أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الناصر عبد اللاوي - في الحياة اليومية ومقتضيات الراهن:قراءة نقدية لكتاب-فلسفة الحياة اليومية-















المزيد.....

في الحياة اليومية ومقتضيات الراهن:قراءة نقدية لكتاب-فلسفة الحياة اليومية-


الناصر عبد اللاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 14:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الحياة اليومية ومقتضيات الراهن:قراءة نقدية لكتاب"فلسفة الحياة اليومية"
إذا ما انطلقنا من راهنية العصر وتقصينا الأفق الفلسفي في إطار مسألة الحياة اليومية التي اتسعت لعدة مجالات من الاهتمام الإنساني الذي غاص في "خضم الحياة العادية"1 . فهذا الانزياح الخطير الذي شاهدته التفاعلات المعرفية والتقنية والثورة المعلوماتية الهائلة في تحويل وجهة الخطاب الذي تعيّن من خلال"التحديد الأصلي للفلسفة من حيث هي محبة الحكمة "2 ، إلى منعطف آخر أكثر ثراء ودينامية يعنى بجغرافية التفكير اليومي بكل مقتضياته العملية ورهاناته الايتيقية .فهذا المشكل المركزي الذي افتتح به الدكتور فتحي التريكي "توطئة" الباب الأول الذي عنونه" في الفلسفة المعاصرة"3 في محاولة لإعادة استشكال الخطاب اليومي في منزلة التفكير المعاصر. فكيف تأوّل التريكي الحياة اليومية في ظل مفارقة العولمة والمطلب الايتيقي؟
يدافع التريكي في كتابه "فلسفة الحياة اليومية عن الرهانات التي تتمثل في تجذير الصلة بين الفلسفة الراهنة وواقع الحياة اليومية مؤكدا على مشكلاتنا المعاصرة في ظل الهيمنة الاقتصادية وتسارع ثقافة العولمة في ظل خطاب ايتيقي . يأخذ بعين الاعتبار توجه فلسفة التنوع التي يستأنف التفكير فيها في إطار تجاوز " أضغاث صالونات "و" النظريات الإقصائية " 4وبذلك يرسخ آليات الحوار في"مسالة العقل والتاريخ في الحضارة العربية " في محاولة منه للمساهمة "في تعقل تاريخنا " 5في إطار فلسفة التاريخ " وهذا التوجه مشروطامقاربته الفلسفية في كشف عرى التواصل بين"فلسفة التنوع والفلسفة المعاصرة"5
يعرض فتحي التريكي وجهة نظره " التآنسية " التي تكشف عن بعد علائقي بدأ ينبجس في الخطاب الفلسفي المعاصر كحل حكيم يجنبنا الوحشية الدامية التي تحصدها الآلة " لسنا نريد لمعقوليتنا أن تنحى منحى الوجدانية المتطرفة ولا نريد لها أن تكون مبررا للإرهاب والتقتيل والتخريب ، فالوجدانية المنشودة هي التي تفجر الطاقة الإبداعية لسعادتنا وسعادة البشر، وهي التي تعطي للروحانيات قيمتها في الحياة" 6
إن المفارقة التي يمتحنها المفكر العربي في استشكال سؤال فلسفة الحياة اليومية تتمثل في التوجه الفلسفي المعاصر : هل أن الفلسفة المعاصرة ،بما تنطوي عليه من نجاعة علمية وثورة تكنولوجية،تتجاوز العقل والمعقول في ادعاء يسمح لها برفع شعار"موت العقل" باعتباره لم يعد يتفاعل مع ما تشهده العلوم أم أن دور العقل سيظل فعالا في عالمنا المعاصر وذلك بترسيخ " أخلاقيات التعامل اليومي" في مجاوزة لصيحات الفزع ضد استعمال العقل الذي يؤصل التفكير الوثوقي والعاطفي ؟
كيف تكون الحياة اليومية أفقا جديدا للتفلسف حاضرا؟
ماهي القضايا الفلسفية التي تطرح في ظل الرهانات التي تدافع عنها"فلسفة الحياة اليومية"؟ كيف تكون فلسفة التنوع المجال الذي يستعيد"مسالة اليومي" في أفق أكثر ثراء للتثاقف في إعادة صياغة"المعقولية العربية "؟
هل تقتصر فلسفة الحياة اليومية على كشف ملابسات التقني بما تحمله من تمظهرات جديدة للعلم فحسب أو أن الأمر يتطلب منا أن نبصر فلسفة اليومي في ظل رهانات ايتيقية وجمالية تستعيد المعنى كخيار فلسفي؟
يحاول الكاتب أن يكشف اللحظة الأولى التي انبجس فيها "النوس" في أفق ماهوي يرتقي بنا إلى الفضاءات المنشودة التي يتوق الفيلسوف لكشف لغزها ، وتقصي كنهها في محاولة لتفحص "الحقيقة بواسطة المعرفة الخالصة" وهي ارفع ما يبلغه " الفيلسوف الكامل" 7 من جهة "مقصد التفكير الفلسفي الأصلي" . فهو يستعيد المهد الأول للتفكير الفلسفي والذي حاول مقاربته في كتاباته الأولى ضمن كتابه "أفلاطون والديالكتيكية" والدروس الفلسفية التي كان يقدمها في المنابر الجامعية لفائدة الطلبة . فكيف تم تحويل وجهة الخطاب الفلسفي من البحث في الأسس والمبادئ إلى مستوى آخر يعنى بفلسفة الحياة اليومية؟
إن شغف الفلسفة بالمبادئ قد امتد للفكر الحديث ، عندما كانت الفلسفة تبحث عن شجرة الحكمة في مستوى تأسيس الخطاب الفلسفي على أسس الميتافزيقا التي تأولها أرسطو طاليس من قبل في ظل الجدل التأسيسي، مبصرا بالعلل والغايات وفق تمشي الأرغانون كمسلكية في المنطق الصوري .
ولكن غرضنا ليس التتابع الزمني للفكر الفلسفي ضمن معيارية كرونولوجية .
