الشاعر البغدادي ( الملا عبود الكرخي )

حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 18:38
المحور: الادب والفن
    

* الحديث عن (الملا عبود الكرخي ) لا يخلو من المتعة فهو واحد من نوابغ الشعرالعامي في القرن الماضي ...
كان مدرسة في هذا النوع من الشعر .. وله طريقة خاصة في نظمه ...
وهو يختار من لغة التفاهم الفاظاً .. انه الملا عبود الكرخي
*اسمه الكامل ومولده :هو الشاعر الشعبي الساخر ملا عبود بن الحاج حسين السهيل الكرخي
من عشيرة البوسلطان الزبيدية . ولد في جانب الكرخ ببغداد في 22 / 6 / 1869
كان من عائلة واسعة الثراء .. وتلقى علومه الأولية في الكتاتيب فتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن المجيد ، ثم التحق بحلقات الدرس في الكاظمية .. ونبغ في كتابة الشعر العامي ، حتى صار يعرف بأسمه .. توفي سنة 1946
* ترحاله وإتقانه لعدة لغات :
لما بلغ الكرخي 14 عاماً رافق والده الذي كان يتاجر بالجمال والجلود .
فكان ترحاله عن طريق البر في القوافل التجارية المتجهة الى ايران والشام والحجاز ومصر والولايات العثمانية ..واستقر في بغداد بعد وفاة والده واشتغل بالاعمال المختلفة واسس شركة للنقل عام 1908 مع آل عارف اغا لنقل المسافرين والبضائع بين مدن العراق . واصبح متعهد للبعثة الالمانية التي مدت سكة حديد سامراء فسافر الى برلين .. لذلك تراه قد اتقن الكردية والفارسية والتركية والالمانية نتيجة لاسفاره الكثيرة .
*عمله في الصحافة والصحف التي اصدرها :
ـ اسس جريدة الكرخ في 10 / 1 / 1927
ـ وفي 30 /9 / 1932 اصدر جريدة الملا ...
ـ في عام 1933 اسس مطبعة الكرخي .بعدها اسس جريدة صدى الكرخ .
وكانت السلطات تعطل جريدته بين فترة واخرى وتفرض عليه الاقامة الجبرية .
وذات مرة كتب بعد اغلاق جريدته : ما ذنـب الجريدة دائماً تـنـسد
هل سبت عنب زرباطية الاسود ...؟
* مواقفه من السلطة :
كان الكرخي يهاجم الانكليز من خلال قصائده التي ينشرها في جريدته ... يقول في أبيات ساخراً من مجلس النواب : لا لحية ولا شارب ...... أصبح لي الصبي نايب
من مختارالكريمات ...... صك هذا الولد جايب
ـ ولكثرما كان يهاجم نوري السعيد فيقول :
سكتـي عيني يم قـدوري..... ليسمع بصوتچ نوري
جوزي من هاي الخرخاشه .... لتنخدش إذن الباشا
ـ ومن قصيدة يصير يقول :
يصير تصعد للسمه بسلم درج ..... يصير من مصلوب تطلبلك فرج
يصير من أولادي يلبس (لبـي) ...... يصير بزرباطيه يظهر نبي ..!

* علاقته بالشاعرين ( الزهاوي والرصافي ):
الرصافي والزهاوي من أبرز شعراء بغداد وكان ثالثهم ملا عبود الكرخي
ولكن بالشعر العامي ... وكانت تربطه بهما علاقة وطيدة ... وكان الزهاوي معجب بشعر الكرخي وقال فيه :
الشعر ما قاله الكرخي عبودُ ...... ففيه للادب الشعبي تجديدُ
ـ اما علاقته بالرصافي فكانت حميمة ، فقد كتب عن الرصافي لما ترك العراق
يا مشافي يا معافي .............. هم رجع طار الرصافي
آه يا ربي وربـــه .............. ماتـگلي شـنو ذنبــــــه
لو ابو ناجي يحبه .............. كان رزقه اليوم وافي
* قصيدته المشهورة ( المجرشة ) :
كتب الشاعر ملا عبود الكرخي هذه القصيدة في 1930 تقريباً
وهي تشرح معاناة المرأة العراقية في الريف . وقد عدها البعض معلقة خالدة .
و كتب عنها الكثيرون مثل الرصافي وغيره .
و ترجمت المجرشة الى اللغة الفارسية ونشرت في صحيفة ( شفق سُرخ )1931
كما ترجمت الى الفرنسية وطبعت في كتاب مستقل1970 صدر في باريس وبيروت
ولاهاي .
ونشرت في كراس مستقل 1934 ثم نشرت في جريدة العراق والكرخ واذيعت
من الراديو عدة مرات .وقرأ أبيات منها يوسف العاني في مسرحية ليلة بغداديه
مع ملا عبود الكرخي.. وغناها محمد القبانجي وأبيات القصيدة تقول :
هم هاي دنيا وتنگضي ..... وحساب اكو تاليهه
ساعه واكسر المجرشه ..... وانعل ابو راعيها
* طبيعة العلاقة بين مطرب المقامات القبانجي والشاعر الكرخي :
كانت هناك علاقة حميمة وصداقة قوية وغالباً ماكانا يتبادلان الابيات الشعرية ومن تلك الابيات ما خاطب القبانجي بها الكرخي :
براسى يا عبود جني ..... شتتوا افكاري مني
لا تظن مطرب واغني .... اضحك وعلتي خفيه
بالله يا كرخي دگلي ..... وين اروح وين أوَلي
نگص عزي وزادذلي..... من ابو خدود العسجديه
وقد غنى له : المجرشه وتخسر ما تخسر بالقير
*حكاية ( تخسر ما تخسر بالقير ) :
كان القبانجي يعمل ( مگبن ) في علوة عمه في علاوي الشورجه .. فقرر ان يتاجر في سنه من السنوات بالشعير .. لكنه خسر تلك التجارة فكتب له الكرخي ممازحاً :
من گايلك تشري شعير ..... تخسر ما تخسر بالقير
شعيرك خسر يا مصخم .... نص قيمته ما تــلزم
لو مطرب لو تاجر صير..... تخسر ما تخسر بالقير
وقد انشد القبانجي تلك الابيات

* من مواقفه الطريفة :
بالتأكيد كان الكرخي شاعراً ساخراً وله مواقف طريفة ..
فذات مرة استقل الكرخي مركباً نهرياً من المسيب الى الكوفة . فوجد نفسه جالساًجنب رجل مغفل .وما انطلق المركب حتى سأل الشاعر عن اسمه ونسبه فعرفه بإسمه . بعد دقائق التمس من الكرخي ان يسلفه سكارة :
* اذا تسمح وتتفضل علي ملا علوان.. وسارع الملا بتصحيح الاسم ( ملا عبود )
بعد فترة سأله : وشسم هاي المنطقة ملا عليوي .. فقال له اسمي ( ملا عبود )
واستمرت التصحيحات حتى ضجر الملا عبود وقال له اسمي ( ملا زباله )
واخيراً وصل المركب الى الكوفة وما حل الكرخي بين اصدقائه المستقبلين ، فإذا بذلك الرجل قائلاً : أودعناكم ملا زباله .. فقال الكرخي : يا إبن الأوادم تنسى كل الأسماء وتتذكر بس ملا زباله !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلقة من برنامج ( قريباً من الماضي )
قمتُ بإعدادها وتقديمها من قناة الحرية بتاريخ الأحد 6/4/2008

#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات