أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ثامر إبراهيم الجهماني - الخطيئة والانتقام // قصة واقعية















المزيد.....


الخطيئة والانتقام // قصة واقعية


ثامر إبراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 18:35
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الخطيئة والانتقام // قصة واقعية
المحامي ثامر الجهماني

" دعيني أقولك بالصمت حين يصير
الكلام مؤامرة أتورط فيها " ن . ق
كانت " سعاد " ذاك الملاك الجميل البريء ، الذي يعشقه كل من يراه ، طالبة جامعية في سنتها الأخيرة . ولشدة إهراقه العرق خجلاً ، تقدم إليها " صالح " متودداً بكلمات معسولة تحمل في طياتها كل الحب والصدق،طالباً التعرف بها أكثر،تمهيداً لخطبتها،فكان له ذلك.وما كادت تنتهي السنة الجامعية أكثر حتى أعلنت الخطوبة وبعدها بشهور كانت الأفراح تضرب أطنابها في سمائنا لزواجهما. لقد كانا مثال المحبة والإخلاص،هي كزوجة وحبيبة اختارت البقاء في المنزل لرعايته منذ بداية المشوار وأماً لأطفال المستقبل،وهو كزوجٍ وحبيب وعشيق (وكابتن) في الطيران المدني،يجوب العالم ويرى آلاف الأشكال والمغريات ويعود لحضن الحبيبة التي تنتظره في نهاية المطاف.
دام الأمر بينهما على ذلك عاماً وأكثر لم يشب زواجهما أية شائبة تعكر صفو حياتهما خلاله.أما أهل الحي فكانوا يحسدونهم على هذا الوئام الذي يظهر مفتعلاً أحياناً،إلا الحاج "أبو ياسين"فقد كان حزيناً على "صالح " ولا أحد يعلم لماذا.
فهو دائماً يلحق اسمه بكلمة مسكين،عند ذكره.لم يطل الأمر طويلاً حتى جاء
اليوم الذي قرر فيه الحاج مصارحة " صالح "بأمر خطير.فدار بينهما هذا الحديث:
- صباح الخير كابتن صالح. قالها الحاج بصوتٍ مكسور
- صباح الورد، رد صالح .
- دار حديثهما بفحواه في مجاملات متبادلة ، إلى أن قال الحاج : أريد أن أسألك سؤالاً بعد أن تلعن الشيطان " إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا...."؟ .
- خيراً يا عم أبو ياسين " سأل صالح محتاراً قلقاً".
- خيراً إن شاء الله .... أخبرني أولاً : هل لكم أقارب في هذه الناحية أنت وزوجك؟ .
- كلا يا عم .. ما الأمر ؟
- ولا أصدقاء ؟
- القليل منهم .!
- أخبرني يا بني . هل يأتون لزيارتكم ؟
- بتاتاً . كما ترى. " أجاب صالح بجواب قاطع ونهائي" .
- حسناً يا ولدي أسمعني جيداً . هناك شخص يأتي لداركم في غيابك ويتأخر أحياناً. لاحظت الأمر مراراً،بحكم عملي كبائع في هذا الحانوت المتواضع قبالة الدار. لا تتعجل الأمر.يجب أن تفهم الحقيقة ملياً قبل أن تتصرف .
- احمرت وجنتا صالح وتحركت عيناه في كل الاتجاهات غاضباً ، وأسقط في يده .
- أردف الحاج قائلاً ... لا تغضب قبل أن تتأكد . وحتى تتأكد سيبقى الكلام بيننا – " الله وأنت وأنا ".
- اذهب لزوجك ولا تظهر لها شيئاً وأخبرها عن سفر مفاجئ لأيام, دون أن تلحظ عليك أي امتعاض أو قلق . حذاري!!
- كان هناك غرفة داخلية للحانوت, استقر فيها صالح. غابت الشمس خلف الجبال وسحبت وراءها لمسات الدفء التي كانت في الجو. وفي شبح الظلام المتسلل لمحا شاباً جميل المظهر يدخل الدار,بعد طرق الباب ثلاثاً تباعاً ,فثارت أعصاب صالح لولا أن هدّأه الحاج وأخذ يكلمه بصوت منخفض عما يجب القيام به.
- صعد صالح أدراجه البيت هويداً هويداً, رابط الجأش حتى وصل الباب. تردد قليلاَ فيما دار بينه وبين الحاج من اتفاق.
- فتح الباب ودخل بصمت. كان البيت هادئاً بلا صوت, سوا تلك اللهثات الجنسية التي تشبه إلى حد ما فحيح الأفعى الجائعة, كذلك تلك التأوهات النرجسية الشبقية, وصوت القبلات, وحركات الاقتراب والابتعاد الميكانيكية.
