أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كوسلا ابشن - المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (1 )















المزيد.....

المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (1 )


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 22:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



التاريخ تصنعه الشعوب المقهورة وليس من صنع الملوك ولا رجالات الزوايا المدنسة .

دأب منظروا الكولونيالية الجديدة الى تقزيم تاريخ شمال افريقيا والقفز على مراحل زمنية مهمة من تاريخ المنطقة , من التسيير الذاتي للاقطاعيات الى تشكيل الدولة المركزية الموحدة للقبائل وهيمنة الدولة على الاقتصاد والقرار السياسي , ويرجع تاريخ تأسيس الدولة المركزية في شمال غرب افريقيا ( المروك ) الى القرن الثالث قبل الميلاد 206 ق.م.بتوحيد الكونفدراليات القبائلية وتشكيل ما يعرف بمملكة موريتانيا ومن اشهر ملوكها يوبا الثاني ( 25 ق,م - 25 م ) ,
كما يتضح ان التشكيل السياسي للدولة الماروكية تأسس قبل ظهور المدعي ادريس بعشر قرون , الا ان التاريخ الرسمي المزيف للسلطة الكولونيالية ارجع تكوين الدولة الى فرد مجهول الهوية نسبه زعيم اوربا الى اهل البيت واللقب الشريف , بعد التعاقد بينه والمدعي ادريس على ان تهيمن اورابا على السلطة السياسية والاقتصادية في منطقة الاطلس المتوسط (بعد ان فقدتها بانهزام كوسلا في حربه التحررية ضد الاستعمار العربي في منطقة الشاوية حاليا بالجزائر ولجوء اتباعه الى غرب تامازغا ), مقابل ان ينال ادريس الرمزية الدينية والسياسية , وكانت الصفقة مربحة للطرفين , السيادة السياسية والاقتصادية لاورابا والزعامة على قبائل الاطلس المتوسط وفي المقابل السلطة الرمزية والجاه والغنى لعابر السبيل .
بعيدا عن التدوين المخزني لتاريخ المنطقة والمتطفلين على هذا الحقل من المعرفة من ينكر حتى اليوم الغزو العربي لشمال افريقيا والذي بدأ في القرن 7م , 646م وما تلاه من ابادة ونهب واستعباد على يد المجرم عقبة ابن نافع , مرورا بالحروب الاستردادية التي تزعمها كوسلا وديهيا وميسرا وانتفاضات مسلحة ضد ولاة الخليفة ولم تعرف المنطقة سلاما مع وجود الاجنبي المسيطر والغير المرغوب فيه وخصوصا غزوة بني هلال وبني سالم والمجازر الوحشية في حق الابرياء من عجزة واطفال ونساء .
عكس ما تدعيه الفلوف المخزنية الباحثة عن شرعية تاريخية بعد الشرعنة الميتافيزيقية , من اوهام عن بداية تأسيس الدولة الماروكية على يد السلالة ّ العربية ّ , دولة طرزان في ادغال الاطلس , من المنطقي اذا افترضنا ان ادريس الفرد غير امازيغي , فانه قد تمزغ واندمج في المجتمع الاورابي الامازيغي واصبح حاكم لقبيلة اورابا بعد المصاهرة , اما الافتراض الثاني وهو الاقرب الى الصواب ان زعيم قبيلة اورابا كان من مصلحته لتقديم الغريب على انه عربي من اهل البيت وحث القبائل المجاورة لمبايعته اميرا عليهم وهذا ما حصل بعد العقدة الادريسية - الاسحاقية وهذا ما يسميه البعض بشراكة بين الامازيغ والعرب في حالة الجمع , وكأن المنطقة كانت اهلة بالعرب بجانب الامازيغ وتوحد الجانبين وشكلوا دولة مركزية بزعامة عربية , هذه هرطقة ميتافيزيقية مقدسة للفرد الخارق المجسدة في الميثولوجية القديمة سواء مع نظرية الخلق في الفكر الميثالي الديني , ودور السوبرمان في التحولات السياسية والاجتماعية من محمد الى دور الفرد في النظرية الرأسمالية .
الامارة المعروفة في الادبيات المخزنية بالدولة الادريسية ( تأسست 766 م ) , لم تتعدى حدود القبائل الاطلسية ولم تكن هي الامارة الوحيدة الموجودة على الارض الامازيغية ( الماروك ) ,بل سبقتها امارة ناكور في منطقة الريف ( 710م -1019م ) وكذا مملكة بورغواطا على الساحل الاطلنتيكي ( 744م -1078 م ) اول دولة امازيغية قومية بعد الغزو العربي ,اما الامارة السلالية فقد ظهرت متأخرة واندثرت قبل غيرها .
