كسب الشبيبة المتألقة لكلا الجنسين ، كونها تمتلك قدرات وآليات العمل الشبيبي الآني والمستقبلي ، لان الحياة للتطور والتقدم التكنولوجي والعلمي ، يتطلب أستيعاب الثورة المعلوماتية ، والتواصل معها لكل جديد ، والشبيبة بالتأكيد هي التي تملك زمام التواصل والمبادراة الجديدة والتعامل التكنولوجي ، وفق متطلبات العصر الحديث المتجدد دائما ، لذا على قوى اليسار التي تعاني الشيخوخة وبعمر تجاوز ستون عاما ، ليبقوا مستشارين فقط لقوى الشبيبة المملوءة بالحيوية والتواصل علميا ومعلوماتيا ، بتعاملها مع تقنيات جديدة ،الانترنيت من خلال الفيس بوك وتويتر ، وكل جديد مستنبط لاحقاّ. حقيقة ما نراه ونلمسه عمليا ، للحوار المتدن الذي أصبح بحق ويقين ، موقع يساري علماني يستحق كل التقدير والاحترام والالتزام والتواصل معه ، لزرع بذور التغيير الايجابي فكريا وسياسيا وعلميا ، من خلال الأختلافات في وجهات االنظر المطلوبة ، والتي نعتبرها صحة ومطلوبة ، للتفاعل من أجل التغيير نحو الافضل ، بعيدا عن التحزب والتصلد والتزمت والنرجسة ، التي دمرت ولا زالت تدمر توجهاتها الفكرية ، كون الحقائق على الارض لا يمكن ان تكتمل حتى بحدها الأدنى ، عندما تكون متقوقعة على ذاتها ، بعيدا عن النقد وتحملها للنقد البناء ، وغالبا تلك القوى الفوقية وللاسف ، ترى نفسها هي الوحيدة المالكة للحقيقة ، لتقوم بأخطاء جسيمة لا مجال لذكرها في هذا الجهد المتواضع ، ونتيجة ذلك تجاملت شعوبها ، وتلك القوى المآسي والويلات لها ولشعوبها المظلومة ، والحوار المتمدن ساعي ، لنشر جميع المساهمات مهما كانت نوعيتها وأختلافاتها ، شريطة ان تتلائم وتوجهات الموقع الفكرية بحرية كاملة ، وهذا العمل والتوجه ، يجب تقيمه والاهتمام به من قبل الجميع ، هنيئا للموقع بذكراه العاشرة ، وله مني باقات ورود دائمية ، ولادارته الناجحة ولجميع المساهمين في اغناء الموقع الاغر.. ودمتم لشعبكم خير معين بتواصل سلس ، انه يستحق مزيدا من الجوائز والتقييم من لدن شعبنا والعالم أجمع. ناصر عجمايا ملبورن استراليا 30112011
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حذاري ايها الكلدان والآشور والسريان!!
-
دراسة ذاتية وموضوعية ، للمؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي ا
...
-
مساهمتنا المتواضعة لموقع الحوار المتمدن
-
حماية الشيخ الساعدي مطلوب منكم يا المالكي!
-
قصيدتي مهداة الى وفاء سلطان
-
المالكي . سلطتكم متهمة بأغتيال هادي المهدي
-
صوريا وحلبجة صورتان لجريمة واحدة
-
المالكي وتناقضاته السياسية والادارية ، الى متى؟!
-
شكر لموقع تللسقف وللاخ روميو هكاري
-
لا.. يا أسامة النجيفي لا تعزز الطائفية ، وتشوه وجودنا القومي
...
-
مسلسل قتل شعبنا لم ينتهي ، والمزايدات السياسية مستمرة!!
-
ملاحظاتنا على برنامج الحزب الشيوعي العراقي
-
التيار الديمقراطي ومتطلبات المرحلة!
-
رحلتي الى سان ديكو(7) الأخيرة
-
رحلتي الى سان ديكو(6)
-
رحلتي الى سان ديكو(5)
-
رحلتي الى سان ديكو(4)
-
المالكي وعلاوي فقدا صوابهما حبا بالسلطة والمال!!
-
رحلتي الى سان دياكو(3)
-
كلنا معك يا هناء أدور
المزيد.....
-
زعيمة حزب ألماني: على برلين أن تسعى بنفسها لإنهاء النزاع في
...
-
ليبرمان يدعو إلى إنشاء محيط أمني داخل قطاع غزة وقتل كل من يق
...
-
إهانات وعنصرية و-معاداة للسامية-.. إقالة وزير الصحة البريطان
...
-
إدارة ترامب تعيد ضبط أوضاع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي
...
-
الحج إلى ضريح أبو الموارنة في حلب السورية قد يستقطب 6 ملايين
...
-
موقع عبري يستذكر -صفحات سوداء- من حياة رجل أعمال مصري اقترح
...
-
رصد -سمكة الشيطان- بالقرب من سواحل جزيرة إسبانية (فيديو)
-
ماسك يدعو إلى إعلان سياسي شهير من جنوب إفريقيا مجرما دوليا
-
نيبينزيا: استئناف الحوار بين الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس
...
-
احذر!.. دخان الشموع قد يؤثر على تركيزك دون أن تدرك
المزيد.....
المزيد.....
|