أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - سرقة المساجد














المزيد.....

سرقة المساجد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 18:33
المحور: كتابات ساخرة
    


تصدير: يقول الأديب الروسي الكبير(تولستوي):لايمكن عمل بناء حجري كبير من عمل شريف.

فتحتُ عيوني وأنا طفل صغير والناس يقولون بأن هنالك عصابة دخلوا المسجد وسرقوا منه صندوق التبرعات ولم يجد اللصوص في الصندوق إلا دينارين وخمسة وسبعين قرشاً فقط لا غير, وهذا يعني أن سرقة المساجد عادة جُبل عليها المسلمون كما اعتاد المصريون على سرقة ونبش قبور الفراعنة وكما اعتاد الأطباء على سرقة الأعضاء البشرية,وأنا شخصيا قال لي أحد المشرفين مالياً على بناء أحد المساجد بالحرف الواحد):(هذا المسجد حتى الآن كلفنا قد تكلفة مسجدين وسأكتب للشيخ في الإمارات عن هذه الملاحظة) فضحكت وقلت بيني وبين نفسي:لولا ال... غير أدله على كل اللي بنو من هذا المسجد لهم بيتا أو رصيدا في البنك, حين كانت مواد البناء تتحول من وإلى...إلخ , والذين يسرقون هم الشيوخ الذين يتخذون من أنفسهم مرجعا يرجع إليه الناس وهم الذين يعلمون الناس على الحلال وعلى الفضيلة.

وتبدأ فكرة عمل أي شيء بفكرة صغيرة ثم تتطور هذه الفكرة الصغيرة لتصبح فكرة إقامة مشروع كبير وضخم ومعقدْ,تماما كما يبدأ اللصوص صغارا بالدينار وبالدينارين إلى أن ينتهوا كبارا بالألف وبالألفين وبعشرات الألوف ..وكما تبدأ المشاريع الكبيرة بأفكار بسيطة كذلك تبدأ الجرائم الكبيرة بجرائم صغيرة غير ذات أهمية, والسرقات الكبيرة دائما ما تبدأ بسرقات صغيرة جدا وغير ملحوظة ولكن شخصية السارق تتطور في كل عملية سرقة يلجأ إليها اللص وهي بداية بالتسلق على المواسير وبخلع الأبواب إلى السرقة عينك عينك أمام الله وخلق الله وهو يقنع كل الناس بأنه يعمل أعمالا خيرية غير أنه في الواقع يسرقنا جميعا, ولا أدري كيف بهذا المجتمع المتخلف يصدق بأن الله فجأة يرزق موظفا حكوميا قطعة أرض وعليها بيتا كبيرا هكذا فجأة وبدون مقدمات علما أن دخله الشهري لا يتجاوز ال 400دينار أردني ,و(عُقب التالي) يقول الناس: (الله ارزقه),طيب ماشس إنه ألله ارزقه بس كيف إرزقه؟هذا ما نريد الاجابة عليه...أو قل بأن كل عمليات السرقة تبدأ صغيرة ثم تكبرُ شيئا فشيئا حتى يكتمل نموها من الأسفل إلى أعلى الرأس,ولإرضاء الجميع تتحول السرقة من سرقة صغيرة إلى سرقة كبيرة جدا تشرف عليها لجنة خاصة ويتحول اسم اللجنة من لجنة بناء مسجد إلى لجنة سرقة المسجد,كما تبدأ رحلة الألف ميل بخطوة واحدة,وتتحول أي جريمة من جريمة بسيطة إلى جريمة معقدة وترتكب أكثر من عشرة جرائم سطو ونهب وسرقة وتشليح وكذب فقط من أجل إخفاء آثار الجريمة الأولى,وكثيرة هي الجرائم التي ترتكب بحق بعض الناس فقط من أجل إخفاء الجريمة الأولى الصغيرة والتي عقوبتها لا تستحق السجن أو الإعدام ولكن قدر الإنسان يقوده إلى ارتكاب عدة جرائم لإخفاء جريمته البسيطة فيستحق الموت شنقا أو إعداما على الخازوق.

ولتبسيط المسألة أكثر لو قلنا بأن تكلفة بناء هذا المسجد 200ألف دينار أردني علما أن تكلفته الحقيقية مثلا100ألف دينار أردني فإننا نستنتج من ذلك أن هنالك سرقة بالآلاف موزعة على جميع أعضاء اللجنة-لجنة السرقة- بالتساوي, وذلك كله من أجل إرضاء جميع من شهد ويشهد على عمليات السطو وعلى عملية تقاسم الفريسة بين زُمرة الأسود,على رأي المثل(اللي حضر السوق لازم يتسوق),وهذا طبعا في كل المجالات,سواء أردنا أن نبني مدرسة أو حتى مسجدا يصلي فيه الناس, وصدقوني في حارتنا مسجد حتى اليوم أجريت له عدة عمليات صيانة وترميم وتجميل من الداخل ومن الخارج وحتى هذه الساعة ما زالت به عيوبا كثيرة تظهر عليه للعيان من الخارج ومن الداخل رغم أن تكلفة ترميمه وصيانته قد كلفت الناس والمتبرعين حتى الآن أكثر من نسبة تكلفة بناءه أول مرة,وهذا يعني أن السرقة هنا وقعت في غش مواد البناء وبالمواصفات والمقاييس, فإذا أردنا أن نبني هذا المسجد أو ذاكَ المسجد بشرف وبأمانة وبإخلاص وبأموالٍ كلها حلال فإن تكلفة البناء ستصل إلى 100ألف دينار أردني, ومدة البناء ستأخذ عاماً كاملا أو عاما ونصف العام حتى تصبح أرضيته صالحة للسجود حين يضع العمال آخر قطعة وآخر مرحلة من مراحل البناء المتعددة.وإلى هنا ينتهي الموضوع,ولكن إذا أراد أن يأكل من هذا المسجد أحد الشيوخ المشرفين عليه مالاً بسيطاً يُقدر مثلا ب 1000 دينار أردني فإنه من اللائق أن يشرك معه كل أعضاء اللجنة على شان يلحسوا أصابعهم جميعاً وبهذا ترتفع نسبة تكلفة البناء من 100ألف دينار أردني إلى 200 ألف دينار أردني, إذ يجب عليهم أن يعطوا وأن يدفعوا للجميع ثمن سكوتهم وبهذا نكون كما الذئب الذي يقتل قطيعا كاملا من الماعز لكي يأكل هو نصف عنزة, وكما يقول المثل(بكسر إجر جمل على شان يعشي واوي).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحة والشباب
- إطلالة على الفن
- هل عمر بن الخطاب عبقري؟
- الراتب الشهري مثل الروح
- عقد الزواج عقد نصب واحتيال
- رؤية جديدة لسفر نشيد الانشاد
- منع المرأة العاقلة في الإسلام من ممارسة الجنس
- أجمل المدن في العالم
- الأيام الأخيرة من حياة سقراط
- المد الإسلامي والمسجد الأقصى
- قلب الفقير وقلب الغني
- المرأة غير الجميلة
- آه منك يا زمن
- الشيخ المرابي
- غريب في وطنه
- المرايا
- الكاتب المطبوع
- شخصيتي ككاتب
- أمهلنا يا موت
- قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - سرقة المساجد