أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب المزين - الرجل المثمر- المهدي المنجرة














المزيد.....

الرجل المثمر- المهدي المنجرة


أيوب المزين

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


كانت السماء صافية كما لو أن السلام عم وانقضى زمن الهم.
ناجتني السماء والله ثالثنا: لم يعم السلام ولم يحقن دم الكرام.
ناجيتها والله ثالثنا: إذن, لماذا اختفت السحب المدلهمة(1) عن وجهك؟ . إني أرى الشمس والقمر جنباً إلى جنب, وقت الظهيرة والنجوم شاهد على ما أقول. بالله عليك أجيبيني بصراحة.
أجابتني والله محاسبها إن كانت من الكاذبين: أنت والرجل المثمر; أفرجتما كربتي وجعلتماني أعيش يوماً من الهدوء والسكينة.
أردت استفسارها عن ذاك الرجل الذي أسمته مثمراً لكن خط الهاتف انقطع. فبقي فكري مشتتا, نصف يبحث عن هوية صاحبنا ونصف آخر يسبح في بحر الطبيعة ويشاهد المناظر الخلابة عبر نافذة القطار. ال..قط..ار, آه كم كنت غبياً. عرفت الرجل الذي قصدته السماء عندما حدثتها.
التقيته عندما وصل إلى أوج عطائه الفكري, بل يمكنني نعته بكامل الفكر لإلمامه بأمور الفن والأدب, السياسة والطبيعة, الاقتصاد والفلسفة. مع ذلك كان منشرح الصدر, متواضعاً في تعاملاته مع الآخرين, لم يكن من الذين يشمخون بأنفهم عن باقي المخلوقات.
ألقت السنون بشيء من بياضها على شعره الوفر, توغلت هموم الدهر في مكامن الضعف من جسده, لكنه مازال واقفاً كالجواد يقاوم الانتقاد بكل عناد, لا أقصد عنادَ ذوي الرؤوس الجلمودية(1), بل ذاك العناد المنتصب على أسس دينية وقومية.
وقفت أمامه وقفة احترام لم تخل من خوف شديد أخذته كلمات أستاذنا الطيبة وطردته أدراج الرياح. أشار بيده لكرسي على يمينه ثم قال: " تفضل, اجلس يا ابني". خفق قلبي حينها فرحت على الكرسي قافزاً كغزالة على العشب تقفز. كرسي فخم ! مكتب أفخم ! حاسوب متطور! خزانة ضخمة !, كيف لا وأنا داخل مكتب أسد العلاقات الكونية, إنسان مفعم بالأمل ينظر للمستقبل بعيون الماضي والحاضر, آملا أن تغدق السماء بحنانها وتسقي الأرض بالسلام, تقضي على الأرذال وتعز الأبطال؛ لا تستغرب يا "عمر" وحتى أنت يا " متنبي", فإن في عالمنا- اليوم- من العجائب والغرائب ما لم يعرفها جن سليمان: يمرغ وجه البطل في التراب, الجبان الرعديد في أعلى عليين, ليس إلى جنب الشهداء والصالحين بل بمحاذاة الأوغاد والمسؤولين.
بدأ النقاش باسم الله, أسئلتي المعدة مسبقا تدور في فلك وحيد يشغل الجميع " السياسة "
سألته عن بلاد الرافدين فقال: قوية بشبابها, عريقة بحضارتها. إن كانت قد سقطت في يد همجية فلم يسقط منها سوى الاسمنت والحجر لا الثقافة والبشر. سألته عن حال الأمة فقال: مشرذمة, حكام ظالمون, علماء غافلون, أذكياء منافقون وشعوب صامتة لا تتحرك.
سألته عن مستقبل الأسد فأجاب: قريباً ستسقط أنيابه وأضراسه, تهد قوته وتقص شواربه. استفسرته عن نصيحة بإمكانه إسداؤها لشبابنا فتبسم وقال: المعرفة المعرفة المعرفة, كأداة وغاية ووسيلة.
كان أستاذنا كثير الترحال, لا ينتهي من ندوة ببلجيكا حتى يقصد أخرى بالبرازيل... يتبع .....

عن كتابي صرخات حق يحتضر



#أيوب_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النوام _ عن كتابي: صرخات حق يحتضر
- فاس العتيقة بعد مجيء القمر وبعد هروبه
- حبيبة القلب
- حوار مع خبير المستقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة
- العالم الإسلامي : الوضع الراهن والمستقبل
- عرب بلا نظم سياسية ولا تنمية حقيقية(**)
- الحرب العالمية الأولى الحقيقية - الإستعمار الجديد


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أيوب المزين - الرجل المثمر- المهدي المنجرة