وإنما نسعى لتبيان هدف الدكتور فتحي التريكي الذي يحاول من جهته كمفكر عربي وعى هموم عصره أن يستشكل الخطاب اليومي الذي صمت عنه "الفيلسوف البهرج"8، في
محاولة منه لإخراج مقتضيات اليومي من الحكمة الفلسفية . إذ أكد التريكي "أن الفلسفة قد حافظت على كونيتها وشموليتها وضمت في مخزون تفكيرها الحكمة العملية مثلها مثل الفلسفة اليونانية أو الفلسفة العربية" . فالحكمة العملية تعد أفقا جديدا يسمح بمقاربة اليومية في ظل الرهانات المعاصرة التي سمحت بها العولمة من جهة وتخطي الحدود الضيقة للنزعة القومية،العرقية لأفق أكثر ثراء لقيمنا الإنسانية.فماهي آليات اشتغال اليومي في ظل التحولات العميقة التي شهدها عصرنا اليوم؟
المسألة العملية في استشكال الحياة اليومية
إن تنزيل المسألة العملية ضمن الخطاب اليومي يعتبر إحداثية أساسية تسمح لنا بمصالحة اليومي باعتباره يفتح لنا إمكانيات التفكير في مستلزمات الحياة اليومية . ولتجذير هذه المقاربة المعاصرة في استشكال مقتضيات الحياة الفلسفية ، يستأنف المفكر العربي قراءته الحفرية في المتن الكانطي من جهة أن هذا الفيلسوف قد قام بنقد جذري للميتافيزيقا التي تعد الإحداثية الكبرى في الفلسفة التأسيسية . فهو ذلك الفيلسوف الذي كشف ادعاءات الميتافيزيقا يقول التريكي في هذا الغرض "كانط هو الفيلسوف الذي تجرأ على نقد الميتافيزيقا نقدا جذريا وبناء"9 .
علمية ، تساير الثورة العلمية والتكنولوجية . وهي ما سمحت للفيلسوف أن يؤسس مدرسة نقدية تأسيسية في الآن نفسه تعنى برسم حدود العقل.
وتجعل ملكة العقل أمام محكمة العقل ذاته في محاولة منه لفك حد الوصل بين الفلسفة والعلم وفلسفته رغم ما تنطوي عليه من صورية فهي تسعى " لخدمة الإنسان بما أنها وجهت كل تأمل فلسفي نحو تحرير الإنسان بعد التفكير في وضعيته ونشاطه وفاعليته." 10
إن استحضار كانط يعد أساسيا في توجه مفكرنا العربي نظرا لقصديته العقلية التي تأخذ بخطاب ما بعدالحداثة في الوقوف على المشكلات التي فجرتها التقنية وتناسي بذلك القيم والمعنى . ولكن المشكل الذي يريد التريكي ترجمته هو كيف لنا كمفكرين أن ندرس الواقع الراهن بطريقة نقدية تسمح لنا باتخاذ التأويل نهجا نبصر من خلاله راهننا بما اقتضته الفلسفات السابقة تدقيقا،مراجعة،بناء،فتأسيسا.
وبذلك نستطيع أن نحول الخطاب التأملي في تمركزه إلى مستوى آخر يعنى بالحياة اليومية كأفق جديد يستدعينا لرفع الملابسات ورسم جغرافية العقل اليومي حتى يتسنى لفلسفة اليومي" 11أن تعاشر العلوم والأفكار كما تعاشر الحياة اليومية مهمتها " 12 .نحن إذ نؤكد على اهمية البحث في ربط اليومي بالراهن لكن هناك بعض الجوانب التي لم يتطرق لها الكتاب نظرا للتمشي التي اتبعه التريكي في تفحص المعاني وهي الابعاد الايتيقية وان كنت قد حاولت اخراج هذه المعضلة بقراءة داخلية فلربما هي تنبيهات اردت ان ادفع استاذنا الذي تعلمنا عليه بان يكتب مقالا اوكتابا يحدثنا فيه عن المجال الايتيقي..ونحن حارسون على الدوام عن الاضافة.....تدخل هذه المحاولة في تمشيا اخترته بان اقرأ الأثار الفلسفية التونسية والعربية والكونية في تحصيل الفائدة والتعرف عن تجارب مفكرينا وفلاسفتنا وان كنا نختلف معهم او نتوافق فتلك عين حكمة الفلسفة الم يعلمنا ارسطو ان الاشياء تعرف باضدادها......شكرا الاستاذ فتحي التريكي الذي سمح لي بقراءة اعماله(فتحي التريكي:استاذ كرسي اليونسكو في العالم العربي ومفكر تونسي وعربي)//الناصر عبدالاوي-(كاتب فلسفي تونسي*مختص في الفلسفة السياسية والايتيقة المعاصرة)
الهوامش :
*فتحي التريكي،فلسفة الحياة اليومية،الدار المتوسطية للنشر،بيروت-تونس(ضمن سلسلة الكوثر).الطبعة الأولى 2009.ص17.
المرجع نفسه.ص.17.
*مؤلفاته:العقل بين التجربة العلمية والتجربة العملية،الصادر عن الدار المتوسطية للنشر،سنة2008.
فلسفة الحياة اليومية،الدار المتوسطية للنشر2009،)،الحداثة ومابعدالحاثة،دار الفكر،الفرات،ضمن حوارات لقرن جديد،
الفلسفة الشريدة،(درسات في الفلسفة المعاصرة)
العقل والحرية :دراسة في التعقلية،تونس،تبر الزمان1998
أفلاطون والديالكتيكية،السفسطائية ، فلسفة ما بعد الحداثة،فلسفة الحداثة،بيروت ،مركز الإنماء القومي، 1992
*قراءات في فلسفة التنوع،الهوية ورهاناتها.
استراتيجية الهوية (باللغة الفرنسية ).
*العيش سويا ضمن أوراق فلسفية ،يهتم الدكتور التريكي .
* فتحي التريكي،فلسفة الحياة اليومية،الدار المتوسطية للنشر،بيروت-تونس(ضمن سلسلة الكوثر).الطبعة الأولى 2009.المقدمة،ص7.
إشارة لأطروحة دكتوراه دولة باللغة الفرنسية بعنوان"الروح التاريخية في الحضارة العربية الإسلامية"
* فتحي التريكي،فلسفة الحياة اليومية،المقدمة.ص.7.
*التريكي المرجع السابق،بمناسبة التكريم،بيروت عاصمة ثقافية المستقبل،8مارس 2010

* المرجع نفسه ،ص.17.

*فتحي التريكي،فلسفة الحياة اليومية،ص.17.
* المرجع نفسه،ص.17.
*المرجع نفسه،ص.17.
*المرجع نفسه،ص.18.
المرجع السابق ،ص.18.



#الناصر_عبد_اللاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة بين الخطاب السردي والبعد التداولي
- الهوية ومقتضى الايتيقي
- الإنساني ومعضلة الآخر:كيف نتفلسف داخل المدار الإنساني؟
- فينومينولوجيا -النحن-وملابسات الهوية
- الضيافة الكانطية على ضوء مقاربات الايتيقا لهابرماس
- الحداثة والراهن:حوار بين الناصر عبداللاوي وعمر بن بوجليدة/تو ...
- الجيش والشعب والوطن
- خلق قاعدة للتفاهم لترسيخ ايتيقا كونية
- من أحداثية-الطبيعي- إلى المنعرج-السياسي-:تأويلات معاصرة
- من من إحداثية-الطبيعي- إلى منعرج-السياسي-:قراءة في الملامح ا ...
- الحب والبحر
- الحب والثورة
- ملامح الثورة التونسية ورهاناتها السياسية
- أهمية الحوار في خلق نسيج إجتماعي تونسي عقلاني
- مسالة الهوية في تفكير هابرماس


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر بـ2 ...
- رئيس وزراء باكستان للعالم: ما يجري في غزة -إبادة منهجية للشع ...
- أسبوع البيئة: حلول السوق المبتكرة لمواجهة تغير المناخ
- وزير الصحة اللبناني: مبان استهدفتها إسرائيل في الضاحية الجنو ...
- محافظة نينوى شمال العراق تحتضن معرض الكتاب الدولي تحت شعار - ...
- هولندا ترسل طائرات إف-16 التي أخرجتها من الخدمة إلى أوكرانيا ...
- مسؤول دفاعي أمريكي يزعم غرق غواصة هجومية نووية صينية جديدة ف ...
- الفصل الواحد والسبعون - علي عسكر
- نتنياهو يطلب الانتظار لمعرفة ما إذا كانت عملية اغتيال نصر ال ...
- ضربات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ووسائل إعلام تقو ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الناصر عبد اللاوي - في الحياة اليومية ومقتضيات الراهن:قراءة نقدية لكتاب-فلسفة الحياة اليومية-