أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - الحاكم يريد أم الشعب يريد ؟؟؟














المزيد.....

الحاكم يريد أم الشعب يريد ؟؟؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 21:46
المحور: كتابات ساخرة
    


دخلت شهرزاد في فستانها الحريري تمشي الهُوينى ..لا تدري أهي تسير نحو عُرسها أم نحو حتفها .. و خلخال ذهبي في ساقيها و الحنّاء تُخضّبُ كفّيها شبيهة بدماء القتلى الذين لا زالوا يسقطون في الشوارع العربية ..كحيلة العينين في عُمق سواد الليل ..كم كانت تُشبه حكاياها التي تقصها قربانا عنّا، و في قلبها تُخبّئ شعبها و في قصص تغمرها بعطرها في كل الليالي التي أنقذتنا ..لكنّها لا تدري هذه المرّة هل ستكتب الملهاة أم ستكتب المأساة و لا تدري ماذا سيجري في هذه الحكاية : هل سيُسمّم الراهب الكتاب كي لا نضحك البتّة من الكُتب ، أم سيحرق مكتبة المعبد كي لا نقرأ الى الأبد ؟؟؟
رمقت "شهريار الكذب" بعيون ملؤها الحرف ، و كانت عيناه تستعجلانها على الحكي من فرط التعب من الحكم ..و بدأت الحكاية:" سيّدي و مولاي جئتُك الليلة بحكاية عن رهط من الحُكّام الذين سقطوا في هذا العصر ..دخلوا المدينة عند المغرب و قد استوى النهار بأيادي رجالها و نسائها الذين كنّسوا الشوارع من الخنازير و عفاريت القصر ..و بعد أن مات فرسان في عنفوان العُمر من أجل البلد ، ركبت الأحزاب على الركح و طفقت تتخاصم على الحكم ..و تبادل أرهاط و أرهاط السباب و الشتائم و الثلب..و انتشرت حملات التكفير بين النُخب و الفقه ..و انتشرت البِدع و صار الجميع الى "كفرة من تحت كفرة" ..كأنّ الله يحتاج الى ضجيج العباد و أطماعهم و نفوسهم الضعيفة ..و كأنّ الشعب ناقص عقل و دين و محبّة لربّه ..و انتشر الجوع فيما أبعد من الايمان و الكفر..كم أنت جائع أيّها الجوع ..كيف تجرّأت على أن تستولي على البيوت الى هذا الحدّ ؟؟ " قاطعها شهريار في جزع " ويحك يا امرأة ..لقد خرجت عن النصّ ..و نسيت أن تحكي اليّ عن حكّام العصر ..لا أريد أن أسمع عن الجوع و الفقر و عن الربّ . ما شأن الملوك بالدين و الكفر ؟ ان هو الاّ مكر كي نستولي على الحكم ...أعيديني الى القصر "..ضحكت شهرزاد همسا ..وعرفت حينها أنّها أصابت الهدف ..فهي هنا كي تتدرّب على فنّ الرماية كي تُحوّل الحكاية الى رمح تسدّده الى قلب الملك كلّما فكّر بالذبح ..
قالت في نغمة تدُسُّ السمّ في الدسم : " عفوا سيّدي و مولايا ..ما أردت اغضابك ..لذلك اضطررت الى تبديل وجهة الحكاية ..فحكّام هذا العصر قد اختصموا الى حدّ الخجل حول من يترأّس الحكومة و من يترأس الدولة و من يترأس "المصلحة الوطنية "..فهذا حاكم يريد الاخافة و آخر يريد سوق النّخاسة و ثالث ينادي بالحداثة ..و طالت بهم الحال دهرا من الزمن في عراك لا ينتهي .
سئم الشعب الذي صار وحيدا ازاء غلاء المعيشة..و لم يفهم ما يريده حاكم البلد ..فخرج يجول الشوارع ضاحكا بشكل جماعي ، و صاح الجميع في صوت واحد: "..ماذا أصابكم ياحكّامنا الجُدُد ..هل نسيتم أنّ "الشعب هو الذي يريد" في هذا الزمن ؟ من صار فيكم هذا الشعب برمّته ..من في حجم هذا الجوع و هذا الغضب ..من يقدر على حمل هذا الجبل ..من سمّاكم ..من علاّكم فوق جراحنا ..يا اللّه تجلّى لعلّ لنا وطنا لنسكنه لعلّ .." فزع الحكّام من ضحكة الشعب ..و هرول كلّ الى حزبه و غلّق حانوته على نفسه ..و تجمّد كل منه يحملق في وجهه ..هل هذا وجه أم عضو آخر ..هل يخجل من نفسه أم يضحك أم يبكي ؟ أم يبحث عن نفسه التي بها سيخجل أم سيضحك أم سيبكي ".اغتاض شهريار من صاحبة العطر و فرغ صبره و صاح من أعلى الركح : "أسرعي يا ناقصة العقل أسرّي اليّ بما ارتآه حكام العصر..فقد نكّلت بالقصر و ها أنت تسيرين رأسا نحو الكفن " اقتربت منه شهرزاد في دلال و مسكت بيده في سحر: "عذرا مولايا و سيّدي .لا شيء يستحق الغضب ..فحكام هذا العصر لا يخجلوا من الشعب ..فحاكمنا بخير تماما و لا أحد يصل الى قلبه غير الحكاية، هو الآن يا سيّدي يعتلي صهوة العرش خاطبا في الناس : "أنا حاكمكم الأعلى ..فلا أحد يضحك من العرش .و من أضحكته الحكاية فليضحك وحيدا بشكل شخصي ..ممنوع عليكم الضحك جهرا و بشكل عمومي ..و من هو مُصاب بارادة الشعب عليه الحرق حالا عبر البحر الى بلاد الزنج " ضحك شهريار بشكل جنونني ..و استمرّ على هذه الحال الى اليوم ..صاحت به شهرزاد :"ماذا دهاك أيّها الحاكم العربي ؟ هل تضحك من نفسك أم تضحك من القصّة التي تشبهك الى حدّ الموت ..هل جُنّ الحاكم العربي ؟ طوبى للحكاية ..فلنكنّسه جيّدا بحكايانا قبل أن يتجسّد ثانية في ثنايانا "..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضحكوا بقدر المستطاع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هل نفّذتم القرار بالهدم ؟
- ماذا فعلت بنا السبّابة اليُسرى ؟
- هنا تُباع الشعوب خِلسة
- سيكبر فينا الياسمين يوما ..
- من يحمل الغابة في عينيه ؟
- لماذا جرحتم هذي السماء ؟
- لم يأكلوا النخالة بعدُ
- أنشودة الشمس
- شهرزاد لا تنام
- لا خير في نهار بلا رقص
- من يشتري الصحراء غيرك ؟
- هل تركتم للعصافير قليلا من سماء ؟
- الخوف من الديمقراطية
- نهاية الطاغية
- من أساء الى الذات الإلهية أم من أساء الى الثورة ؟
- شعر الثورة
- الشيوعية ليست إلحادا..
- بحث في التفكيكية
- قراءة جمالية في الشهادة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - الحاكم يريد أم الشعب يريد ؟؟؟