حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 09:18
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
متى يتبلور موقف لليسار العربي من الردة التي تعيشها شعوبنا العربية في خريفها القادم من تورا بورا بقناع جديد ؟ لم تعد التفاهمات بين الظلامين ومخابرات الولايات المتحدة الامريكة والصهاينة وأذنابهم في الخليج خافية على احد بعد اليوم . فصيحات الشعوب الحرة في تونس وليبيا ومصر بدأت تشق عنان السماء من ردة على مكاسب بسيطة حققتها تلك الشعوب إبان الدكتاتوريات المنهارة في مجال حقوق المرأة وتساويها مع الرجل وفي مجال الحريات المدنية وقوانين الأحوال الشخصية .
الثورات التي تعشمنا بها خيرا فكان جزءا منا وقودها والجزء الآخر افترسته الحركات الاسلاموية بعد أن مكنتها الآلة الخفية للمخابرات الأجنبية . هذه تونس الشقيقة تستشيط غضبا من تدخلات ذوي الجلابيب القصيرة والذقون القذرة بلحاهم الرثة ومنظرهم الوسخ ليمنعوا الاختلاط في الجامعات ويهينوا أساتذتها ومربيها ويقيموا نظام ابرتايد جديد يعزل بين الرجل والمرأة . ويعيدوا نظام الوأد الجاهلي من جديد تحت شعارات إسلامية فجة . لا تصدقوهم وهم يتحدثون من على شاشات التلفاز في القنوات المملوكة لدول العهر العربي حول الديمقراطية وإيمانهم بها وتعايشهم معها فوا لله إنها كذبة سوداء يراد بها التظليل . متى امن خلفائهم وولاتهم بالديمقراطية ومبدأ تداول السلطة ومراعاة حقوق الإنسان هؤلاء الذين كان يبنون مناوئيهم في أعمدة الجوامع والبيوت ؟ متى امنوا بالآخر وهم الذين كانوا يلاحقون الآخر في كل بقاع الأرض ؟ متى امنوا بالآخر وهم الذين يعتبرون أخواتهم وأمهاتهم وبناتهم وزوجاتهم وعاء لسائلهم المنوي القذر ؟ هؤلاء الذين ابتكروا مئة وسيلة غير شرعية لاغتصاباتهم الجنسية . أبناء التفخيذ والمتعة والمسيار واغتصاب الأطفال ومداعباتهم التي تقشعر لها الأبدان .
إنهم قادمون بكل عهرهم وقذارتهم تحت شعارات ظاهرها الإصلاح والبناء وباطنها الردة إلى القرون الماضية , قرون الجهل والأمية والفساد بكل أنواعه .
كلما أتخيل ما سيكون عليه حال شعوب الخريف العربي من مقدماتهم ترتعد مفاصلي للهول والخراب الذي سيحدثونه في عالمنا الجديد . حقدهم على الفن والفنانين بكل أنواعه . محاربتهم للإبداع تحت شعار البدعة التي يحرمونها تمسكهم بالوهم والغيب . كراهيتهم للإنتاج وتمتعهم بامتصاص جهد الآخرين .
ليس لنا إلا أن نقف بوجه تخلفهم وفضح ما في بواطنهم من خراب لهذه الأمة وهرولة نحو الوراء . ماذا يريد أعداء الشعوب أكثر من جرنا إلى الوراء في حروب طائفية ودينية يعد لها سلفا في مطابخ السلفيين أعداء التطور والحداثة والمبادئ القيمة لحقوق الإنسان والطفل والمساواة بين الناس . إنها صرخة كل الشرفاء ممن يعنيهم شأن شعوبهم وتقدمها وازدهارها والسير الحثيث باتجاه إقامة مجتمع مدني تكون فيه المواطنة هي الأساس .
أنها دعوتي لليسار العربي أن يوحد صفوفه ليكون له موقف موحد من هذا الظلام القادم إلينا من تورا بورا على مراكب العدالة والتنمية . والتي هي ابعد ما تكون عن العدالة والتنمية .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