- دخل غرفة النوم بهدوء.
- تفاجئ !!
- هاله المنظر !!!
- في الجانب الآخر ذهلت سعاد. ارتعدت ولم تدري ما تفعل .تسمرت بمكانها بعد أن سترت جسدها المتعرّق برداء ٍخفيف . خجلاً وخوفاً من زوجها !!
- في حين قفز عشيقها ليقف بحالة استنفار قصوى وتأهب ليدافع عن نفسه، تحسباً لأي تصرف يصدر عن "عدوه"، الذي فاجأه قائلاً:
- ارتديا ملابسكما واتبعاني إلى الصالة، وأدار ظهره خارجاً، وكأن الأمر لا يعنيه.
- تبادلت سعاد وعشيقها النظرات تعبيراً عن عدم فهمها لما يحدث، أوعدم توقع ردة الفعل على هذا النحو البارد، دون فقدان للأعصاب وتكسير للأثاث ... القتل ... الدم ، اقلها الصراخ ، أو أي مظهر من مظاهر العنف ، والغضب .
- كادت الحيرة تقتلها!! .
- دخل العشيق الصالة ، بعد أن دعاه صالح للجلوس ، وأمر الزوجة " المصون " بإحضار فنجان من القهوة لهذا الضيف الطارئ .
- دقائق قليلة مضت وكأنها أياماً بل شهور . أدخلت الزوجة الفنجان وهي ترتعد خوفاً ورعباً وفضولاً . وضعته على الطاولة وخرجت مسرعة إلى غرفتها لا تعرف ما هي فاعلة ، أو ما هو فاعلٌ بها !!! .
- حينها قال صالح مخاطباً العشيق الجافل :
- اشرب قهوتك وتفضل إلى خارج المنزل دون أن تسأل أو تتفوه بكلمة واحدة عما حدث ، إن كنت تحب الإبقاء على حياتك . وحتى أريحك من التساؤل عن عدم العقاب ... " الله كفيل بك ، وبها ، ثم إنك ما كنت لتدخل المنزل دون دعوة منها .. تلك العاهرة ....فالحساب سيكون لها وليس لك من جهتي وليحاسبك الله بطريقته " .
- رغم أن هذه الفلسفة غريبة ، لم يتردد العشيق الحائر لحظة بعد سماع ما قيل وخرج مسرعاً .
- دخل صالح غرفة زوجته ، ودون أن ينظر إليها ، خلع ملابسه ودعاها للاستحمام والعودة سريعاً حتى يمارسا طقوس الحب ، وتمكين أواصر الزواج .
- كان الحاج أبو ياسين يقتله الخوف والقلق على صالح ، أن تأخذه الحميّة الهوجاء ويرتكب أي حماقة تأخذ الإنسان إلى البعيد في سَورةِ الغضب ، وإهمال توصياته .
- كانت عيناه تنوسان وتتحركان بوجل ، ممسكاً السبحة بيمينه وتتقلب حباتها بين أصابعه بتوتر، تكاد أصوات ارتطام الحبات ببعضها البعض في هدوء الليل وحالة التأهب ، تكاد تكون كضربات المدفع . لم يهدأ له بال إلا حين شاهد العاشق الخائن يخرج من باب المنزل مسرعاً دون أن يلتفت خلفه ، ولم تكن تبدو عليه أثار ضرب أو عراك ، فحمد الله شاكراً متضرعاً إليه أن يصبّر صالح ليتم الخطة .
- كانت ليلة مليئة بالخوف والرعب والدموع والممارسات الجنسية العنيفة .
- استيقظت سعاد باكراً .. هذا إن كانت قد نامت اصلاً . لم تجد صالحاً في السرير ، استغربت!! . لكن لفت انتباهها وجود مبلغ من النقود تحت الوسادة .
- وزاد من حيرتها واحتراقها ما كتب على إحدى الأوراق " هذه أجرتك " !!
- جاء صالح إلى المنزل بعد يوم كامل من الاختفاء في حانوت الحاج ، وكرر ما قام به الليلة الفارطة ، حتى أنهكه التعب ، نام مهزوماً محطماً تتآكله الأفكار .
- كالمعتاد نهضت سعاد التي لم تنم إلا صباحاً ، وجدت نفس المقدار من النقود تحت الوسادة ، وكلمتان فقط " هذه أجرتك " !! .
- استمر الوضع على هذا الحال عشرة أيام متتالية .
- كانت لحظات قاتلة تدعو للجنون ... مجموعة من السئلة تطرح نفسها على سعاد ، حتى فاض بها الأمر .
- صاحت بوجهه : ماذا بك ؟
- ألست رجلاً ؟! .
- اضربني .
- اقتلني .
- اصرخ في وجهي .
- انتقم لشرفك .
- تحرك أيها الصنم .
- لكن لا تسكت هكذا !!.
- نظر إليها صالح باشمئزاز ، وقال : هذا ثمنك أيتها العاهرة .... العذاب والصمت ...
- أدار ظهره وخرج من المنزل ، باتجاه المطار لاستئناف عمله .