اختلاقات التأسيس المركزي وبناء الامبراطوريات وخلق التوازن المفقود خارج حدود المنطقة والتفوق الذهني الفردي الحجازي على الجماعة المحلية , هي مجرد اوهام فكرية للعقل المتخيل , فندها التحليل العلمي في عملية موحدة تاريخية ملموسة , فوقائع التاريخ المرحلي لفترة الادريسية السلالية العرقية بعد انقلاب الابن على الاب والجد وفسخ عقدة الشراكة ستنتج النظرية الوهمية , التفوق العرقي وكذا نظرية التعامل الاستعماري بين الاجنبي السيد المقدس وبين المحلي العبد الخاضع لاوامر سيده , هذه النظرية العرقية ستنتج التشتت والتفرقة وفي نفس الوقت ستنتج المقاومة الرمزية والفعلية التي ستحفر قبر الامارة , وتأسيس الدولة المركزية الامازيغية , الامبراطورية المرابطية التى ستوحد بلاد الامازيغ وتحتل شبه الجزيرة الابيرية لاربع قرون .
الدولة المركزية تأسست مع المرابطين وهم من وحد شمال افريقيا وخلق بالفعل التوازن في منطقة حوض المتوسط وليس مع الامارة السلالية المحدودة ترابيا وبشريا والتي انتهى وجودها الفعلي سلاليا على يد المرابطين الامازيغ ,هذه الامارة التي اعطي لها العقل المتخيل اكثر من حجمها الحقيقي , لبناء الشرعنة الوهمية التي تأسس للوجود التاريخي الوهمي للاوجود .
استطاعت سلالة المرتزقة المنسوبة للعلويين في القرن 17 السيطرة على حواضر المنطقة واسست مستعمرتها في بلاد الامازيغ واشعلت فتيل الحرب العرقية , وقسمت البلاد الى منطقتين سمت المناطق الخاضعة لسيطرتها بلاد المخزن ( بلاد السلطة والقانون ) وسمت المناطق المستقلة ببلاد السيبة ( بلاد خارجة عن السلطة , بلاد الفوضى ) رغم ان هذا المفهوم الاخير لا يعبر عن الواقع الامازيغي انذاك , المعتمد على الشكل الديمقراطي في التسيير الذاتي , فهذه المفاهيم تدخل في اطار صراع الاضداد او ثنائية متحضر وبدائي , السيد والعبد ... , ومع تفويض المخزن الاستعماري السلطة لحاميه الامبريالية الفرنسية بمقتضى اتفاقية فاس , ستجند فرنسا مثقفيها لدراسة التركيبة القبلية للمجتمع الامازيغي المستهدف لاركاعه واخضاعه لنفوذ الاستعمار المزدوج الفرنسي والمخزني .
خلافا لادعاءات اهل اللطيف ومنظري الكولزنيالية الجديدة , فالدراسات الانتربولوجية والسوسيولوجية الكولونيالية سواء لمنطقة المخزن الاستعماري اوللمجال القبلي الامازيغي كان في خدمة الاستعمار الفرنسي واستهدف بالاساس البحث عن ميكانيزمات تفكيك المجتمع القبلي الامازيغي وتدمير بنيته الاجتماعية والسياسية وفي المقايل عمل على تقوية المؤسسة المخزنية وهذا ما مارسته فعليا الاقامة العامة الفرنسية بدك المجال الترابي الامازيغي , اماكن المحصنة للمقاومة الامازيغية , بكل انواع الاسلحة حتى المحرمة دوليا , في الوقت الذي لم تطلق ولو رصاصة واحدة في المناطق المخزنية , بل عملت فرنسا على تحديث المؤسسات المخزنية وبناء المدارس والثانويات الفرنسية , على سبيل المثل ثانوية ادريس بفاس وثانوية يوسف بالرباط , لتكوين الاطر المستقبلية للدولة الكولونيالية المخزنية .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات ام بيعة الكولونيالية
- الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة 2
- الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة
- زغردي ايتها الام من ارضعتي ابنائك حليب الحرية
- اصلاح ام ثورة
- التسيير الذاتي لامازيغن
- انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي
- اكذوبة الاصل العربي لامازيغن
- نفوسا الصامدة في وجه الة التغريب
- اهمية العامل الايديولوجي في النضال التحرري
- القوانين الكولونيالية لا تخدم الا مصالح السلطة الكولونيالية
- حراس الهيكل المقدس
- صبية الجامعة والعماء الشوفيني
- الاسلام من التوحيد الى التوسع
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه
- تحية للمرأة الامازيغية في يومها الاممي
- اقترب يوم الحساب
- ارحل يا طاغية


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كوسلا ابشن - المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (1 )