# # #

استفاق أهل الحي صباحاً على صراخ النساء !! .
خرج الصغار والكبار لاستطلاع الأمر ، فإذا بجثة سعاد مدلّاة من أحد النوافذ بحبلٍ غليظ لُف حول عنقها عدة مرات بإحكام ، والدم يسيل على فخذيها ، من تلك المغارة التي دفعتها لهذه النتيجة .
- لقد أرادت الانتقام من غريزتها ، من فرجها ، حين انهالت عليه بالسكين ...فجاء انتقامها واعتذارها همجياً !!
- لم يترك فيها سوى آلام الجراح والإحساس بالذنب .
- حين عاد صالح لم يفاجأ بالأمر ... توجه من فوره لقسم الشرطة ليدلي باعترافاته للضابط .



#ثامر_إبراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي والاحتراز // أوراق من دفاتر الثورة // شموخ المرأة السو ...
- الحماية الدولية للمدنيين العزل ، وفق القانون الدولي الإنساني ...
- مرحبا ايها الحزن // شعر
- جميل النوري
- الوعي والاحتراز // أوراق من دفاتر الثورة (( 1))
- كذبة بيضاء
- المبادرة العربية ...مراوغة النظام السوري بالقبول و خسارة فيت ...
- لحظة ولادة
- المريض رقم مليون / مونولوج داخلي
- الثالوث المقدس في المعادلة السورية !! النظام ... المتظاهرون ...
- النصيحة بجمل
- الدراق .... الشاطر حسن ..... زورو وأشياء أخرى !!.
- بطاقة هوية // شعر
- هل كان قمراً ؟
- القرار ..!!!! أو الرجل الصغير
- ضربة حظ
- الصلاة الاخيرة
- أين صديقنا حسن


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ثامر إبراهيم الجهماني - الخطيئة والانتقام // قصة واقعية